الفصل التاسع عشر

11.2K 609 30
                                    

      ~إِبنّ رُسـتُم~
"الفـصل التاسع عشر"

°° الحياة ليست عادلة ياصديقي.. هُناك من يعيشون الحرمان من أشياء تملكها أنت، بينما تظن إنك التعيس الوحيد في الدنيا لفقدانك أشياء أخرى.
إنما هي المعادلة العادلة التي تؤتي كُلٌ ميراثه من الدنيا.. فـ لن يكون الكمال والإكتمال من نصيبك أبدًا أو من نصيبهم.. والسعادة والحزن گالأرزاق.. على البشر مُقسمة.°°
.................................................................
غادر "ظافر" مقر الوحدة العسكرية عقب أن تلقى خبر نقله إلى مصر في الفترة الراهنة للإحتياج له.. بدا على وجهه الإمتعاض وبشرته توهجت بـ حُمرة غاضبة.. فقد أحس بوجود أصبع لـ أبيه في الأمر لا محاله، فهو ترك الخدمة العسكرية ولكن ما زالت يداه تطول كل ما يريد.
ماذا سيفعل الآن ؟.. حتى لم يكن أمامه فرصة للأختيار، فقد تم الإختيار وقُضي الأمر.
تجول قليلًا وهو يمنع نفسه من رغبته الجامحة في مواجهة والده كي لا ينفجر البركان المدفون بـ أغواره.. ورغم محاولاته الجمّة إلا إنه رضخ في الأخير لرغبته في التحدث إليه.
عاد لمنزله وقد تحدث لوالده كي لا يغادر قبل وصوله، واجتهد كي يكون على هذه الوتيرة الهادئة التي كلفته الكثير من العناء.
في الأصل كان "رستم" ينتظر هذه المواجهة منذ الأمس وها قد حان موعدها.. كان مقتضبًا عابس الوجه، حتى أن "ظافر" تراجع عما كان سيقوله وتسائل :
- مالك يابابا؟

كان "رستم" يعقد ذراعيه خلف ظهره وهو يقف مستقيمًا شامخًا گعادته وهو يتسائل :
- إيه اللي عملته في الرحلة ده ياظافر؟ إزاي تدّعي إن البنت اللي كل ما تشوفها تسويّ بيها الأرض تبقى خطيبتك!!

نفخ "ظافر" بـ قنوط و :
- هي جت اشتكيتلك كمان ؟! أنا غلطان إني كنت بحميها وأحسّن موقفها
- واللي عملته في الفرح كنت بتحسن موقفها برضو!!
- أنا......

قاطعه "رستم" بجدية مبالغ فيها متعمدًا إظهار غضبه الشديد له :
- أنت إيه؟؟ انت بتلعب بمستقبل بنت مبقاش في غير سيرتها على كل لسان!!

سحب "ظافر" شهيقًا مختنقًا لصدره بينما كان "رستم" يتابع :
- أنا مقبلش كده على بنات الناس ياظافر، والغلط اللي بدأته هتكمله للآخر

تنغض جبينه وهو يتسائل بـ حِدة :
- يعني ؟؟

فقالها بقطعية :
- يعني هتخطب البنت دي
- إيـــه!!
- زي ما سمعت، أنا مش هقبل أي تجاوز منك تاني في الموضوع ده

وكأنه قد بدأ يعقد الخيوط سويًا ليتفهم ما كان يحدث بالبداية :
- يعني تدخلت في نقلي للقاهرة ودلوقتي عايزني اتجوز اللي اخترتها، هي دي خطتك!

تحرك "رستم" من مكانه و :
- الكلام خلص، وحضر نفسك على الأساس ده

قبل أن يخرج "رستم" من الغرفة كانت "زينب" تدلف إليها :
- بتزعق ليه يارستم؟
- عقلي ابنك يازينب عشان مش عايز اقلب عليه

رواية ~إِبنّ رُسـتُم~ للكاتبة ياسمين عادل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن