رحيل

513 24 3
                                        


((ﻣﻦ ﻻﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﻟﺴﺎﻧﻮ ﻻﺧﻴﺮ ﻓﻤﻜﺎﻧﻮ .))

طوت هناء صفحة من دفترها الممتلئ ببعض الاحباطات والمواجيع للي كانت على وشك تحبط همتها للحظة، لكن وقبل النهاية تشبثت بالامل والعمل وقدرت تتقبل فالخدمة للي كانت من بين اهدافها، خدمة ماغتكونش هي هدفها الاخير وانما مجرد درجة من سلم النجاح للي مازال غتسلقها بروح ايجابية.

وسط بيتها كانت واقفة جنب السرير كتختار الحوايج للي غتدي معاها. رغم ان المسافة للي كتفرق بين مدينتها الصغيرة والمدينة للي غتخدم فيها ما كتفوتش ساعة ونص الا انها فضلت تستقر فبلاصة وحدة، تبعد شوية من كلشي كيربطها بذيك المدينة وامها ولو لفترة معينة فين ترتاح.

بالرغم من ان الحياة تبسمت فوجهها وغيتحسن وضعهها المادي من هنا لفوق وغتخطو اول خطوة فبناء مسلقبلها المهني إلا ان علاقتها بواليديها كانت كتنغص عليها فرحتها. هناء كتأمن بللي واخا توصل فين بغات توصل غيبقى اكبر حلم لها هو تعيش وسط اب وام يحسسوها بأبويتهم وحنانهم، وربما جا الوقت فين تخلى على ذاك الحلم الطفولي.

قلبت على امها حتى لقاتها فبيتها جالسة شادة التيليفون، دخلت هناء حتى وقفت قدامها كتقول:

_ماما وصل الوقت فين نمشي.. واش عندك شي حاجة بغيتي نوصلها لخالي معايا؟

جاوبتها غيثة بعدما شافت فيها شوملليحدة ورجعت نظرها لتيليفونها:

_ايه مزيان بسلامة.. خويا الا بغيت نشوفو عارفاه فين كاين ما كاين لاش تعذبي راسك.

بقات هناء واقفة ساكتة عندها ماباغاش تمشي وتخلي ذاك الجفاء بيناتهم، نزلت على ركابيها حاطة يديها على حجر امها كتقول:

_ماما مابغيتش نمشي هكذا وحاسة بيك هازة من جيهتي وانا ما عارفاش حتى شنو للي مخليك تقلقي عليا بحال هكذا... ما كرهتش تخليني نعنقك ونبوس يديك قبل ما نمشي.

بعدت غيثة يدين هناء عليها وردت:
_دابا عاد بانليك رضايا؟ مللي كنتي كتعايريني بخدمتي باش كبرتي حتى ربيتي الكتاف ما كانش هامك ودابا جاية كتحناي على رجلي؟ كون بغيتي رضايا كون سمعتي ليا مللي هدرت معاك وطلبتك تخدمي معايا ولكن وجهك ديال تمارة.

وقفت هناء مللي عرفت امها غتجبد لها ما فات ومات وغتزيد من عندها غير باش تزيد تنغص عليها. قالت لها:

_الا قلت لك بللي انا عمري نكون بحالك ما قصدتش بللي كنقص منك ولا كنعايرك.. ما نكرش بللي ذيك الخدمة هي باش كبرت وقريت وانتي كتبقاي امي..ولكن هاذشي ما كيعنيش نتبعك لطريق الغلط باش ندي رضاك اماما فشي حاجة غلاط من الاساس.. دابا كنتمنى غير نصلحو علاقتنا بزوج حيث-

قاطعتها غيثة:
_صافي بركة عفاك.. للي عليا انا درتو كبرتك وقريتك حتى هزيتي راسك الله يجازيني..دابا راه كبرتي ومامحتاجاش لأمك ولا باك باش تعيشي..بغيت غير نتهنى من سيرتك كما تهنيت من باك فمرة، ونساي بللي انتي بنت الشيخة غيثة وما تفكريش تجي تعتبي باب داري مرة اخرى!!

حكاية حواء -مرجانة- (بالدارجة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن