في مكان نذهب إليه لأول مرة، فيلا جميلة تحيطها حديقة مليئة بالأشجار، وحمام سباحة متوسط يمنحانها مظهراً جمالياً أكثر من السابق، في غرفه مميزة من غُرف القصر ذات طابع شبابي بحت، كان ينام بها مازن الأحمدي بعُمق، حتى أيقظه صوت طرقات على باب حجرته، يليه ظهور امرأة جميلة للغاية، رغم عمرها الذي تجاوز الخمسين، ورغم تلك الشعرات البيضاء التي خطت طريقها في شعرها الأسود إلا أنها كانت وستظل فاتنة.هتفت تلك الجميلة برقة وهي تُملس على شعر صغيرها بحنان، تحاول أن توقظه..
هتفت جميلة بصوت حنون قائلة: مازن.. مازن حبيبي اصحي يلا علشان اتاخرت على الشركة.
تململ هذا الوسيم في فراشه الواسع، يُجاهد في فتح عينيه الخضراء والتي تبدو مرهقه بشده، تُحيط بها بعض الهالات السوداء ولكن هذا لا ينقص من وسامته شيئا.
نهض مازن بكسل مُقبلاً رأس والدته قائلاً بنبرة يغلب عليها النعاس وبعض التعب: صباح الخير يا نور عيني.
طالعته جميلة بحب قائلة بكل حنية: صباح الفل عليك يا حبيب ماما، صحصح كدة يا مزون، وأنزل عيزاك تحت في الجنينة، أنت كده او كده اتاخرت على الشركة ف خد أجازه النهارده، هعملك فطار وكباية شاي بالنعناع، هخليك تروق على الآخر، وأنت أصلا باين عليك الإرهاق والتعب، بقيت شبة مدمنين المخدرات يا عين امك بهلاتك دي.
نظر لها مازن بكل حب مُقبلاً يديها قائلاً بحنان: يخليكي ليا يا روح قلبي انتي.. انزلي انتي قدامي وأنا هغير هدومي واغسل وشي وأنزل على طول.
تركته والدته وذهب لتجهيز الإفطار، بالرغم من وجود الخدم إلا أن جميلة دائماً ما كانت تُحب الطهو، ودائماً ما كان حُبها يُقدم لمن تحبهم في شكل طعام دافئ لذيذ.
ذهب مازن للاستحمام بعد جهد كبير، منذ أسبوع يداهمه بعض الإرهاق والتعب، منذ أسبوع يُجاهد لنسيانها ولا يستطيع، حتى أنه كان يعمل أكثر من ست عشرة ساعة يومياً، لكنه لا يزال يفكر بهذه الجنيه الصغيرة.
نزل مازن إلى والدته بعدما أنهي روتينة اليومي، ليرتدي بنطال وتيشرت مريحين، كانت والدته تجلس في الحديقة شاردة الذهن، ليحتضن رقبتها قائلاً بحب: يا بخته والله.
نظرت له والدته المسماة جميلة والتي كان لها نصيب كبير من اسمها قائلة باستغراب: هو مين دا؟
شاكسها مازن قائلاً بغمزة مشاغبة: بابا الله يرحمه، عاش ومعاة واحدة بتعشقه، ولما مات مراته فضلت تحبه وتفكر فيه اكتر من الاول حتي.
رفع يدية بطريقة مسرحية قائلة : يا بختك يا بابا يارب الاقي واحدة تحبني كدة زي ما جميلة بتحبك.
طالعته جميلة بمشاكسة مماثلة قائلة: ما أنا جيباك هنا يا روح قلب جميلة من جوة علشان أعرفها.
أنت تقرأ
حكاية نور "نور الصعيد سابقًا "
Romance"كلة بالخناق إلا الجواز بالاتفاق" مثل شعبي كان ولا يزال يستخدم حتى الآن في مصر، على الرغم من أن هناك الكثير ممن لا يزالون مجبرين على الزواج ممن لا يريدون لمجرد مصلحة ما. القطيعة التي حدثت بين ابن العائلة المحبوب وب...