شقت مايلين طريقها عبر الاشجار , قدماها المحميتان بصندال خفيف , كانتا تنزلقان فوق المنحدر .. رائحة ارض الغابة ومع بروز حركات مفاجئة بين الشجيرات الشائكة إلا انها لم تعد تذعر لها.. فبعد قيامها بمثل هذا المنزل الخاص كل صباح منذ وصولها اصبحت معتادة على الهروب الخجل للحيوانات الصغيرة التي تعيش في هذه الغابة.. كما انها لا تخشى مقابلة آدمي .. ففندق جوليا ولورنس , على طراز الكابينات, يقع بعيداً عن هذا الممر غير المطروق, وتشك في ان يمر به مخاطراً, اي راكب دراجة نارية , خاصة وممراته وعرة ... زوار الفندق , يصلون عادة عن طريق البحر, اما بالقوارب الصغيرة او باليخوت .. وبما ان احداً لم يصل من جديد خلال اليومين الاخيرين , فقد احست ما يلين انها آمنة.
في مثل هذه الساعة من الصباح , ولم تتجاوز بعد السادسة, لم يكن الخليج الصغير , يروق لزبائن الفندق المتوسطي العمر.. وتعودت مايلين ان تعتبر المكان هذا مكانها الخاص .. وعما قريب ستغزو الشاطئ القوارب التجارية تحمل الركاب ليجولوا على طول الشاطئ الذي يحتوي على اكثر من ثلاثة آلاف جزيرة من بين عشرات الآلاف من الجزر التي تشتهر بها اليونان.
خليج كاستاريوس هذا.. يحتوي على جزر رئيسية منها ديكوليس , كارموليس , ديون , ولقد زارتها جميعاً خلال الاسابيع التي امضتها هنا, واحبت جمالها الطبيعي والاحساس باللازمان في فضائها .. وكانت ممتنة لكيم لاعطائها هذه الاسابيع , لاستعادة عافيتها من صدمة انتحار ابيها المآساوية , وممتنة اكثر لعائلة باربلوس لجعل هذه العطلة ممكنة .
سمعت صوت طرطشة الماء قبل وقت طويل من وصولها الى الشاطئ, ولم يكن هذا هو صوت المعتاد لاندفاع المياه على الصخور وانسحابها , لكنه صوت محدد فوق سطح الماء يتبعه ضربات متناسقة عند حافة الصخور.
قطبت مايلين حين برزت من بين الاشجار لترى امامها رأس اسود الشعر في الماء.. كانت تتوقع ان تراه , مع ذلك احست بخيبة امل والاكثر حين شاهدت كومة ثياب على الصخور عند قدميها , انها ثياب رجل.. لكن في هذه الايام من يستطيع التمييز؟.
احست بالتوتر .. فهذا الرجل , وهي واثقة انه رجل , قد افسد عليها يومها , واحست بالامتعاض .. فهي لا تعرف ما تفعل .. وبينما كان من الابسط لها ان تستدير وتعود من حيث اتت, لم تر لماذا تتركه يتصرف وكأن له الحق في ان يكون هنا.
- مرحباً!.
اما ذهولها ادركت انه يخاطبها.. سخطها على جرأته جعلتها تشهق .. لابد انه يتوهم بأنها كانت تراقبه بفضول , وربما يظنها مهتمة به.
- هاي.. انت!
اصبحت لهجته الرجولية ساخرة الآن .. ماذا يعتقد نفسه؟ وادرات عينان خضراوان مثلجتان نحوه .. كان يسبح في الماء على خطوات من الشاطئ, دون جهد للخروج . صحيح انه لا زال غائصاً تحت الماء إلا انها استطاعت رؤية كم ان بشرته سمراء داكنة , وكم ان شعره طويل عند مؤخرة عنقه. وصاحت به :
- الا توقفت عن ازعاجي .. ارجوك؟
أنت تقرأ
خليج القمر || آن ميثر || روايات غادة
Любовные романы** منقولة من شبكة روايتي الملخص هربت لتبتعد عن مايذكرها بظروف موت ابيها .. ولم يكن معها من يدعمها ويواسيها سوى شريكه كيم مايفز الذي يكبرها بعشرين سنة , والذي تعتقد ان والدها كان يرغب في ان يزوجها له. مايلين, وفي جزيرة خلابة على شواطئ بحر ايجه, وجدت...