~إِبنّ رُسـتُم~
"الفـصل الثاني والأربعين"كانت صدمة شديدة لم تتوقعها قط، أفقدتها قدرتها على الإستيعاب، حتى إنها ظلت هكذا محدقة وعيناها زائغتان للحظات عديدة غير شاعرة بوالدها الذي سأل أكثر من مرة :
- يابنتي ردي علينا!تنهد "مروان" وهو ينظر لحالتها التائهه و :
- حتى في دي كمان هتغلبيني! المفروض أعمل إيه تاني معاكي!فـ تدخل الشيخ لحسم الأمر وهو يقف عن جلسته :
- موافقة العروسة ركيزة أساسية عشان يكون الجواز صحيح.. وطالما هي مش موافقة آ...كاد يتحرك من مكانه ممسكًا بدفتره لولا إنها استوقفته وقد انحلت عُقدة لسانها و :
- لا لا انت رايح فين.. أكتب يامولانا أكتب، كتبك الله من الفائزين بالجنةوكأن نبضات قلبها السريعة لم تهدأ منذها، نظرت نحوه تعاتبه على ما فعله بها.. فوجدت ابتسامته الشامتة التي امتزجت بنظرات السعادة تُزين محياه.. لحظات وكان الشيخ يبدأ بالإجراءات حينما دخل "ظافر" متأنقًا.. غمز لها، فـ ضحكت مستحية وأصرفت بصرها عن الجميع، نظرت للفراغ هي تفكر ماذا كان سيحدث لها إن كان الأمر حقيقيًا كان يتخلى عنها.. انقبض قلبها من مجرد الفكرة ونفضتها عن عقلها وهي تنظر إليهم من جديد..
مد يده لها وهو يقول :
- تعالي يامصيبتي في الدنياكتمت ضحكة وهي تجلس بجواره، شبك يده بأصابع يدها وبالأخرى كان يمسك يد "رستم" لعقد قرانهما بين جدران غرفة بالمشفى.. هكذا دبر "مروان" الأمر قبل أن يتطور وتخرج عن سيطرته من جديد، باغته الفكرة وعزم على تنفيذها، والطبع لم تكن ستُنفذ لولا تصديق "رستم" عليها وإعجاب بها والإستعداد لها بنفسه.
............................................................................
ألقى "على" قميصه أرضًا وبقى عاري الصدر وهو يصيح فيها وقد انفجر غيظًا :
- أنا مش مصدق اللي بسمعه بوداني، يعني حرامية وكمان بجحة!فلم تستحي "سمر" من فعلتها، بل دافعت عن نفسها بشكل يثير الإشمئزاز من شخصها قائلة بصوت جهوري :
- أنا مش بجحه، كل اللي قولته إنها كانت سايبة الجمل بما حمل.. أكيد يعني مش حتتين الدهب دول اللي كانوا هيفرقوا معاها، ده حقناحدجها بعدم تصديق وعيناه محدقة فيها مصدومًا :
- حق إيه اللي بتكلمي عنه!! دي فلوسها وده دهبها.. الشقة باللي فيها بتاعهافـ تلوت شفتيها بـ استهجان وهي تقول بعدم رضا :
- انت كده مرتاح لما أخدتهم ورجعتهم!! مش شايف جرالنا إيه من ساعة ما خدت منك تحويشة عمرك و........فصرخ فيها لتصمت وقد سخن رأسه بشكل غير طبيعي وكأن ضغط الدم قد ارتفع لديه.. وأمسك رسغها يعتصره وهو يصيح :
- بـــــس، بـس مش عايز اسمع كلمة منك.. أخـرسي خالص
- آآآهوجذبت ذراعها منه وهي تتأوه متألمة :
- خلاص متتحمقش أوي كده، سيبالك الأوضة كلهاوخرجت من الغرفة وهي تغمغم بكلمات مبهمة، بينما لعنها هو بكل صدق :
- في ستين داهية.. أنا مش عارف إزاي وقعت في واحدة بالشكل ده
أنت تقرأ
رواية ~إِبنّ رُسـتُم~ للكاتبة ياسمين عادل
عاطفيةشئ واحد فقط يمكنك اليقين بصدقهِ، الراحلون عنك إن كانوا خيّـرًا لـ بقوا.