جاء الصباح بفاصل راحة من الأفكار المعذبة لذهن مايلين ونفسها , وانضم اليها نيكولاس , معه تستطيع نسيان مشاكلها .
- أتريدين الذهاب للتزلج المائي مايلين؟
لم تتردد مطلقاً في القبول , ابتسامتها اعادت بعض الحيوية لقسمات وجهها الشاحب , وهي ترتدي ثوب السباحة في غرفتها , لم تستطع سوى التفكير بآخر مرة ارتدت فيها ثوب سباحة , يوم كانت مع ستيفن .
كانت صحبة نيكولاس مريحة , صداقته غير متطلبة, ولا تخبيء أي شيء قد يهدد اعصابها , وهي معه كانت تحس انها مع اخيها الصغير المفضل لديها , وتساءلت كم كانت ستكون حياتها مختلفة لو ان لها أخ او أخت .
محاولتها في التزلج المائي لم تكن انجح ممامضى , وعادت الى الفندق وقت الغداء , لكن هذا وفر لنيكولاس الكثير من الاثارة وكانا يضحكان معاً وهما يسلقيان السلم الخشبي , ليجدا كيم منتظر عند السلم.
قال وهو يصرف الصبي بإشارة متعجرفة :
- آه , مايلين , كنت بانتظارك , لدي رسالة لك من آل بروس!
- رسالة .. من ستيفن ؟ اين هي؟
اعطاها المغلف بهدوء , فأخرجت الرسالة من المغلف كانت ورقة صغيرة , فنظرت الى التوقيع اولاً, كانت من ستيفن , كتبها لها قبل سفره , يقول ببساطة إنه آسف لأنه كذب عليها , لكنه لا يود ان يؤلمها, وربما ان هذه الرسالة قد تسهل الأمور عليها , صحيح انه يهتم بها , لكن ليس الى العمق الذي يجعله يتحدى ابويه , ومع انه يتصور ان حياتهما قد تكون جيدة , إلا انه يعرف انهما لن ينجحا , ولا يجد جدوى من متابعة علاقتهما التي لن تكون علاقة دائمة.
ارتجفت مايلين عند قراءة آخر الكلمات , ثم كلماته عن تمنيه السعادة لها مع كيم , واحست بالفراغ و الغثيان و الدمار الكامل, وتمنت لو تستطيع ان تزحف الى زواية مهجورة تبقى فيها الى ان تموت .
سمعت كيم يقول بهدوء:
- لا تقولي شيئا, أنا دائماً اعرف ماتفكرين فيه , تعالي معي مايلين , اتركي هذا المكان, فنسافر الآن , بعد الظهر قبل ان يحدث شيء آخر.
- ومايمكن ان يحدث اكثر من هذا؟ لكن , لا بأس كيم سأسافر معك , لكن دعني و شأتي الآن , احتاج الى التفكير.طريقها الى غرفتها كان فارغاً, ما إنه وصلت حتى جلست على السرير تعيد قراءة الرسالة , لاحظت كم ان خط ستيفن غير عادي. كانت تتوقع ان يكون خطة مثله , حازمة عدائي ,لكنه هنا رقيق ناعم, نهاياته وكأنها انثوية ويميل انثوي للتفضيل , مرة اخرى لم يكن لديها سوى الكلام كيم بأن الرسالة من ستيفن , فهي لم تشاهد خطه من قبل, فيكف يمكن لها ان تكون واثقة؟
وقفت على السرير لتحدق في المرآة , هل هي حمقاء لتشك في كل شيء؟
لكن , هل الرسالة حقيقية ؟ هل تتمسك بقشة الغريق في محاولتها التمسك بما تؤمن به ؟
لم تكن تعرف ماذا تفعل , الى من تلجأ , جوليا لايمكن ان تحل لها شيئاً , ولا لورني , هزت رأسها عاجزة , والتقطت المغلف لتلمسه وتعيد الرسالة اليه , فلاحظت امراً لم تلاحظه من قبل , الرسالة معنونة باسم الفندق , كما جاءت الدعوة تماماً, منذ ثلاثة ايام.
ارتجفت ورفرفت عينيها غير مصدقة , لو انها مستعدة ان تستسلم لمخيلتها لقالت ان المغلف هو نفسه , لكن هذا مستحيل , لو انه كذلك , سيعني ان احداً هنا كتب الرسالة , شخص في الفندق , فهل قلد احداً الخط الأنثوي لغرض التنكر؟
غاصت من جديد فوق السرير , أيمكن ان يعمل كيم هذا؟ صحيح انه غاضب منها , لكن ان يزور خطاباً كهذا , لا , مستحيل, فلا بد يعرف انه عاجلاً أم آجلاً ستكتشف الخدعة وهي ترتجف , من برد داخلي بقدر ماهو من برد خارجي , دخلت الحمام بسرعة , اخذت دوشاً , ارتدت ملابسها , نفس البذلة التي جاءت فيها الى هنا , واخذت حقيبتها , جواز سفرها وغادرت غرفتها .
أنت تقرأ
خليج القمر || آن ميثر || روايات غادة
Romance** منقولة من شبكة روايتي الملخص هربت لتبتعد عن مايذكرها بظروف موت ابيها .. ولم يكن معها من يدعمها ويواسيها سوى شريكه كيم مايفز الذي يكبرها بعشرين سنة , والذي تعتقد ان والدها كان يرغب في ان يزوجها له. مايلين, وفي جزيرة خلابة على شواطئ بحر ايجه, وجدت...