الفصل الحادي والثلاثين

11.1K 577 24
                                    

      ~إِبنّ رُسـتُم~
"الفصل الحادي والثلاثون"

أوفضت "تمارا" للخارج بخطى حذرة وهي تنظر حولها بتوجس، ثم سارت مباشرة نحو الباب وفتحته بحرص شديد.. فـ إذ به يقف بنفسه أمامها حاملًا حقيبة بلاستيكية تحوي الطعام الذي طلبته.
انبعج فمها بـ ابتسامة عريضة وضمت أصابع كفيها سويًا وهي تهمس :
- فاجئتني يامروان!

مدّ يده لها لتتناولها منه وهو يردف :
- بس متتعوديش على الدلع ده ياتيمو! دي مرة كده بمناسبة خروجك من المستشفى

لم تطيق انتظارًا وفتحتها لترى بأي نكهة أحضرها لها.. فـ فتحت رائحة الدجاج المدخن منها، أطبقت عيناها بتلذذ و :
- ريحة صوص باربيكيو!

وفتحت عيناها تنظر إليه بسعادة وهي تهتف :
- ميرسـي أوي

وقبل أن تدخل استوقفها قائلًا بـ استنكار :
- إيه ده هو انا دليڤري ولا إيه؟ مش هتعزمي عليا أدوقها حتى؟

فـ فتحتها وسحبت منها قطعة مثلثية، فـ وجدته يفتح فمه لها كي تطعمه بنفسها.. ابتسمت بعفوية وهي تضع طرفها في بين أسنانه لـ يقضم منها، تعلقت عيناه عليها.. نال من وجنتيها قُبلتين في أحلام يقظته، ارتبكت من نظراته وأجفلت بصرها وهي تضعها من جديد في فمه..
وفجأة استمعت لصوت باب غرفة ينفتح، فـ اضطربت وهي تدس ما بقى من القطعة في فمه وأغلقت الباب في وجهه على حين غرة..
كاد "مروان" يُصدر صوت سعال قوي نتيجة حشو فمه بالطعام، دفعه من فمه وابتعد عن الباب بعجلة.. وتنفس قائلًا :
- طارت اللحظة الرومانسية !!

نظرت "تمارا" حولها بتوتر وهي تفكر سريعًا ماذا ستفعل وأين ستذهب، أصبحت في مأزق حقيقي.. فـ أسرعت تختبئ خلف الأريكة.. جلست القرفصاء وحنت رأسها، ووضعت الطعام أسفل الأريكة وهي تهمس :
- إيه الفقر ده!

خرج "رستم" للصالة الفسيحة، فـ اشتم رائحة طعام ساخن.. وقف يدقق حاسة الشم خاصته في تلك الرائحة وصاح بصوت مرتفع :
- انتي سايبة شباك المطبخ مفتوح ولا إيه يازينب!! بنتك لو شمت ريحة الأكل هتطلع تاكل التلاجة

جحظت عينا "تمارا" بذهول وهي تردف بـ استهجان خافت :
- يعني أنا طفسة!!

تحسست ظهرها الذي آلامها و :
- يلا أدخل بقى يابابا، هيجيلي الدسك بسببكوا "مرض عظامي"

وما أن استمعت صوت إغلاق باب الغرفة، حتى أسرعت بالنهوض وسحبت الطعام معها.. وهرولت نحو غرفتها كي تهنأ بتناول طعامها الساخن اللذيذ.
.........................................................................
كان "علي" يقوم بتسجيل الكثير من أعماله على الحاسوب الشخصي عندما اندمجت زوجته بمشاهدة التلفاز.. وما أن شعر بـ اقتراب انتهاء عمله اعتدل في جلسته و :
- عايز شاي ياسمر

نهضت "سمر" عن الأريكة وراحت تُعد له الشاي، بينما أغلق هو الحاسوب وزفر بضيق.. أمسك جهاز التحكم وبدأ يبحث عن قناة رياضية يشاهدها إلى أن أتت زوجته ووضعت الشاي أمامه.. جلست ملتصقة به وتسائلت بدلال :
- خلصت شغل يابيبي؟
- آه، من ساعة ما استلمت الشغل الجديد وانا تقريبا مش برتاح

رواية ~إِبنّ رُسـتُم~ للكاتبة ياسمين عادل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن