و تحطم الحلم

1.2K 22 0
                                    

الهاتف اللاسلكي ازعجهما عند السادسة صباحاً, فاستيقظت مايلين من نوم عميق, كان نور الصباح قوياً في الخارج , لكن الستائر كانت تجمل المقصورة معتمة , وسمعت ستيفن يتأوه في مقصورته , فسألته بصوت مرتفع :
- ما الأمر؟
تمتم :
- إنه الهاتف , سأرد عليه.
راقبته من باب مقصورتها بتوجه الى مقصورة الجلوس وهو يكمل ارتداء بنكلونه , وخمنت ان عائلته فقط تعرف كيف تتصل به, واحست بجفاف شفتيها وهي تمرر لسانها فوقهما.
بدا لها ان اجيالاً مرت قبل ان يعود, حيث وجدها تجلس في منتصف السرير والغطاء مرتفع حتى ذقنها , وشعرها منفلت حول كتفيها وسألته :
- من كان المكتلم؟



جلس ستيفن الى جانبها وتمتم:
- أتصدقين ؟ إنها عمتي اثينا.
- و ...؟
نظر اليها برغبة وقال بصوت أجش:
- ألا يمكنك الانتظار قليلاً؟
ارادت ان تذعن , لكنها ارادت كذلك ان تعرف ماهو الأسوأ:
- ستيفن ارجوك...
- حسناً, يبدو ان اصدقاءؤك قلقون عليك.
قطبت :
- أتعني جوليا و لورنس.
- أظنه كيم.
- وماذا حدث؟
تنهد:
- حين لم تعودي عند منتصف الليل , اتصلوا بمنزل عمتي.
- اوه , يا إلهي !
- لا تجزعي حبيبتي , قال لهم كارل انك على مايرام معي.
وتصورت مايلين كيف ان كيم او بالأحرى كلهم تقبلوا الخبر:
- أهذا كل شيء ؟
- لا, فقد اتصلوا عند الثانية صباحاً, واصروا على ان يتصل كارل بنا, لكنه رفض في مثل تلك الساعة , وهكذا انتظرت اثينا الى ان طلع الصباح , واتصلت.
- اوه ستيفن , يجب ان نعود.
- اعرف , لكن ليس بعد.
كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة حين دخل البورسيدون المرفأ الصغير عند أسفل المنحدر الموصل الى الفندق . ستيفن يجلس وراء الدفة, مايلين الى جانبه , وذراعها ملتفة حول عنقه تصل الى الذراع الأخرى الممتدة من امام صدره.
بالرغم من ارتباكها من توقع مقابلة كيم, إلا انها كانت قانعة تماماً في معرفتها بحب ستيفن لها , وكان يتحدث اليها عن اخذها بنفسه الى نيويورك للقاء ابويه , بالنسبة له لم يكن هناك سبب يمنع زواجهما في الحال. ولم يكن يود ان يرجعها الى الفندق , وظهرت اول بوادر غضبه منها حين كان يناور اليخت ليلصقه بالمرسى, حين قالت إنها تفضل التحدث الى كيم لوحدها . وقال لها :
- اذا كنت مصرة على المضي بهذا لوحدك , فعليك مقابلتي بعد الظهر , سأمضي الوقت احضر لسفرنا , ولا تدعي مايفز يغير لك رأيك, فلاشك انني سأفقد عقلي لو تركتني الآن.
- اوه ستيفن , هذه الأربع وعشرين ساعة الماضية كانت أروع ايام حياتي ! احبك , فكيف أغير رأيي؟
تركها ستيفن تذهب رغماً عنه, ممسكاً بيدها لتنزل الى البر, مستغلاً الفرصة ليقبل لها يدها ويتمتم بلهجة غريبة ( أحبك ! )
ثم ادار وجهه حين اصبحت على الرصيف.

خليج القمر || آن ميثر || روايات غادةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن