الحلقة الثانية
ببداية مدخل طريق مدينة قنا كانت تسير تلك السيارة البيضاء ذات الطراز الحديث بسرعه متوسطة، كان بداخلها خديجة والده فهد نائمة على كتف زوجها منصور بسبب إرهاق السفر، بينما منصور كان ينظر خارج نافذة السيارة ، من ينظر اليه يظن انه يراقب الطريق و السيارات بينما هو في الحقيقة شارد كأنه في عالم أخر
عقله لا يتوقف عن استرجاع ذكرى البارحة
.. عودة للسابق..
-قصر منصور الشافعي-في تلك الغرفة الواسعة والمصممة باللون الرمادي والأبيض على الطراز النيو كلاسيك كان يجلس منصور على مكتبه يطالع الأوراق التي أمامه بكل ذرة تركيز، قاطع تركيزه صوت طرقات هادئة أتت من باب المكتب جعلته يتوقف عما كان يفعله
رفع نظرة إلى باب الحجرة قائلاً: أتفضل
دخلت سيدة جميلة من باب الحجرة تبدو من مظهرها انها تجاوزت الستون من عمرها عينيها تفيض بالحنان
ابتسم منصور لها قائلاً بكل احترام: دادة شهد اتفضليربعت شهد يديها وشقت ابتسامة كبيرة وجهها قائلة بسعادة غامرة: في مكالمة جيالك على الخط الأرضي بتاع الفيلا من الصعيد
ارتسمت ابتسامة كبيرة على وجهه المصدوم ليركض إلى الخارج سريعاً،وضع سماعة الهاتف على أذنة قائلاً بلهفة: الو من معاي
أجابه محمد من الجهة الأخرى قائلاً بشوق وسعادة غامرة: أنا محمد يا خوي، عامل ايه يا ولد ابوي اخبارك واخبار الجماعة عندك ايه؟
جلس منصور على مقعد بجانب الهاتف قائلاً بحب أخوي صادق: محمد ازيك يا خوي أنا بخير يا حبيبي وكلنا كويسين اتوحشتك قوي يا محمد، ووحشني ابوي والبيت وناسه، وحشوني اهل البلد وقعدتهم، اتوحشت ريحه الهوا في بلدنا وصوت العيال الصغيرة وهما بيلعبوا ويتنططوا في الشوارع، اتوحشت كل وقت كنا بنقضيه مع بعضينا
حديث الأخوة كان لا يخلو من الدموع التي هبطت من عينيهما كالأمطار، فلا يوجد في هذه الحياة ما هو أصعب من الفراق ولوعته وبالأخص فراق الاخوة والعائلة كل تلك السنوات
تحدث محمد قائلاً بحماس: أنا كويس يا اغلي الغوالي ومعايا رسالة من ابوك لازم اقولهولك يا منصور وياريت تسمعها كويس
منصور بلهفة: من ابوي!! قول يا خوي بسرعة مستني ايه انا سامعك اهومحمد بجدية: ابوك بيقولك انه مستعد يسامحك يا منصور وينسي اللي فات كلة كأنه محصلش، كل حاجه هترجع زي زمان بس هو عنده شرط واحد عايزة يتنفذ
منصور باندهاش: بجد يا محمد بجد!! يعني ابوي اخيراً هيرضي عني، ايه هو الشرط يا محمد قولي انا مستعد اعمل أي حاجه حتى لو طلب نص عمري
محمد بهدوء: هو شرطة اننا نجوز ولدك فهد ل بتي، وحيدتي نور.
أغمض منصور عيناه قائلاً بابتسامة واسعة: وانا يا ولد ابوي مهما دورت ولفيت مش هلاقي أحسن من نور بتك تبقي عروسة ل فهد ولدي
وضع محمد إحدى يديه في جيب جلبابه
قائلاً بجديه: بس اسمع يا خوي انا محلتيش غير نور، انا عارف ان ابوي بيعمل كل ده عشان يربطنا تاني مع بعضينا بس نور هتبقي أمانه في رقبتك يا خوي سامعني، انا محلتيش غيرها دا هي اللي بقيالي
ابتسم منصور قائلاً بهدوء وصدق: انت بتوصيني علي نور يا خوي دي بتك ، بت الغالي، يعني زيها زي فهد
أنت تقرأ
حكاية نور "نور الصعيد سابقًا "
Romance"كلة بالخناق إلا الجواز بالاتفاق" مثل شعبي كان ولا يزال يستخدم حتى الآن في مصر، على الرغم من أن هناك الكثير ممن لا يزالون مجبرين على الزواج ممن لا يريدون لمجرد مصلحة ما. القطيعة التي حدثت بين ابن العائلة المحبوب وب...