حكاية حواء -مرجانة- (بالدارجة)

الحكاية السادسة

((ﻣﺎ ﺗﺪﻳﺮ ﻳﺪﻳﻚ ﻓﻐﻴﺮﺍﻥ ﻣﺎ ﻳﻌﻀﻮﻙ ﺣﻨﻮﺷﺎ))

صوت غنا الطيور فجنان القصر كان مالي المكان، ومن بين الورود طلت وريدة براسها بعوينات زرقين صافيين كيف السما كتبسم للشخص للي قدامها وللي تظاهر بللي گاع ما شافها. بعد عليها نصير كيقول:

_خنساء هاني جاي لك غير بلاتي، كيسحاب لك غتخباي مني ولا شنو؟

خرجت الخنساء من مكانها كتجري باش تربح نصير فالغميضة، وغير وصلت لبلاصة فين كان مغمض عينيه قبل ما يتحرك حتى بدات كتنقز كتعلن فوزها عليه. لحق عليها نصير وهزها من الأرض كيقول:

_ربحتيني ما عندي ما يتسالك، انتي بحال الفارة مكنعرف فين كتخشاي كل مرة حتى كتربحيني..

وقف الخادم المسمى بالتهامي ورا نصير كيخبرو:

_سيدي نصير مولاي طالبك عندو فأمر مهم.

حط نصير البنت من بين يدو وشار للمرافقة ديالها تاخذها باش يمشي يشوف الأمر المهم للي طلبو عليه السلطان.

*****

رمى مولاي الوليد برسالة كانت بين يديه فوق الطبلة وهو كيقول لنصير للي وقف قدامو:

_الخاين ديال حفيظ رسل لي برسالة كيهددني فيها عين باين، يسحاب ليه صافي مللي هرب عند الكفار بللي قطع الواد ونشفو رجليه، ولكن حسابو عسير غير يطيح بين يدي.

قرا نصير الرسالة للي كانت كلها استفزاز للسلطان بإهانة للدولة ولشخصو. كان بصريح العبارة كيدعوه لإعلان الحرب على الكيان للي حاميه و للي كان واخذ على حدود العاصمة قلعة ليه.

جاوبو نصير:
_مولاي الحفيظ برسالتو هاذي باغي يستفزك ويخليك تعلن الحرب فغير وقتها، هو عارف بللي النص فالجيش ديالنا مشارك فالحرب وربما كانت لعبة منو ولهذوك للي كيحميوه باش يطيحو الدولة فحرب خاسرة.

ناض الوليد من بلاصتو جامع يديه ورا ظهرو كيرد على كلام نصير:

_عارف، هو عندو حصانة ما دام خارج حدود الدولة، زيد عليها حماية الأروبيين ليه بعد طلب اللجوء ديالو ليهم من بعد ما ظهر لينا على حقيقتو، صحيح ما قدرتش نوصل ليه حتى لدابا وبقيت محترم الهدنة للي برمناها مع الأروبيين هاذي سنين، ولكن بانلي بللي جا الوقت فين نوري لولد عمي الخاين علاش انا قاد.

بقى نصير كيشوف فيه كيحاول يفهم شنو تحت راسو، بعد مولاي الوليد كيشوف خارج القاعة  من خلال الشرجم وهو يلحق عليه نصير كيسولو:

_نقدر نعرف شنو كتقصد أمولاي بكلامك؟ واحد العقل عندي كيخبرني بللي كتفكر تعلن الحرب بصح عليهم وتلغي الهدنة للي برمها والدكم الله يواليه برحمة الله معاهم! واش هاذشي صحيح؟

دار عندو الوليد مع شبه ابتسامة ورد:

_ما كتفكرش معايا بللي سكتنا بزاف لهاذوك الكفار وخليناهم ياخذو راحتهم فأرضنا؟ بسببهم تقسمت بلادنا وناضت الفتنة بيناتنا، والحمد لله دابا جميع الممالك عرفت بللي فاتفاقنا خسارتهم..