(٦)

101K 2.7K 87
                                    

الحلقة السادسة

دائماً ما كان الليل ستارة.. يختبأ خلفها كل من خُذلوا من عائلاتهم، أصدقائهم، أو الحياة،
لياتئ الصباح كاشفاً عن جروح البعض واحياناً يأتي ليشفي جروح البعض الآخر.

استيقظت تلك الفتاة نور عاثرة الحظ، من نومها الذي لم يدم سوى لثلاث ساعات، تشعر ان الألم مكتسح كل ذرة من جسدها، لقد أمضت الليل بطولة تبكي وتشهق بصوت مكتوم ، رغم قهرها وحزنها إلا ان كبريائها ك أنثي يأبي ان تظهر أمامه  ضعيفة أو مكسورة .

كانت تجلس في حجرة منفصلة تستعيد ذكري  البارحة مراراً وتكراراً ،  لا تصدق ان حظها سيء لهذه الدرجة ، ولكنها وبعد فترة من البكاء  قررت ان تتوقف عن البكاء وندب حظها ...لتنهض في قوة .

مسحت تلك الدموع العالقة في عينيها ، وأقسمت على الانتقام منه ، ستجعلة عاشقٍ لها ،عاشق لكل تفاصيلها، ستعلمه مقصد مقولة
" إن كيدهن عظيم " ، ستنتقم منة في اغلي ما يملك ...حبة .

ذهبت إلى المرحاض المرفق بغرفتها، فتحت صنبور المياه ذو المياه الدافئة ،وجلست اسفلة لبعض الوقت.

كان تدفق الماء على راسها يُجردها من كل تلك المشاعر السلبية التي تتملكها ، وبعد ما يقرب من النصف ساعة ،كانت تخرج من الحمام وهي ترتدي فستاناً يصل حد ما بعد الركبة بقليل  باللون البني، ذو أكمام قصيرة ،تزينه بعض الأزرار الصغيرة عند منطقة الصدر ، تمسك في يدها تلك المنشفة البيضاء الصغيرة تُجفف بها شعرها ، صففت شعرها ورفعته على هيئة  كعكة فوضوية منحتها مظهراً لطيفاً، نظرت إلى نفسها في المرآة لتبتسم بخبث أنثوي بارع.

جذبت بعض مستحضرات التجميل الموضوعة في حقيبة بجانبها واضعهم إياه ببراعة شديدة ،بشكل خفيف يكاد يظهر ،لتكمل مظهرها الخاطف بذلك العطر المميز والذي ستتأكد عندما تشتمه انه مصنوع لها مخصصاً .

نظرت إلى انعكاسها في المرآة بغرور انثي طاغي، لقد جهزت حقائبها منذ امس ،بعدما اخبرها انهم سيتوجهون الي القاهرة اليوم لان هناك حفله سوف يقيمها في الفيلا مساء الغد ، سوف يدعو لها العاملين بالشركة وكل الشخصيات الهامة ،وبالطبع لا ننسي الصحافة والتي كان سبباً لهذا الاحتفال ،غير المرغوب فيه بالطبع .

تركت غرفتها وخرجت إلى الصالون، لتجلس هناك على أريكة مريحة أمام التلفاز، ظلت تُقلب بين قنوات التلفاز بملل لتستقر أخيرا على فلم ...من أفلام الفنان الكوميدي الراحل إسماعيل ياسين.

ظلت تطالع الشاشة باستمتاع فهي تعشق أفلامه بشده، حتي لو شاهدتها ١٠٠ مره  لن تمل أطلاقاً ، وللامانة لم يفشل الفلم في اخرجها من حزنها حتي وان كان لبعض الوقت  .

وبينما هي جالسة تطالع التلفاز باستمتاع تذكرت ان عليها ان تضع الكمبيوتر اللوحي الخاص بها في الحقيبة لترسله مع  باقي أشيائها  إلى القاهرة قبل ان تصل ، جذبت هاتفها من المنضدة بجانبها لتتصل بشخص مسئول عن نقل الأشياء المهمة لها ،وطلبت منه القيام بذلك الأمر على وجه السرعة ، ومن ثم تركت الهاتف بجانبها وظلت تتابع التلفاز باندماج .

 حكاية نور "نور الصعيد سابقًا "   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن