الفصل الثامن عشر

11.1K 603 18
                                    

       ~إِبنّ رُسـتُم~
"الفـصل الثامـن عشر"

خرج "ظافر" متسللًا كي يرى بعينه ما الذي يحدث، حتى إنه فتح الكاميرا الخاصة بهاتفه واستعد لتصويرها صورة يفضح بها أمرها أمام أبيه الذي يدافع عنها دائمًا، حتى إنه يتلقى التوبيخ بسببها.
نظر جيدًا بعيون باحثة عنه، ولكنه قد اختفى وبقيت هي بمفردها تقف بمحلها.
خمّن إنه سيعود إليها، وبالفعل حضرت سيارة بيضاء ووقفت أمامها تحديدًا.. تأهب "ظافر" ومضى مسافة خطوتين وهو يدقق النظر فيمن بداخلها، وإذ بـ فتاة تترجل من مقعد القيادة وتدنو منها لـ تُرحب بها ترحيبًا حافلًا.. طال حديثهم بعض الوقت وهو يقف هكذا حتى سئم، وفي النهاية ناولتها "أثير" الهدية قبيل أن تستقل معها سيارتها.. نفخ "ظافر" بـ انزعاج لعدم تمكنه من اللحاق بها مع ذلك الشاب، و :
- ياريتني كنت لحقت وصورت من فوق وخلاص!

مضت السيارة في طريقها و "أثير" بداخلها تتحدث إلى رفيقتها و :
- كنت محتاجة أخرج فعلًا

ابتسمت "أماني" و :
- وحشاني أوي ياأثير، لو عرفتيني إنك هنا من يومين كنت خليتك جيتي قعدتي معايا، ماانتي عارفه إني لوحدي انا وماما
- مرة تانية ان شاء الله

ثم نظرت عبر النافذة في محاولة فاشلة منها لتنسى كل ما تعايشه بهذه الآونة، بالرغم من يقينها بإنها لن تنسى أبدًا.
....................................................................
سحبها خلفه، لا.. بل جرّها خلفه بشكل عنيف حتى وصل لسيارته على الجانب الآخر وهي مستسلمة للغاية كي تتفادى أي ردّ فعل مفاجئ منه.
وقف "مروان" فجأة والتفت وهو يسألها بصوت مرتفع :
- أخوكي عارف إنك خارجة في ساعة زي دي لوحدك؟!

حاولت أن تحتمي بتواجد رفيقتها معها و:
- مش لوحدي، فدوى كانت آ.....

فـ صاح فيها لينقطع صوتها :
- فدوى دي راجل وانا معرفش؟؟

ارتجفت أهدابها من جدة صوته وقد بزغت عروق جبهته ونحره بـ انفعال وهو ما زال يتابع :
- لو عمل معاكي حركة و ××× كنت هعمل إيه ساعتها؟؟ انتي عايزة تعملي مني قاتل!!.. عايزة إيه ياتمارا ؟!

حاولت التبرير ولكن أعصابها هي الأخرى تالفة مما جعلها متلعثمة أمامه فلم تقوَ على تكوين جملة واحدة :
- آ.... كنت عايزة آ....

فتح باب السيارة :
- أنتي تسكتي خالص، أركبي

فـ استقرت بالمقعد الأمامي بصمت، بينما توجهت نظراته المحتدمة لـ "فدوى" و :
- هتفضلي تبصيلي كتير ؟

فـ أسرعت بفتح الباب الخلفي للسيارة وجلست بتخوف.. التفت حول السيارة وجلس بمقعده، ومضى يقود السيارة ودمائه تغلي بداخل شرايينه.. يحس بنفسه وكأنه سينفجر عما قريب بعد كل هذا الكتمان الذي يحافظ عليه كي لا يحزنها برغم كل ما فعلت.. وما جعله ينزعج أكتر هو شهقاتها المكتومة والتي فضلت في كبحها.. كانت تبكي بحق وهي تشعر بحجم الكارثة التي كادت تتسبب فيها لنفسها، تنهد "مروان" وهو يقف بسيارته على الجانب ولم يتخلى عن نيرة صوته الصارمة وهو يسألها :
- بتعيطي ليه دلوقتي ؟ انتي مبقتيش صغيرة ياتمارا عشان تصرفات العيال بتاعتك دي!

رواية ~إِبنّ رُسـتُم~ للكاتبة ياسمين عادل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن