بداية من المنتصف

114 3 0
                                    

الساعة..لا اعلم كم الساعة..! مضلمة الشوارع كثيرا لماذا لا أرى شيئا البرد بدأ يطعن عضامي النحيلة وانا ارتدي ثياب النوم القصيرة ...حتى دموعي الساخنة لا تدفأني ..لا اشعر بكل هذا لا اشعر سوى بذاك الالم ، وكأنه غصة في حنجرتي لا استطيع أن أصرخ ...اركض واركض ..اركض بأقصى سرعة لدي اركض بكل حزن احمله في صدري ..اركض لعلي اهرب من الواقع الذي افجعني ...يا الله اين كنت أنا واين أصبحت الآن بدأ الفجر يطل وانا لازلت اركض في الشارع لا اعلم اي جهة تأخذني والى أين .... ذاك الضوء الذي ضهر امامي ودموعي وعيناي التي اريد أن اغلقهما من شدة تعبي اريد ان اغلقهما لأستيقظ .. استيقظ من كابوس واعود لحياتي ..صدمني ذاك الضوء ..صدمتني تلك السيارة وسقطت ..سقطت تعبا .سقطت حزنا ...سقطت رغبة في النهاية لكل مايحدث .

استيقظت من غيبوبة لتفتح عينيها ببطئ دخل الطبيب الثلاثيني الوسيم بعينيه الزرقاوتين لو لا مأزره الابيض لتضن انه ممثل او عارض ازياء..
_ ارى ان مريضتنا قد اسيتقظت .. كيف حالك؟

لم تجيبه على سؤاله كان انينها والمخدر الذي لا زال يكتسح جسدها يجيب تأكد من المصل الذي في وريدها وجلس على الكرسي الذي يجاورها
سألها مبتسما ما الذي حدث لصغيرة جميلة مثلك نظرت اليه لتحاول التحدث ببطئ
_منذ متى وانا هنا؟!..
رد عليها
_منذ ثلاثه ايام
شهقت لتصرخ
_حقا؟!
_مابك ؟
_هل سأل عني احد؟
_اذا كنت تعنين غير رجال الشرطة التي تنتظر اقوالك ، فلا .
_شرطه!!!
افزعت خائفه من مكانها..
_اهدأي ستنزعين المصل لازالت عمليتك غير ملتئمة ..
شدت على عضلاتها وهي تنظر اليه بهلع..
_اي عملية ؟؟
بقي صامتا لبرهه ..
_في الحقيقة لقد خسرت جنينك سيدتي ..
بقيت تنظر بصدمة اشاحت بنضراتها لم تبد عليها اي علامة او اي تعابير اكتفت بالصمت واعتدلت بجلستها ..
اردف الطبيب مستفسرا ..
_لم اعرف اسمك حتى الان .. خصوصا وانهم اتو بك ونتي لاا تحملين هوية او اي شيء يدل على هويتك ..
اغمضت عينيها لتستسلم من بين رموشها الكثيفه دمعة ماسية حزينة ...
_مايا..
قبل ان ينبس بكلمة استرسلت ..
_اريد منك ان تساعدني اتوسل اليك انا وحدي هنا وليس لدي احد في هذا البلد ..
استغرب مما تطلبه ومما يسمعه ...
_من تكونين ؟ ولما خائفة؟!
سأخبرك بكل شيء لكن عدني ان تساعدني لأهرب من هنا ..
_سأساعدك اخبريني فقط لما خائفة من الشرطة؟.
_لأني هاربة
قالتها بصوت خائف باكٍ
_ممن تهربين ؟ الشرطة؟!
اصابها الخوف وارتعش جسدها لمجرد ذكره تخافه حتى في غيابه كم استولى على عقلها وجسدها وقلبها .. ترددت قبل ان تجيب وماذا تجيب....
_ ..م ..من.. زوجي ...
_هلا شرحتي لي بالتفصيل لو سمحتي...
_انا في 22 عاما من عمري انا من امريكا
_ما الذي اتى بك الى برلين اذا
سألها متحيرا
صوت طرقات الباب ارتجفت من مكانها خائفة ...
_الشرطة..
_لاتخافي..
دخلت امرأة شقراء ترتدي زي الممرضات ..
_ايها الطبيب، عليك رؤية مريضك الاخر ..
_حسنا .. سأعود اليك في المساء مايا .. عليك ان ترتاحي الان.
اعتدلت جلستها بعد أن خرج الطبيب عادت رأسها إلى الوراء وتأففت من كل مايحدث ما الذي يحدث معها فتغيرت حياتها بالكامل الخوف الذي يسكن كل جزء من جسدها لاتعلم ماذا تفعل..تحسست بطنها بأصابعها النحيلة وابتلعت غصة وحريق صدرها
_هل حقا ذهبت يا صغير؟! .. هل حقا رحلت وتركتني .. بل انا من قتلتك ..
صبت دموعها كالفيضان وهي تضغط على احشائها ..
_ لقد قتلتك وما ذنبك غير انك كنت غلطة .. لكنك انقى من ان تولد لهذه الحياة ... رددت وهي تمسح دموعها بيديها ... أجل انت كان يجب ان لا تولد وان قتلتك بهذا الحادث فليغفر لي الله .. لن تولد.. حتى لو سأموت لن اسمح بتعذيبك ...

في حظرة العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن