لم تهربين؟

2.5K 46 2
                                    

وهي تغير ملابسها استعداداً للعشاء تلك الليلة, لاحظت مايلين حين وصلت الى هنا, لكن خداها الآن اصبحا ممتلئين مع كل الطعام الدسم الذي افرضته جوليا عليها , ولم يعد لديها ذلك المظهر الشارد.

مع ذلك, لم تكن توعج نفسها في ارتداء ثياب فاخرة منذ وصولها , معظم الوقت كانت ترتدي بنطلون شورت من الجينز تضيف اليه بلوزة طويلة خلال الليل.

كيم الذي طالما هنئها على نوعية ثيابها سيذعر لو شاهدها الآن , فهو لم يكن يوماً من الموافقين على اهمال الجيل الجديد للأخلاق , ومن رأيه ان التصرفات المهملة بالنسبة للثياب , امر مقرف كذلك, لكن عذر مايلين انها لم تهتم بما وضعته في حقيبتها حين غادرت نيويورك , وبما ان ماكان معها لم يكن يناسب مايحيط بها فقد اشترت ارخص الثياب واكثرها ملائمة.

ردهة الاستقبال كانت شديدة الاضاءة مع ان الظلام في الخارج لم يكن شديداً بعد. وسمعت اصوات الحركة من داخل غرفة الطعام والمقهى الصغير الملحق بها.. ردت مايلين على تحية موظف الاستقبال , تلميذ جامعة يعمل خلال اجازة الصيف, ثم كادت ترتمي ارضاً لاصطدام جسد فتي مندفع من باب جناح باريولس , انه نيكولاس , ابن جوليا البالغ اثنتا عشرة سنة من العمر , لكنه تقريباً, اصبح عريضاً كأبيه.

نظر اليها نيكولاس معتذراً:

آسف , لكن هناك يخت هائل يدخل المرفأ! اتودين المجيء لرؤيته؟

لا اظن , شكراً لك , ولن تصل لو انك وقعت على رأسك وانت تنزل السلم.

لن اقع , اراك لاحقاً!

تبادلت مايلين نظرة مع الشاب خلف طاولة الاستعلامات, فابتسم:

اعرف, هكذا هم الاطفال! هل سبب لك الاذى ؟ ايمكن ان افعل شيئاً لك ؟

لا اظن , شكراً لك , اظنني بحاجة الى شراب بارد , سيزودني به جورجيو.

جورجيو , عامل المقصف في المقهى, رجل متوسط العمر يعمل هنا منذ عشرين سنةوفي الثالثة والخمسين اصبحت مهارته في اي شيء محدودة, لكن مايلين كانت تتمتع بحديثه الهاذر, اما باميلا زوجته , فقد كانت تعمل في المطبخواولادها غالباً ما يلعبون حول الفندق, وقال لها ما ان جلست الى المقعد المرتفع :

اذن, مايلين الصغيرة , ماذا كنت تفعلين اليوم ؟

كالعادة.

وماذا ستأخذين؟

زجاجة مرطبات مع كثير من الثلج ارجوك.

هز كتفيه :

انه يوم جميل لفتاة جميلة , اتعرفين مايلين لو كنت اصغر بعشر سنوات ..

خليج القمر || آن ميثر || روايات غادةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن