~إِبنّ رُسـتُم~
"الفصل الثالث"كان "رستم" ينظر إليها من حين لآخر بنظرات حادة وهي تتناول طعامها بشكل بطئ.. شعرت بعيناه التي تتحرك نحوها من حين لآخر، فكانت تبتلع الطعام بصعوبة بالغة..
تنفست بصوت مسموع وقد اختنقت من هذا الضغط الذي يمارسه عليها والدها.. فـ قال بزمجره :
- متنفخيش بدل ما اقلب السفرة في وشك
- ماشي ياباباقالتها "تمارا" بسئم حينما أصدر هاتفها صوت رنين مزعج، فـ أمسكته بسرعة لتكتم الصوت وفجأة صاحت بتحمس وهي تقفز من جلستها :
- ظـاظـا!فـ هب "رستم" واقفًا من مكانه وهو يتسائل بتلهف :
- ظافر!!.. هاتي ارد عليه بسرعةوهنا شعرت "تمارا" بخطئها حينما أفصحت عن هوية المتصل أمام والدها.. حاولت أن تماطل معه ولكنه لم يوليها الفرصة لذلك وأوفض نحوها يجتذب الهاتف من يديها فجأة ويرد هو، وما أن قام بالرد على المكالمة حتى أتاه صوت "ظافر" :
- عملتي إيه امبارح ياتوته!فـ أتاه صوت والده المميز وهو يرد عليه :
- يعني عارف باللي عملته أختك امبارح كمان؟!تفاجئ "ظافر" في البداية ولكنه تستر على شعوره ذاك و :
- أزيك يابابا عامل إيه؟انسحب "رستم" من المكان ليدخل إلى الغرفة التي تحوي مكتبه الشخصي لينفرد به قليلًا.. بينما تبعته عيون "تمارا" وهي توبخ نفسها :
- يعني كان لازم أنط فجأة وأقول مين بيتصل؟! صحيح غبية!خرجت "زينب" من المطبخ وهي تحمل أكواب الشاي المُخمر وانتقلت نحو المائدة وهي تتسائل :
- أبوكي فين ياتمارا؟فقالت بفتور وهي تجلس على المائدة :
- بيكلم ظافر جوا في أوضة المكتب
- إبني حبيبيوأسرعت نحو الغرفة لتلحق به فتسمع صوته وترضي شوقها وتلهفها إليه.. بينما سحبت "تمارا" الأطباق لتبقى أمامها وراحت تأكل بنهم قبل أن يعود والدها، ملأت فمها بالطعام وأمسكت بفنجان الشاي ترتشف منه.. ثم قالت :
- مفيش أحلى من نعمة إنك تفطر لوحدك، ياااهزفر "رستم" بنفاذ صبر وهو يردف بـ :
- يابني اللي بتعمله ده مفيش منه فايدة، لو كل واحد فشل في قصة حُب وهاجر بيته وأهله مكانش بقى في حد عايش في بلده!ولجت "زينب" مهرولة وسحبت منه الهاتف على عجلة وقد أصبح صوتها مرتفعًا :
- ظافر! وحشتني ياحبيبي هتيجي أمتى؟
- وانتي كمان ياماما وحشاني و....فقاطعته و :
- فرح اختك بعد ١٠ أيام ياضنايا مش معقول مش هتحضر!
- ياماما أنا آ....فقاطعته مجددًا و :
- أوعى تقول شغل وقرف، أبوك مستعد يرجعك بس انت ترضى
- ماما ممكن أتكلم!فـ صمتت "زينب" ليستطرد هو :
- هاجي متقلقيش، هنزل أجازة بعد كام يوم وهحضر الفرحتنهدت "زينب" بحزن وجلست على الأريكة ببطء :
- وأخرتها ياحبيبي، مش كفاية الشهور اللي فاتت؟
أنت تقرأ
رواية ~إِبنّ رُسـتُم~ للكاتبة ياسمين عادل
Romanceشئ واحد فقط يمكنك اليقين بصدقهِ، الراحلون عنك إن كانوا خيّـرًا لـ بقوا.