(٨)

102K 2.7K 84
                                    


ارتفعت أصوات التصفيق بشدة، كل ما أمامها منحها ثقة هائلة في نفسها.. سواء فلاش كاميرات الصحفيين، الذين يحاولون الانفراد بها للحصول على كلمة واحدة منها، والتي ستكون بمثابة سبق صحفي لهم ... تلك النظرات المنتشرة حولها والتي تنوعت ما بين الدهشة، الفخر، الحقد، الإعجاب، جعلت تبتسم بداخلها بثقة ولكن ما جعلها في قمة سعادتها حتى ولو لم تُظهر ذلك نظراته هو ...زوجها العزيز الأهوج والتي كانت نظراته تُظهر مدى دهشته.. ضياعه.. وغضبة، وكم أعجبها غضبة حتى ولو حاول إخفائه .

أمسكت نور بيد فهد الذي ظل يتأملها بملامح غير مفهومة لتقترب منة قائلة بابتسامة: بيتهيالي احنا لازم ننزل كدة كفاية.

أوما لها فهد راسماً ابتسامة مصطنعة على وجهه قائلاً: فعلاً كفاية لحد كده.

امسك خصرها بطريقة رومانسية للغاية.. فاجأت الجميع حتى هي، ومن ثم جذبها برفق لينزلا معاً..
وبالطبع لم تتواني عدسات الكاميرات من التقاط مثل تلك الصور الحميمية، لهذين الزوجين الرائعين.

جارت نور الأحداث ولم تُعلق لآنها الأن سعيدة للغاية، فقد ضربت عصفورين بحجر واحد في هذا الحفل، أولا ردت لفهد كل ما فعلة بها أضعافا مضاعفة، وثانياً روجت لشركتها الصاعدة "شركة النور للتكنولوجيا " وغير ذلك كشفت عن شراكتها لشركة " magic technology " والتي تتصدر العالمية في مجال التكنولوجية والأجهزة الإلكترونية، وذلك سيُكسبها الكثير من الصفقات مع أكبر رجال الدولة وبعض المؤسسات الربحية الضخمة.. مما سيزيد من أرباح الشركة بما يقارب العشرة بالمائة، وربما اكثر من ذلك بكثير .

اجتمع حولهم رجال الأعمال، المرسوم على وجوههم الكثير من الابتسامات المصطنعة، هذا هو عالم الأعمال، كل من به يمكن أن يفعل ما لا يخطر على بال أحد، لمجرد إتمام صفقات مع الشركة الأكثر قوة في سوق العمل، حتي ولو كانت تلك الصفقات مُشربة بدماء الكثيرين .

رحبت بهم نور ثم استأذنت تاركه لهم المجال للتحدث، كان فهد لا تزال تملؤه مشاعر الصدمة وعدم التصديق، نظرات الإعجاب الموجهة من الرجال لنور تقتله ولا يعلم السبب.. يحاول أن يقاوم رغبته في الانفجار بهم جميعاً بكل ما يملك من طاقة.

ضغط علي خصرها ببعض القوة لتتفاجأ من فعلة متوجعة قليلاً ولكنها أبت أن تُظهر أي شي للصحافة.. ستجعلهم يبصمون بأصابعهم العشر أنهم واقعون في الحب حد النخاع.. وفي الواقع لن تُضيع فرصة رؤية تلك الفتاة السخيفة ميرا وهي تشتغل من الغيرة ...لتنظر له مبتسمة بمشاغبة، ليبادلها هو الاخر ابتسامة مصطنعة تُخفي الكثير خلفها.
انتهت الحفلة بعد فترة ليست بالقصيرة وكل منهم كان حريص اشد الحِرص على ان لا يحدث أي خطأ ولو كان صغيرا.
.................

 حكاية نور "نور الصعيد سابقًا "   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن