حكاية نور "نور الصعيد سابقًا "

(١٣)

"الانتقام يجلب انتقام وأنا انتقامي ناعم يحرق بلُطف "

في اللحظة التي خطت بها أقدامها خارج القصر، ارتسمت ابتسامة على شفتيها بلُطف، قائلة بنبرة شامتة بصوت خافت: ولسه يا ولد منصور، لو ما دوقتك كيدي مبقاش أنا نور.

ما لبثت ان ضحكت مرة اخري واضعة يدها على قلبها قائلة بدراما: بس والله صعب عليا كان شكله زي الطفل اللي امه بتعاقبه.

وصلت بعد فترة صغيرة إلى شركتها الخاصة ترد التحية على كل من يُلقي عليها التحية من العاملين، المعروف عن صاحبة هذه الشركة السيدة نور انها تُعامل الجميع باحترام حتى أصحاب المكانة المنخفضة، هنا كل منهم يحترم الاخر، بارعين في عملهم ...يساعدون بعضهم البعض، وكأنهم صُنعوا من نفس القالب، هنا نسبة الخطأ لا تتعدي الاثنين بالمئة.

استقلت المصعد متجهة إلى الطابق الذي يتواجد به مكتبها، قابلتها السكرتيرة الشخصية لها شذي تلك الفتاة صاحبة البشرة البرونزية اللامعة، والعيون العسلية المحاطة بأهداب كثيفة، صاحبة القوام الممتلئ ب أنوثة.

ابتسمت نور قائلة: صباح الخير يا جميل.

بادلتها شذي بابتسامة مليئة بالحنان: صباح الفل على أجمل نور في الدنيا.

جلست نور على مكتبها قائلة بعمليه وهي تنظر إلى الأوراق التي أمامها بهدوء: ها يا شذي قوليلي عندنا ايه النهارده.

قدمت لها ملف يحوي بعض الأوراق قائلة بعملية مماثله: احنا النهاردة معندناش اجتماعات بس في شويه ورق محتاج توقيعك
وكمان في حفله عملينها في أمريكا بمناسبه الذكري الثانوية لافتتاح الشركة بعد أسبوع.

حركت نور راسها ل أعلى وأسفل بهدوء قائلة: تمام، اتفضلي انتي دلوقتي يا شذي على مكتبك، واتصلي بالأستاذ يحي خلية يجيلي دلوقتي، وخلي البوفيه يجيب اتنين قهوة.

"يحيي عزت، نائب رئيس مجلس أداره الشركة، في الستين من عمره، رجل طيب القلب، تحت نور جزء خاص من قلبه ك ابنة له، تولي أداره الشركة عند عدم وجود نور "

ابتسمت شذي قائلة بابتسامة عملية: تحت أمرك يا فندم بعد اذنك.

خرجت شذي تُنفذ ما طلبته منها نور، وبعد دقائق قليله دخل أستاذ يحيي المكتب بعد اخذ الأذن.

يحيي بمرح: اية دا نور بنفسها هنا، دا اية النور دا مش تقوليلي طيب كنت فرشتلك الأرض ورد!

انفجرت أسارير نور فرحاً قائلة بمرح: يعني أقولك وابوظ عليك المفاجئة؟ عامل اية يا عمو واخبار طنط ناهد اية وحشتني اوي الولية دي والله.

ارتسمت البسمة على وجهه قائلاً: وانتي وحشتيها اوي والله، على فكرة هي بعتالك رسالة معايا بتقولك انها مستنياكي بصوابع زينب اللي بتحبيها، وما خفي كان أعظم.

نطق نور بحماس وفرح طفولي: لا، لو الموضوع فيه صوابع زينب اعتبرني بايته عندكم يا معلم.