بلا وداع

23 3 0
                                    

"لقد خفتُ منكَ.. لم يعد لدي شجاعة لأشتاق إليكَ ،حتى عندما اريدك.."
البعد ياسيدي هو ألانصاف هنا .. في ساحة الحرب هذه الانسحاب هو ألافضل للطرفين رغم الخسائر..
أتيت إليك شغفا ..وحبا
أتيت إليك عاجزا..مغرما
فأذا بي أعود مكسورا ..مخذولا
عِندما مَددتُ لكَ يدي
لم يكُن مَقصدي أن تَلويها
أردتك أن تحتظنني ، فأنا تعبت مني..

"مايا"

مضى لي أسبوعا وأنا حبيسة عرينه ..
حاولت الهروب بكل الوسائل ..ولم ينفع..
لقد اخذ مني هاتفي رغما عني..لم استطع ان اطلب المساعدة..
طوال تلك الايام يخرج صباحا ..ويعود ثملا يدخل الغرفة ويغلقها  ولا اعرف أين  يخبئ المفاتيح..
يرمي بجسده بجانبي وانا الخوف يسيطر علي..والعجز واليأس..لا أصدق أنه نفس الرجل الذي عشقته ووثقت به اكثر من نفسي..

ذات يوم..

كريس: سيدتي هذا طعامكِ عليكِ أن تأكلي شيئا..انظري لحالتك ووجهك الشاحب..
لم اجيب كنت أنظر للاشيء وانا احتظن  قدماي واجلس على السرير ..
اقتربت مني
كريس: سوف تموتين هنا أن لم  تأكلي او تشربي هذا ليس حلا..
مايا: أن كنتِ تخافين علي بالفعل وتريدين مساعدتي افتحي لي الباب لأخرج..
زفرت
كريس: سيدتي، المنزل مليء بالكاميرات.. وهي تسجل كل شيء لدى السيد مراد اي ان المنزل بأكمله مراقب.. ثم أنكِ أن خرجتي هل تظنين الالواح التي على الباب ستسمح لكِ بالخروج( تقصد الحراس)..
غطيت وجهي وانا ابكي وابكي بقوة شعرت بأن قلبي ومعدتي سيقتلعان من مكانهما وجسدي يؤلمني بأكمله
خرجت هي واغلقت الباب خلفها..
ركضت الى الحمام لأستفرغ اللاشيء فأنا لم اكل شيء منذ ايام..
...

_لم تتناول طعامها اليس كذلك؟
_كلا سيدي
_حسنا انا قادم..

...
رأيت سيارته تدخل المدخل من النافذة علمت بأن كريس اخبرته أنني لم أكل اي شيء بعد محاولاته في إقناعي منذ يومين..
أكبر خوف يمتلكه أن يصيبني اذى ..لا اعلم كيف ؟ كيف وهو يضربني ويعنفني بساديته.. وفي الوقت ذاته يخاف علي من نسمات الهواء الباردة .. يخيفه ان اؤذي نفسي كثيرا..

كنت اجلس على طرف السرير وانا انتظره..
فأذا بصوت المفاتيح يفتح الباب ليدخل ..
تقدم نحوي وهو ينظر لي لم انظر اليه ..جلس  خلفي ضهري بضهره... يعلم بأنني لا انظر الى وجهه بل اقرف منه واكرهه من ذاك اليوم..
وهو بندمه لا يستطيع ان يعترض..
_لما لا تأكلين ؟ قالها وهو يخفض رأسه بحزن.. كنت انظر الى انعكاس صورته بالمرآة التي امامي..
_لماذا تستمتعين بألمي..؟!
_انت من يفعل ذلك فأنت المريض الذي يوجب علاجه ..
زفر واعاد شعره بأصابعه ..
_مايا أعلم بأنني مخطأ حسنا؟! لكن لن يفيدك ِ هذا العقاب.. لن تعاقبيني بأن تؤذي نفسكِ لن تخرجي مهما حدث ..
شعرت بأن نفسي يضيق وضاقت بي كل السبل.. وقفت وانا انظر اليه واصرخ به بالكاد يخرج صوتي..
_سأخرج من هنا أتفهم ؟! سأبلغ عنك الشرطة ..لقد اختطفتني..
فأذا به يصدمني بردة فعله التي لم اتوقعها ..
ضحك... ضحك ضحكا عاليا ساخرا..
قام من مجلسه ليقترب مني وانا اعود للوراء فأذا به يمسكني من ذراعي.. ويبتسم..
_حسنا صغيرتي ..تريدين أن تبلغي الشرطة أليس كذلك؟!
كنت انظر اليه بريبة ...
_خذي !..
اخرج هاتفه من سترته واعطاه لي ..
_هيا أتصلي بالشرطة ..هيا مايا ما بكِ لما تنظرين هكذا لا تقلقي فهنا القانون يطبق على الجميع فحتى اذا كان أبي مسؤولا سأعاقب فأنا أختطفك اليس كذلك؟ هيا اخبريهم ..
كنت انظر له بخوف .. أنه مجنون لا يمكن توقع اي شي منه ..
اخذت الهاتف وابتعدت عنه وانا انظر له عكف يديه وهو يبتسم
_ هيا اتصلي..
وعندما بدأت اكتب رقم شرطةالنجدة ..
_لا تنسي أن تخبري الشرطة بأن زوجك هو من أختطفكِ ..
ضحكت بسخرية رغما عني
_لقد جننتَ تماما..
_كلا أنا الان اتكلم. بكامل صحتي العقلية ..لن تأتي الشرطة لنجدتك مايا ..فبلاغكِ سخيف..
صرخت به
_ما الذي تقوله؟
_أقول بأنك زوجتي بالقانون ولا يمكنك فعل شيء حيال هذا ..
_ههه انت مجنون .. نحن لم نتزوج..
اقترب مني وهمس بالقرب من اذني
_لقد فعلنا عزيزتي ..لقد فعلت ذلك دون ان اطلب اذنا منكِ
سقط الهاتف من يدي ..كان الشرطي يتكلم
_ألوو تكلم من معي هنا شرطة النجدة..
ابتسم
_هيا أجيبي الشرطي

في حظرة العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن