ماء زرقاء

382 20 12
                                    

جلس الفتى فوق فراشة بنظرات فارغة بعد ان اجبره الشاب على الاستيقاظ باكراً قليلاً ،فهذا ليس الوقت الذى اعتاد ان ينهض به لوي ..

اغمض عيناه بتملل عندما عاد هاري مره آخرى يسحبه من بين الاغطية و يجره للحمام

"هارى توقف!" تحدث بصوته الصباحى ذات البحه ، "عليك ان تستحم" اخبره الشاب دافعاً اياه داخل الحمام ،الفتى نظر حوله و نطق "لكنى لا اريد، دعنى انام فقط"..

تنهد هارى يبدو ان هذا الاستحمام سيطول " لوى هيا لتستحم ستكون نظيفاً و لطيفاً الا تحب هذا؟"

حدق به الفتى لمدة صامتاً بعدها تحدث بهدوءه  "هل سيأتى احد للمنزل اليوم" مسح الشاب على شعره بتعب لخوض هذا النقاش مع الفتى الغريب الذى يخاف الاستحمام ،تقدم منه هارى و بدأ برفع قميص الفتى من جسده ليضحك لوي بسخريه على هذا "لست طفلاً بالمناسبة" لم يرد هارى بعد ان ابعد القميص الفوضوى الذى كان يرتدية الفتى و انزل يده لحافة البنطال لتبعده يد لوي بقله صبر "حسنا فهمت ،لا تعاملنى كأنى غبى"

التفت هارى دون قول اى شئ مغادرا بعد ان اغلق الباب خلفه ، الفتى جلس على حافة الحوض يحدق فى الماء بصمت يتخيل اللون الصافى يتحول تدريجياً للاحمر القانى و كم هو يكره هذا اللون ...

شد على شعره بقلق و هز رأسة يخبر ذاته مرارا ان الماء ازرق و الازرق جميل و هادئ ،لا يريد الاستحمام لكن هارى لن يستسلم و سيجبره و هو فقط يريد الانتهاء من هذا سريعاً، برجفة يداه خلع باقى ملابسة و نزل ببطئ فى الحوض عيناه تجول الماء المتحرك يرصده بقلق 'الماء ازرق الماء ازرق و الازرق جميل' كررها عدة مرات حتى سكن فى مكانه ضاماً ساقيه لصدره و يبدو ان عقلة شرد بعيداً...


لا نعلم كم مر من الوقت و يباغتة دخول الشاب ليخرجه من شروده ،رغم ان الفتى انتبه للشاب الذى قاطع خلوتة و شروده للتو، لم يحرك عيناه عن الماء  و همس بصوت مسموع للشخص الدخيل هنا "لا يمكنك الدخول فجأة على احد يستحم ان كنت لا تعلم"

رد الشاب و هو يأخذ غسول الشعر و يثبت رأس الفتى الذى يرفض هذا الشئ "عرفت بأنك لن تجرؤ على التحرك بمجرد ان تدخل الماء"

كان هذا كلام مهين للفتى لكن اليس هذا ما حدث !

ما كان للوي رد سوى انه دفع الشاب الذى انزلق فورا و وقع على الارضية محدقاً بدهشة فى الفتى الذى بدأ يرتجف ما ان رأى هارى يتألم ...




'انه لوى' هكذا ذكر هارى نفسة مع من يتعامل و نهض محاولا ان لا يظهر اى آلم مقترباً من الفتى ببطئ "انا بخير فى الواقع كانت انزلاقة رائعه" تعليق صاحبه ضحكة جميلة من الشاب كأن شيئاً لم يكن! ،اخذ غسول الشعر مصراً على غسل الشعر الذى لم يمسه الماء بعد ،بدأ بسكب الماء و فرك شعره جيداً تحت استسلام الفتى الذى لم يفعل شئ غير انه شد على ضم نفسه اكثر ، يشعر بالذنب لدفعة للشاب الذى لم يقل سوى الحقيقة لكنه استفزة ...و هذا رد فعل طبيعى لكنه يلوم نفسه على انفعاله



للحظات ساكنه يملؤها صوت الماء مرت عليه كأنها ساعه ، همسة صغيرة خرجت من ثعره "حااار" همهم هارى بأستفهام و هو مستمر بسكب الماء على رأس الفتى ليكمل لوى بصوت اعلى قليلا
"الماء حار هارى"
"الماء بالكاد دافئ لوي"
"انت تحرقنى!" انتحب الفتى دافعاً يد الشاب عنه محاولاً الخروج من الماء ليقيده هارى بخفة "هو لا يحرق لوى انظر انا المسه ايضاً" حدق الفتى بعين الشاب بذعر ، تدارك الشاب الوضع  ليبدأ بسرعة بصرف الماء و وضع المنشفة على جسد الفتى المرتجف يحاول تهدئتة "حسنا لقد ذهب الماء انت بأمان"

وقف الفتى و توجه لغرفتة ملتفاً بمنشفته الكبيرة الزرقاء ،بخطوات متعثرة هو وصل لفراشة يأخذ انفاسه براحه ،لم يرد هارى التدخل و تركه يهدأ بمفرده 

.
.
.

مرت نصف ساعه تقريبا و لوى اخيراً تحرك من مكانه يرتدى اى شئ ثم عاد للجلوس على الارضية مسندأ ظهره على قائم السرير فقط هكذا بلا اى تعابير تذكر، بهدوء طرق هارى على الباب و فتحه بنفسه قبل ان يستجيب الفتى ،اقترب منه مع عدة اشياء جعلت لوي يقلب عيناه بمعنى 'حقاً هارى!'  لم يهتم الشاب لنظرات لوى و فتح علبة كريم تصفيف الشعر و فرك كمية على شعر الفتى الذى جف بالفعل فأصبح مظهرة لامع كالمبتل و بالفرشاه صفف الشعر الناعم المنسدل و ابتعد ينظر بفخر لصنع يداه بشعر المسكين ،لوي ببطئ نهض ينظر لانعكاسه بالمرآه الصغيره و بنبرة ميتة تحدث "ابدو كأحمق" ليسرع له هارى "لا تفسده ارجوك ليس الان على الاقل بعد ان .."  توقف هارى باتراً كلامه ليتنفس بلا حيله و اكمل " بعد ان تذهب امي ..هى ستأتى لزيارتى و ايضا شارفت على الوصول" قالها بنفس واحد يحاول تمييز ردة فعل واحده على الفتى الجامد امامه ، استمر الفتى بالنظر فى عيناه حتى رن جرس الباب نظر هارى للوى بمعنى فسره لوى ب 'ارجوك لا تحرجنى امامها و تظهر جنونك و اختللاك'


فتح هارى الباب مستقبلا والدتة التى ما ان دخلت حتى انتفضت لصوت الكسر الى دوى من غرفة لوي ...

.
.
.
.
.
.
.

يتبع..

ارتجاف | L.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن