شعرت برغبة ملحة تدفعني نحو ذلك المؤدي الى سطح القصر ، لم تكن المرة الأولى التي أزور بها هذا المكان الخلاب ، الا أن أفكاري المشتتة آنذاك لم تسمح لي بوصف كم هو خلاب المنظر من هناك و من صمم المكان و أثثـه فهو مبدع بحق!
و أول ما وقع عليه نظري ما أن حططت بقدمي كانت مقاعد صوفية بنية بوسائد بيضاء تتوسطها طاولة ليست بعالية على يميني تبدو مريحة للغاية ، خلفها سورين متقاطعين بزاوية قائمة حملا نوعا من النباتات خضراء اللون ثم يعتليها من الفوق تلك الأعمدة تلتف بها خيوط من المصابيح الصغيرة المضيئة و صالحة لاجتماع بعض الرفاق للسهرة معا
اما على يساري حيث كانت تلك الوسائد الكبيرة الملقاة باهمال فوق الارضية الرخامية و كرسيَيْ أرجوحة بلون أبيض حملا وسائد بنية وُضعا بجانب بعضهما ببعد لا بأس به أما المفضل لي هنا ذاك المسبح الصغير أمام كل هذا ،كان كافٍ لوضع أقدامك بداخله فقط ، لم يكن بعمق يسمح للسباحة به طبعا
سرت الى هناك ، فحملت فستاني قليلا أكشف رجلاي ، و وضعتهما بداخل الماء ، بينما سندت وجهي فوق كفي أطالع السماء المتلألأة بنجومها المبعثرة حول القمر
شردت لوهلة بين جمال ذاك الفضاء و المياه المنعشة ، كانت تشعل فيَّ الرغبة بالسباحة ، كم أشتاق للغوص لأعماق المحيطات رغم خطرها
أشتاق لمملكتي حيث كانت زعانفي تتحرك بكل حرية ، لشعبي المحـِب ، لغلـوريا رفيقة طفولتـي ، و عن ذلك تواصلت معها صباحا أخبرها عن مدة مكوثي و التي ستطيل هذه المرة على ما يبدو ، فالأسبوع المقرر على وشك الانقضـاء بالفعل !
ذكرت أشياء عادية غير ذلك لم أذكر أمر رفيقي غريب الأطوار و لا أي حادثة بأي شكلٍ كان ، فكـلام كهذا حسب معرفتي لا يقـال في الهاتف ، أريد أن أتواصل معها بطريقتنا التقليدية ، التواصل عبر الذبذبات
نتخيل الشخص الذي نريد أن نتواصل معه و كأنه واقف أمامنا ، ثم نبدأ في نقل المعلومات في شكل أفكار لتتكلف موجات البحر أو المحيط بنقلها له دون أي عائق و بأسرع وقت
أحتاج للغطس قريبا أشعر بالجفاف رغم استحمامي كل ست ساعات للمحافظة على انتعاش جسدي ، الا أنني اشتقت لملوحة المحيط فلا منافس لها
انتفضت لتلك اللمسة ما أنت حطت فوق خصلة متمردة من شعري حركها النسيم ، لتزيحها خلف أذني بلطف
نظرت بتوجس لذاك الذي يخترقني بنظراته الهادئة كابتسامته ، هناك خطب ما بعيناه هاته المرة
لم تحملا لون القمر بل حملتا لونا بنفسجيا داكنا لولا ضوء القمر المسلط عليهما لظننته لونا أسودا ، نعم كان هو نفس غريب الأطوار من المرة السابقة
أنت تقرأ
آلـونا | ALUNA
Fantasyاعاد التحديق بي و لأول مرة أردف بصوت رجولي خشن زعزع أسوار قلبي لوهلة "اذا ملكـي" • تحـديث عشوائـي •جَمـيعُ الحُقُـوقْ مَحْفُـوظـَة لِلكَاتِـبَة ©