الفصل الرابع والثلاثين

11.7K 589 14
                                    

     ~إِبنّ رُسـتُم~
"الفـصل الرابع والثلاثين"

°°طاقة الخوف التي تدعها تُغلفك تقضي على لحظات السعادة التي تعيشها.. تخشى فقدان ضحكتك، تخاف ألا تدوم فرحتك.. ولكنك في النهاية ستخسر مقابل خوف جعلته هاجسك.. فـ لا تفعل ذلك بنفسك.°°
.............................................................................
كانت تنظر لأشكال النجوم البلاستيكية المضيئة الملتصقة بالجدران والسقف كأنها تعيش في مجرة أثناء الظلام.. تستعيد اللحظات القليلة التي قضتها معه وإن لم تكن بالغة الرومانسية.. فـ هي ترضى حتى بالقليل طالما معه.
فتحت "أثير" أضاءة الأباجورة الخافتة ومدت يدها تلتقط الحقيبة البلاستيكية عن الأرض، والتي كانت تحتوي على حلوى ومقرمشات والعديد من الشيكولاتات والبسكوت ورقائق البطاطس "شيبسي" ... ألخ
جميعها أشياء أحضرها لها وأحضر مثيلتها لشقيقتها الصغرى، إنها تفصيلة صغيرة ولكنها كانت فارقة.. استطاعت أن تتجاوز كل شئ بهذا الشعور، الآن يخبرها حدثها بأن ثمار صبرها على وشك النضوج وستأتي بنتائج تبهرها.. وهي تنتظر تحقيق ذلك على أحرّ من الجمر.
لم تتناول من تلك الأشياء وكأنها ستحتفظ بها للأبد، ثم سحبت هاتفها من أسفل الوسادة وفتحت تلك الصورة التي التقطت لهم ليلة خِطبة "تمارا".. كانت مميزة للغاية، حتى إنها جعلتها خلفية لـ حسابها الشخصي على مواقع التواصل الإجتماعي مع كتابة عبارات رومانسية رقيقة.. نهضت عن مكانها متيقنة إنها لن تنام بسبب سعادتها التي دفعتها لأن تشاهد فيلم رومانسي وتفكر به حين ذلك، كي لا تنسى أي لحظة مرت بها اليوم وهي بصحبته، ستكون ذكرى خالدة في عقلها مهما مرّ ومضى.
............................................................................
قضت "تمارا" أغلب الوقت في الشرفة بعد انصراف الكُل إلى مكانه.. فيما تفكر ولماذا؟.. لا تعلم.. عقلها مشوش للغاية وتداخلت الأمور وتكاثرت على عقلها، إلى أن وجدت شقيقها العزيز يداهم خلوتها ويقف بجوارها فجأة.. فـ نظرت إليه بينما كان يقول :
- بالك مشغول بـإيه ياتوته؟

استعادت طبيعتها الشقية في لمح البصر وهي تجيب :
- ولا حاجه، زهقت من الأوضة.. انت أتأخرت ليه؟
- كنت عند أثير

ثم اعتدل في وقفته ملتفتًا إليها وتسائل :
- انتي السبب في اللي حصل لـ هايدي الصبح في الچيم؟

زاغت عيناها يمينًا ويسارًا ثم استقرت في الأعلى، كبح ضحكته وكأنه يتصنع الحزم وهو يعيد :
- تمارا! أنا بسألك؟

توترت على الفور وهي تحاول إنقاذ نفسها من الموقف الذي حُشرت فيه و :
- أكيد البومة هي اللي قالتلك! ده انا ساعدتها وشربتها ياكش تكون آخر شربة وبرضو مطمرش.. ده انا آ....

فـ قاطعها بعدما رأى حالتها المتوترة تلك و :
- مش مهم، أنتي عملتي حاجه الصح المرة دي

وكأنها لم تستوعب ما قاله للتو.. فـ حدقت به وهي تتسائل :
- ده بجد؟ يعني مش زعلان؟؟
- تؤ، كان لازم تلاقي رد على تصرفها

رواية ~إِبنّ رُسـتُم~ للكاتبة ياسمين عادل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن