الفصل السادس

9.2K 232 23
                                    

الفصل السادس
" انتي اتجننتي يا سيلين عشان تقولي الكلام ده ...؟!"
قالها عاصي وهو يبعد وجهه عنها لتبرم شفتيها بأسى وتهتف به :
" انا بحبك بجد يا عاصي ...افهمني ارجوك ..."
صاح بها متبرما :
" افهم ايه ...؟! انا مراتي هربت مني ... وانتي جاية تقوليلي بحبك ... انتي شايفة انوا ده الوقت المناسب للكلام ده ...؟!"
هزت رأسها نفيا وسالت دموعها الغزيرة على وجنتيها لتهتف بألم:
" مكانش قصدي  ...انا بس حسيت انك محتاج تسمع مني الكلمة دي ...محتاج تعرف اني جنبك وهفضل جنبك ..."
تأفف بقوة وقال :
" اخرجي يا سيلين... اخرجي من هنا حالا ..."
ركضت سيلين خارجة من مكتبها بينما دموعها تتسابق للهطول على وجنتيها ...
اما عاصي فأخرج من درج مكتبه صورة تجمعه بزوجته ياسمين .... تأمل الصورة قليلا قبل ان يرميها على الارض ليتهشم الزجاج المحيط بها الى اشلاء صغيرة ...
نهض بعدها من مكانه وهو يشعر بالاختناق الشديد ليخرج من مكتبه متجها الى حديقة القصر ...
............................................................................
كانتا كلا من ايلين وسها تسيران داخل حديقة القصر وتتحدثان في مختلف الأمور ...
جذب انتباه إيلين قفص خاص بالكلاب موضوع في احد جوانب الحديقة الواسعة لتهتف وهي تركض نحوه :
" الله ...فيه قفص للكلاب هنا ..."
" ايوه بتاعي ..."
قالتها سها وهي تركض خلفها بحماس لتفتح إيلين قفص وتخرج احد الكلاب وترفعه عاليا ملاعبة اياه بإستمتاع ...
خرج في نفس الوقت عاصي من القصر واتجه الى الحديقة ليتنفس قليلا من الهواء ...
جذب انتباهه منظر كلا من سها وإيلين وهما تلعبان مع الكلاب في الحديقة ويبدو عليهما السعادة والاستمتاع الشديدين ...
حملق بهما بدهشة وهو يحاول استيعاب ما حدث ... هل هذه إيلين التي يفترض انها محبوسة في قصره ...؟!
هل هذه الرهينة خاصته ...؟!
ابتسم ساخرا وهو يفكر بأنه لا يدخل في حياته سوى المجانين ...
............................................................................
حل المساء على قصر عائلة الغول ...
كانت سها تقف امام إيلين في غرفتها وهي تتوسلها :
" ارجوكي يا ايلين انزلي معايا...ماما هتتبسط اووي بيكي ..."
رفضت إيلين ما قالته سها وقالت بترجي هي الاخرى :
" ارجوكي انتي يا سها ... انتي ناسية اني مخطوفة هنا ...؟! ازاي عايزاني انزل واتعشى معاكم كمان ...؟!"
ردت سها بجدية :
" وفيها ايه يعني ...؟! انتي خلاص بقيتي وحدة مننا ... وماما مش هتضايق من وجودك ... "
اصرت ايلين على موقفها وقالت:
" بردوا مينفعش ...انا مش هكون مرتاحة وانتوا كمان مش هترتاحوا ..."
" يا ستي جربي...لو مرتحتيش متنزليش بعد كده ..."
تطلعت ايلين اليها بحيرة لتكمل سها بإصرار :
" يلا قولي انك موافقة وخلينا ننزل ...."
" موافقة ..."
قالتها إيلين على مضض لتمسكها سها من كف يدها بسعادة وتجذبها خلفها متجهة بها الى الطابق السفلي ...
وتحديدا الى غرفة الطعام .... دلفت الفتاتان الى غرفة الطعام لتجدا جيهان هناك ...القت ايلين التحية عليها :
" مساء الخير ..."
لترد جيهان بإبتسامة حنون :
' مساء النور يا إيلين .... اقعدي يلا عشان نتعشى ...."
" امال فين عاصي ....؟! مش هيتعشى معانا كالعادة  ...؟!"
سألتها سها لترد عليها جيهان بنبرة حزينة :
" قلت للشغالة تبلغه انوا العشا جاهز ....بس اكيد مش هيجي ..."
" مش فاهمه هيفضل كده لحد امتى ....؟!"
قالتها سها بضيق بينما جذب انتباه الثلاثة قدوم سيلين بملامح وجه محمرة وهي تجر خلفها حقيبة ملابسها ...
نهضت جيهان من مكانها وقالت بتساؤل :
" رايحة فين يا سيلين ...؟!"
اجابتها سيلين بنبرة متحشرجة :
" راجعة امريكا يا طنط ... ملوش لزمة قعادي هنا  ..."
" حصل حاجة يعني ...؟! عاصي عملك حاجة ....؟!"
سألتها جيهان بدهشة لتصمت سيلين فتنظر جيهان الى سها وايلين بنظرات متسائلة لتهز سها كتفيها دلالة على عدم معرفتها بما يحدث معها ...
دلف عاصي في نفس الوقت الى غرفة الطعام وهتف قائلا :
" مساء الخير ..."
ثم انتبه على سيلين وحقيبتها التي تجرها خلفها ليهتف بها متعجبا :
" ممكن اعرف رايحة فين يا سيلين....؟! وايه الشنطة دي ...؟!"
اجابته سيلين بعينين منخفضتين نحو الاسفل ونبرة مضطربة :
" راجعة امريكا ...."
" ليه ..؟! حصل ايه ...؟!"
سألها عاصي بنبرته الخشنة لترد جيهان نيابة عنها :
" شكل فيه حد مزعلها هنا ...هو انت زعلتها يا عاصي...؟!"
صمت عاصي ولم يعلق ... بينما نظرت اليه سيلين من تحت رموشها وهي تفكر بأنها وضعت نفسها بموقف محرج للغاية ...
تنحنح عاصي قائلا بجدية :
'"ارجعي اوضتك يا سيلين ....مفيش مرواح من هنا..."
" لا ياعاصي انا عايزة اروح ..."
قاطعها عاصي بنبرة صارمة:
" قلت مفيش مرواح يعني مفيش مرواح ....يلا رجعي الشنطة دي اوضتك وانزلي اتعشي معانا ...."
رفعت سيلين نظراتها السعيدة نحو عاصي...لا تصدق ما قاله واصراره على بقائها معهم ...
" حاضر ..."
قالتها بإذعان وسعادة جلية وهي تحمل حقيبتها وتتجه بها الى غرفتها بينما نظر عاصي الى ايلين المحرجة وسها المذهولة بملامح متحفزة وهتف بقوة :
" مش هتقعدوا بقى عشان نتعشى ...؟!"
جلس الجميع بإذعان على المائدة التي ترأسها عاصي ...بدأ الجميع في تناول طعامهم وانضمت سيلين اليهم ... تنحنت جيهان قائلة :
" بقولك يا عاصي... عمك اتصل بيا وعاوز يجي يشوفنا مع عيلته ...هنعمل ايه ...؟! هنقولهم ايه لما يلاقوا ياسمين مش هنا ....؟!"
نظر اليها عاصي بنظرات فارغة قبل ان يهتف ببرود وهو يرتشف قليلا من مشروبه المفضل :
" قوليلهم ماتت ..."
............................................................................
في فجر اليوم التالي ...
استيقظت ايلين من نومها على صوت رنين هاتفها ... جذبت الهاتف من فوق الطاولة لتجد رقم غريب يتصل بها ....
اجابت على الخط متعجبة من هذا الشخص الذي يتصل بها في وقت مبكر كهذا ليأتيها صوت ياسمين الباكي :
" ايلين الحقيني ...رجالة عاصي خطفوا رامي ...."
قفزت ايلين من فوق سريرها وهتفت بعدم تصديق  :
" انتي بتقولي ايه ....؟!"
جاءها صوت ياسمين الباكي وهي تهتف بها :
" زي ما بقولك كده .... مش عارفة عرفوا مكاننا منين ... بس اللي حصل انوا رامي هربني منهم وسلم نفسه ليهم عشان يحميني ...."
شعرت ايلين بأن كل شيء انهدم فوق رأسها فأخوها قد وقع في يد من لا يرحم ... سقطت بجسدها على السرير... بينما ارتفعت نبضات قلبها عاليا ... لا تصدق ما سمعته منذ لحظات ... ما ان استعادت وعيها اخيرا حتى قفزت من فوق سريرها وركضت خارجة من الغرفة متجهة الى غرفة عاصي وهي ترتدي بيجامتها البرمودا ذات الحمالات الرفيعة... طرقت على باب غرفته ولكنها لم تجد رد فإقتحمت الغرفة لتجدها فارغة ... جذب انتباهها منظر الفراش المبعثر مما يدل على ان عاصي كان نائم هنا بالفعل ... خرجت مسرعة من غرفة عاصي وهبطت نحو الطابق السفلي ... اتجهت نحو الباب الداخلي للقصر فوجدته مفتوحا لتخرج منه الى الحديقة الخارجية وتتجه نحو رجال عاصي ...
............................................................................
وصلت ايلين الى رجال عاصي لتسألهم بلهفة غير ابهة بنظراتهم المندهشة من مظهرها :
" عاصي فين ...؟! اتكلموا بسرعة ...."
أجابها أحد رجاله:
" عاصي بيه خرج مع رجالته التانيين ...جالهم اتصال مهم وخرجوا من هنا بسببه ...."
" متعرفش راحوا فين ....؟!"
سألته بقلق ليهز رأسه نفيا ويجيبها :
" لا للاسف معرفش ...."
ركضت ايلين عائدة الى المنزل وتحديدا الى غرفة جيهان ...طرقت على باب الغرفة عدة مرات لتخرج لها جيهان وهي مذهولة من وجود ايلين امام غرفتها في هذا الوقت المبكر من الفجر ...
" انا اسفة اوي يا مدام جيهان .... بس عاصي لقى رامي اخويا ... وانا خايفة اووي ليعمله حاجة او يقتله ..."
يتبع

العاصي والمتمردة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن