~إِبنّ رُسـتُم~
"الفصل الرابع والأربعين"°°قد يكون موطنك الحقيقي بين أحضان أحدهم.°°
____________________________________________كانت مُطوقة بذراعه ورأسها على صدره يرفض إبعادها عنه، فقد أمسك بها بصعوبة بالغة عقب مسيرات طويلة من الركض خلفها بدون توقف.. كانت تخشاه حقًا في هذه اللحظة وترتب على هذا المشهد شعورها بالفزع والرهبة.
رفعت رأسها وتأملته، كانت عيناه غافية، ولكنها تحس بإنه لم ينم بعد.. حاولت أن تتخلص من ذراعه وتعتدل، ولكنها وجدته يطبقها عليه ويهمس :
- شششش، أهديأطبقت جفونها ثم فتحتهم ونظرت حولها ببعض الخوف، وكأنه شعر بها، مسح على ذراعها وظهرها بحنو بالغ و :
- متخافيش، مفيش حاجه تقدر تدخل هنا.. أنا مقفل الخيمة كويسأطلقت تنهيدة وهي تردف بصوت ضعيف :
- مش مصدقة إنك قتلت التعبان بالشكل ده!
- دي المرة الـ ١٠١ اللي تقوليلي فيها كدهثم ضحك و :
- ياريت كان في ضمن البرنامج رحلة صيد، كنتي نمتي بتحلمي بياوأطلق ضحكة عالية، فـ ضربت صدره و :
- بس بقى، أنا متخيلاك أرق من كده!
- أرق!!! ليه هو انا صحبتك؟أعتدل في نومته واستقام لينظر إليها متابعًا :
- شغلي كده.. انتي بتكلمي ظابط جوية مات تحت إيده عشرات من أسبوع، أنا واللي زيي في جوية وبحرية وحربية بنحميكم وبنحمي ملايين المصريين، لو كل واحدة عملت زيك كده.. مش هنلاقي بنت ترضى بينا وبحياتنا وطبعنانهضت وتشبثت به و :
- أنا راضية ، بس متعملش كده قداميضمّها وهو يسند ظهره لينام مجددًا وهي ملاصقة له، داعب شعرها بين لحظات صمته، ثم أردف :
- نامي وارتاحي عشان عندنا سفاري بكرةاسترخت بعد زحف شعور الأمان لديها، دفء صدره أجبرها على الرضوخ لنوم طويل ومريح بجواره.. وكأن لا موطن لها ولا سكن إلا هو.. في أعماق حُضنه الجميل فقط.
.............................................................................
كان گالذي حصل على مفاجأة حياته.. يمر الآن بـ أسعد لحظاته على الإطلاق بالنسبة لـ عُمره الصغير.
جلس "عمر" بين صفوف الطلاب الذين سيتم تكريمهم نظرًا لتفوقهم الدراسي وهو مفتخر بنفسه، بجانب نظرة الإعجاب في عينيّ والديه الذين يقفن سويًا ويصفقن له ويلتقطون العديد من الصور التذكارية له.
كان التنظيم على مستوى عالي للغاية وتضمن فقرات عديدة مبهجة للطلاب ولـ أولياء الأمور، ومن بين كل ذلك لم ينشغل عقل "علي" سوى بطليقته التي ازدادت حُسنًا وجمالًا بعدما فقدت الكثير من الوزن واهتمت بثيابها وأناقتها واختياراتها الموفقة في أحذيتها.. أصبحت أكثر فتنة حتى عن الأيام التي سبقت زواجهم.
نظر "علي" نحو ولده الذي التهى مع زملائه ووسط بهجة الحفل، ثم قال بـ امتنان بيّن :
- مش عارف اشكرك ازاي عشان اللطف اللي عاملتيني بيه خصوصًا قدام الولد
أنت تقرأ
رواية ~إِبنّ رُسـتُم~ للكاتبة ياسمين عادل
Romanceشئ واحد فقط يمكنك اليقين بصدقهِ، الراحلون عنك إن كانوا خيّـرًا لـ بقوا.