لم يكن حبا

18 3 1
                                    

وتسألني اين الوطن؟  ..
فعد على اصابع يديكَ..
الوطن في عينيك..
ومقلتيك
وشفتيك
ولمسات يديك
..الوطن على حافه رمشيك..ونهديك..
وطني بين يديك ..
وطني انت وحبك حدوده....
لقد وجدت بكَ وطنا التجأ اليه هاربة من كل شيء ..
انا هاربة من الأهل والأصدقاء والناس والعالم الذي يعرفني ولا يعرفني واخترت عالمك..عالمك انت وحدك..
لقد تخليت عن النور واخترت ضلامك ...

ان اعيش في ضلمتك كان اهون علي من ان اعيش نورا لا ابصرك فيه..

.....
يقف خلفها مباشرة يراقب حركاتها العابثة امامه وهي تغسل الصحون..  تحاول ان تلهي نفسها وتبعده عن سؤالها والتحدث عن اي شيء .....اقترب منها ..
دون قصد منه استنشق ذاك العطر  الذي يغوي اي رجل ..استنشق رائحة شعرها الناعم المنسدل  على  كتفيها الصغيرين ...شعر بأنه يود احتضانها فحسب وتبا لما حدث وسيحدث...
مهلا مهلا ...ما الذي تفعله مايكل افق لنفسك ...
لم تشعر به حتى استدارت فجأة ..لتصبح امامه مباشرة لتختلط انفاسهما ....
توترت وابتعدت الى الخلف
وابتعد هو الاخر
مايكل: انا اسف ..لم اقصد ..
مايا : لا عليك.....
أأ كنت سأسالك شيئا ..
مايكل: بالتأكيد..
مايا: متى ستجهز اوراقي الثبوتية ؟
مايكل: اها.. بعد يومين تقريبا...
نظرت اليه ...مبتسمة ببرائة ..
-انت بالفعل شخص جيد مايكل ...شكرا لكل ما تفعله معي ..
-لن تشكريني الان .. ستفعلين عندما افي بوعدي لك واخلصك من المتوحش وتعودين وطنك سالمة..
............................

الباب يطرق.. فتحت الخادمة بأبتسامة..تفضل سيد مراد ...
- اين ميليس؟
-أنها في غرفتها سأخبرها أنك هنا
-كلا ..سأخبرها بنفسي..
صعد السلم ....بهدوء اقترب من باب غرفتها ..
سمعها تتحدث على الهاتف ..
-حسنا ...أخبرتك أنني سأعطيك الاموال يكفي ايها الاحمق سأقتلك ان اتصلت مرة اخرى..

فتح الباب بقوة واغلقه خلفه.. لتفزع من مكانها ..
-مررراد!!!؟
اقترب منها وهو يبتسم ..
-هل أخفتك؟
-متى اتيت؟
-منذ ان توعدتي بقتل احدهم على الهاتف..
-أأ انا
اقترب ليدفعها على الجدار ويمسك بها من رقبتها ...
جز على اسنانه وهو يهمس لها بالقرب من اذنها..
-أعلم بكل شيء ميليس ..اعلم بكل قذاراتك ..وما تفعلين خفية عن الجميع لهذا السبب تخافينني تعلمين بأنني سأكشف كل شيء أخبرتك أن اقتربتي منها سأقتلك ..
كانت تصارع بين يديه للتنفس ..
-أخبرتك أم لا ( صارخا)
-ف...فع..لت
ابعد يديه عنها ..وبدأت بالسعال..وهي تشهق انفاسها..
-الان... اخبريني ..اين هي؟
رفعت راسها لترد بخوف ..
-لا اعلم ..
سحبها من ذراعها نحوه ..
-لقد قتلتي الرجل الذي اسعفها ..وكان سيخبرني بوجودها..يا لقبحك...تفعلين كل هذا ضدي ..كي تؤذيني..تتخلصي مني ..
-انا لا اعلم اين هي اقسم لك أنها خرجت من المشفى قبل ان اعلم حتى ..الرجال بحثو كثيرا لكن يم يجدها أحد...
ابتعد عنها مستفهما ..
-كيف ذلك؟ ..
تنفست لبرهه لتجيب..
-عندما جائت الشرطة لتأخذ اقوالها عن الحادث...أخبرهم الطبيب بأنها لا تتذكر شيئا ...لهذا السبب توقفت عن البحث ...
همس لنفسه
-ذاك الطبيب..
سار متوجها للباب..استدار اليها ..
لم يتبقى الا القليل يا ميليس ..ستدفعين ثمن كل شيء ...
في السيارة اتصل بالرجل الذي يراقب في المشفى ..
- ألم يأتي ؟
-كلا سيدي لم يأتي
-حسنا
لنرى ايها الطبيب ماذا تخبئ ...
..................
كانت تسير في المنزل تستكشفه من الملل وهو يقرأ كتابا في غرفة الجلوس....
فأذا بها تصادف غرفه مغلقه..انتابها الفضول لتفتحها ..
قامت بفتح مقبض الباب..كانت غرفة مظلمة الستائر مغلقه تقدمت للامام فتحت الستائر وكانت مليئة بالغبار ...لتلامس الشمس الغرفه بعد سنوات..
نظرت للسرير الخاص بالاطفال ...والديكور الوردي ..يشير بأن الغرفه كانت تسكنها طفلة ..
نضرت للصورة التي على الرف كان مايكل وهو يحتظن طفلة وخلفهما شابة جميلة كانو يضحكون جميعا في الصورة ....جاءها صوته من الخلف..
-اسمها لورا..
استدارت بفزع ..
-انا اسفة تطفلت وفتحتها..لم اقصد
-لا عليكِ ..كنت اعلم أنه سيأتي اليوم الذي يفتح هذا الباب احد ما ..لم تكن لدي الشجاعة لفعلها ...كان الدمع يغرغر في عينيه الزرقاوتين...
-اين هم؟
-مات كلاهما..
وضعت الصورة على الرف بأسى ...
-كان يوما ربيعيا جميلا...اتفقنا جميعا ان نذهب في رحلة الى ميونخ....في اليوم الذي سبقه كنا انا وسيلفي متشاجرين ...كان تعاتبني دوما لأهمالي لها ولورا..وانشغالي بالعمل.....لذلك قررت ان اعوضهما ..لكن سيلفي كانت بطبعها تختلق المشاكل تعاتبني وتلومني دوما .....اه...زفر ...في وقتها نشب شجارا ايضا في السيارة ...تعالت اصواتنا ..وبدأت لورا بالبكاء وجلست بجانب الباب بعيدا لتنظر من النافذة...لم ارى السيارة السريعة القادمه من جهتهما ...
كانت لحظات سريعة كانت تصرخ فيها سيلفي..فأذا به صمت...
صمت دام لمدة لا اعلم كم هي..حتى سمعت صوت جهاز فحص القلب الذي يشير بأن صاحب القلب على قيد الحياة ...عندما فتحت عيني كان قد مر شهر كامل وانا غائب عن وعيي..اخبرني الجميع بأنهما توفيا...لم اتقبل الامر عاما كاملا..وبقيت في المنزل...اغلقت الغرفة هذه وشعرت بالذنب الكبير ..
صدقيني مايا ..لم يمر يوما واحد ...
دون ان تزورني لورا في احلامي..
لقد قتلتها...
كان يتكلم ودموعه تسبقه...حتى تقدمت نحوه وامسكت بيديه..
-لا تقل هذا ..لقد كان حادث..ليس لك ذنب ..انها مشيئة الرب...
-لو انني لم اغضب..لم..
وضعت يديها على شفتيه..مبتسمة ...
-ماحدث قد حدث ولورا الان في مكان افضل....
احتضنته بلطف..
شعر بالامان لاول مرة في حياته مر وقتا طويل لم يشعر هكذا...هناك فتاة صغيرة تحتظنه الان ..اه كم ان عطرها ..وانفاسها ....تغريه..وضع يديه على شعرها ....وصار يمسح عليه..شعر بدفئ العالم بين يديه...
انسحبت تدريجيا .....
شعر بأنه عليه ان يستيقظ من اوهامه ....لقد التجأت اليك لطلب المساعدة مايكل انها متزوجة ...لن تستغلها ...
...................
يجلس على الكرسي الكبير.. ..وصلته رسالة على الهاتف..
-اشتقت اليك ايها الاحمق الطويل
ابتسم.....سافر راين ليكمل اعمالا في الخارج لكنه يشتاقه ...ربما راين الوحيد الذي يشتاق لمراد الان......
لويز دخلت اليه..
-لقد طلبت ان تراني ...
-اين كريس؟
-انها في المطبخ..
-احضري لي هاتفها دون ان تعلم..
-هل حدث شيء ما ..
-احضريه فحسب....
.......
-ها هو لقد وجدته على السرير ..ستلاحظ ان لم اعيده... ماذا تفعل به..
-اخرجي الان لا عليك سأعيده..
نادى عليهه..
-كرييسسس
دخلت الغرفه....
-نعم سيد مراد
كان رأسه يتكئ على للكرسي وقدميه اعلى الطاولة ..شعرت بالخوف من نضراته وهو يراقبها ..اخذ الكاس وتناول الشراب دفعة واحدة..
-تعالي كريس لا تخافي..
تقدمت نحوه ويديها وقدميها ترتجفان...
اعطاها الهاتف...
-هذا هاتفك اليس كذلك؟
-أأ..اجل
-افتحيه..
-هل فعلت شيئا خاطئا سيدي؟
-لا اعلم ...هل فعلتِ؟..
حاولت لتهرب من نظراته الحادة ...
-افتحي الهاتف كريس..
-لا استطيع ...خرجت منها بخوف..
-لما لا..؟. هل يحتوي الهاتف شيئا لا تريدين ان اراه..
-كلا..
-اذا؟
صمتتت فقام بسرعه من كرسيه ليسحبها ويضع رأسها على الطاولة  ضاغطا على رأسها ..فأذا به يكسر الكأس ويقرب الزجاج المكسور من رقبتها...
-س..سيدي..ارجوكَ لا تقتلني... وصارت تبكي وانتحبت
-اذا اخبريني كريس...كيف هربت مايا ..وكيف ساعدتي ميليس .....
-أنا ...انا طلبت مني السيدة منذ قدومي ان اراقب السيدة مايا  وانت ايضا ..وأن اخبرها بكل ما يحدث في المنزل .......لكن السيدة مايا كانت تعلم ..لذلك لم تحبني قط....
- كيف ساعدتها بالهرب؟
-اتصلت بي السيدة ميليس وقالت لي بأنها ستسحب اثنين من الحرس ليتسنى من مايا الهرب واخبرتني  ان اضع منوم للسيدة لويز .....واخبرت مايا بذلك ووافقت لم تصدق في البداية لانها تعلم بان السيدة تكرهها ..لكنها ارادت التخلص منها في نفس الوقت ...هذا ما حدث اقسم لك انني كنت مرغمة لقد هددتني السيدة ميليس بقتل اطفالي..ان لم افعل..انا اسفه سيدي...
كانت تنتحب بين يديه.. حتى سحب يديه عن عنقها...
وقفت امامه تبكي ...
-من الحراس الذين يعملون مع ميليس ....
-جيرالد وستيفن.....

في حظرة العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن