فراق

27 2 0
                                    

رجوتُ عَيني أن تكفَ دُموعها
يومَ الوداع نشدتُها لا تدمَعي
أغمضتُها كي لا تفيضَ فأمطرت
أيقنتُ أني لستُ أملكُ مدمَعي
ورأيتُ حلماً أنني ودعتهم
فبكيتُ من ألم الحنين وهم معي
مُر عليّ أن أودع زائراً..
كيفَ الذين حَملتهم في أضلعي؟
..

يجلس على السرير الحريري ..كان اخر مكان جمعهما ..اخر مرة قبلها كانت هنا ..اخر مرة لمسها كانت هنا ...يرفض من يومها أن تتغير أغطية هذا السرير ..لكي تبقى رائحتها ترافق ارقه ..وسهر عيناه السوداوتين...اضحى وجهه متعبا...نحيلا..تارةٍ يملئه الغضب ونار الحقد..وتارةٍ تبكي هذه الملامح بضعف وشوق..
يجلس أمام صورتهما المبتسمه..لقد كانا سعيدين، أم هذا ما ظنّه هوَ !؟
أين اختفت هذه ألابتسامات؟!
من سرقها؟


كيف هنتْ عليكِ؟ ألم تحبينني ؟!
يا صاحبه الضحكة التي سرقت قلبي
..اين رحلتي هاربة وقلبي معكِ؟!
..الصور لازالت تذكرني بكِ اينما التفت
..اراكِ في أحلامي..
اراك ِ في زوايا منزلي..
اراكِ في انعكاس وجهي
لم اعد ارى نفسي ...
أعلم بأنني وحش..وكسرت قلبكِ
وأعدكِ بأنني سأفعل كل شيء لأجدكِ
لن أكف عن البحث عنكِ

الباب يطرق..
مسح اثار دموعه واعتدل بجلسته وصوب نظراته نحو الباب..محاولا جعل صوته طبيعيا : أدخل
أقتربت كريس لتقول : سيدي الضابط في الأسفل يريد رؤيتك
حسنا انا قادم..
..
مساء الخير سيد مراد ..قالها وهو يصافحه بحسم..
ردها له هو الاخر : مساء النور اخبرني هل تجدد اي شيء
: في الحقيقة لم اكن لاتي اليك في هذه الساعة المتأخرة الا ان تجدد شيء
اعتصره قلبه ليسأله : ماذا حدث ؟
: أخبرتك ان عممنا اسمها وصورتها سنعثر على شيء ...جاء رجل كبير السن الى مركز الشرطة أضن أنه يسكن كوخ صغير في هذه الغابه ..في الحقيقة لم نكن نعلم انه يسكن هذه الغابة احد غيرك..
قال له متعجبا: ولا انا ايضا
: أخبرنا أنه رأى مايا في اليوم الذي هربت فيه..كانت تركض على الطريق العام حتى....
مراد: حتى ماذا؟!! لماذا تصمت ؟ صرخ به
: حتى صدمتها سيارة أحدهم
مراد: ماذا ؟؟؟
..شعر بالدوار..جلس على الاريكة
استرسل مستفهما بحزن بصدمة : هل ماتت؟
: لا نعلم حتى الان لكن العجوز يقول بأنه يعرف الرجل الذي صدمها
قام من مجلسه خارجا بغضب
وصرخ : خذني أليه بسرعه..

..

لقد كان وجودها في حياته مضطربا تلك التي تؤذيه دون قتله..وتعود لتسعده في حزنه..قربها متعب وغيابها أكثر..

...

مايا: لماذا تصمت؟
مايكل: لا اعلم ماذا أقول في الحقيقة تأثرت كثيرا..كيف لفتاة صغيرة مثلك أن تعاني كل هذا لوحدها ؟!

في حظرة العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن