في احدى الأكواخ الموجودة خارج المدينة دلف جيمس حاملا للملف الذي طلبه نيكولاس بالمشفى، دخل إلى إحدى الغرف (مثل الصورة)فوجد نيك جالسا على الأرض واضعا بجانبه العديد من الصور وقنينات الشراب التي يبدوا أنها فارغة وقد شربها بأكملها كانت حالته لا يرثى لها بشعره المبعثر وقميصه المفتوح إلى منتصف صدره والعرق الذي أخد طريقه بجبينه و صدره العظلي كان يحمل صورة امرأة بيده اليسرى واليد اليمنى يحمل بها قنينة أخرى من الشراب ،نظراته للصورة كانت نظرات حزن وشوق وخيبة، اقترب منه جيمس ليبعد القنينات عن الأرض من أجل الجلوس بقرب صديقه
_نيك مابك صديقي...... ما السبب في حالتك هاته؟!
_رائحتها......... جيمس هي تمتلك نفسها.....
قالها نيك وهو لازال ينظر إلى الصورة ليتحدث جيمس مرة أخرى
_رائحة من نيك...... هل تتحدث عن ساندرا...
لم يتلقى أية رد منه لانه قد عرف الجواب من خلال صمته، نيك تذكر والدته السيدة ايزابيل السميث التي توفية عندما كان يبلغ الثامن عشر من عمره منذ وفاتها وهو يأتي إلى هذا الكوخ الذي يفرغ فيه أحزانه وغضبه ، المكان الوحيد الذي يكون فيه نيكولاس السميث على حقيقته ويشيل قناع الصرامة و الشر، وأيضا هو المكان الوحيد الذي يذكره بها و برائحتها التي لازالت تحوم بالغرفة وذكرياته معها ، و رائحة ساندرا قد أفاقت ألمه وشوقه لأمه من جديد
_نيك توقف عن الشرب......... كفى صديقي حالتك تدهورت بسببه وهذا ليس في صالحك الآن.....
_أريد البقاء بمفردي، إن سألك والدي عني أخبره بأنني مشغول في العمل ولن أبيت في البيت هذه الليلة
_نييك أنت متيقن من البقاء........
_ ضع الملف فوق الطاولة وانصرف.......
أومئ له جيمس بتفهم وانصرف بعدما وضع ملف معلومات ساندرا و المصحوب ببعض صورها فوق الطاولة، نهض نيك عن الأرض بثمالة وهو يحمل القنينة بيده وترك صورة أمه في مكانه، أمسك الملف بيده ووضعه بجهت صدره بقوة وهو يقول بصراخ وغضب
_هياا لما توقفت عن النبض مثل قبل.... معلوماتها بين يدي الآن وصورها أيضا هاهي بقربك يا هذا القلب اللعين لما لا تتحرك
رمى الملف بالأرض وضرب القنينة بالمرآة التي كانت بالغرفة ليصبح المكان غارقا بالزجاج ، جلس على الأرض وأخد يتنفس بصعوبة كأنه كان في سباق الجري
**************************
_ساندرا عزيزتي كيف حالك الآن....
قالت ماري وهي تمسك بيدي ساندرا التي تفتح عينيها بثقل
_ماري...... أين أنا؟.. ماذا حدث لي؟.....
_لا تتحركي ساندرا (أعادت رأسها على الوسادة) جسمك لازال متعب والمحلل لم يكتمل بعد
_من جاء بي إلى هنا...... أنا كنت بغرفة أمي..
_السيد نيكولاس هو من أخبرني بمكانك.... ومن الواضح أنه هو من حملك إلى هنا
ظلت ساندرا صامتة تحاول تذكر ما جرى قبل وصولها إلى هذه الغرفة لكن لم تستطع ذلك، تذكرت فقط رائحته الرجولية التي لازالت معلقة بأنفها وكم شعرت بالدفئ عند استنشاقها، أغلقت عينيها وهي تقول
_ماري لا تدعي جوري وحدها... أنا بخير الآن
_لكن ساندرا..........
_أنا بخير ، هل من الممكن أن تتركيني بمفردي....أرجوكي
أومئت لها ماري بحزن، قبلت جبينها وخرجت من الغرفة تاركة ساندرا التي شقت وجنتيها الدموع فور انصرافها
_لم أعد أتحمل..... جاء وقت المواجهة... أنا آسفة
****************************
في مكان مهجور خارج البلدة كان يجلس رجل في بداية كهولته رفقة رجاله ببذلة رسمية سوداء، وضع رجله فوق الطاولة وأمسك سجارته بين شفتيه يسنشقها بهدوء وبسمة مرعبة زينت ثغره، ليردف مخاطبا إحدى رجاله
_يبدوا أن عائلة السميث قريبة من هذه الفتاة. أريد كل تفاصيل حياتها.... انقلع من أمامي
_سيدي..... ألكس ابن ذلك المخنث قد عاد اليوم إلى إنجلترا وهو في قصر إدوارد الآن
_ جيد جدا.. اذا حان الوقت لتنفيذ الخطة الأولى إلى حين التأكد من هوية تلك الفتاة سننهي أمر عائلة السميث عن وجه الأرض.
دعس بحذائه على سجارته وأطلق ضحكته الشريرة التي تمهد للمصائب القادمة
****************************
_ أبي نيك لم يعد إلى البيت ... لقد تأخر كثيرا...
_لن يأتي اليوم لديه عمل... من الأفضل أن نبدأ بالأكل يبدوا شهي..... أليس كذلك ألكس؟
_ دعني أتذوق أولا (تناول قطعة لحم مع صلصة) حقاااا لذيذ، يبدوا أن هذا الطبق لن يكفيني ههه
شرع الجميع في الأكل والبسمة لا تغادر ثغورهم وبالأخص إلينا كانت سعيدة جدا عندما علمت بقدوم ألكس، واستقبلته بالاحضان ودموع الفرح التي أبت عن التوقف ، وقف إدوارد بعدما أنهى طبقه ليغادر صالة الاكل تاركا إلينا رفقة ألكس
_إذا يا آنسة إلينا ما المشكل الذي أقعت نفسك به اليوم .... حسب علمي أنا الذي أقع بها وليس انت....
_ألكس توقف عن الضحك.. أنا فقط ساعدت صديقتي لقد حاول أحد زملائنا بالقسم التحرش بها..... ألكس هل أنت معي... أين سرحت
_لا فقط تذكرت شخصا الآن... تابعي ماذا حدث بعد الحادث؟
_ممممم شخص اذا.... انت الذي سيتحدت الآن من هي هذه الفتاة... تكلم فنظراتك قد أفضحتك يا لعين
_وانت أيضا تنعتيني باللعين مثلها.... هل انا حقا لعين؟
_يبدوا أنني سأتفاهم كثيرا مع حبيبة قلبك ياسيد لعين
سرد لها ألكس ما حدث له اليوم مع تلك السمكة ميلا والينا ظلت تراقب تحركاته و طريقة حديثه عنها يبدوا أنه وقع لها من النظرة الأولى رغم انكاره لذلك وادعائه أنه ساعدها كما ساعدت إلينا جوري فقط لا توجد علاقة بينهما ومن المحتمل أن لا يلتقي بها مجددا.
****************************
_أختي..... هل أنت بخير.......
_تفضلي ميلا...... أنا بخير صغيرتي......
احتضنت ساندرا أختها ، منذ عودتهم الي المنزل و ساندرا بغرفتها رفضت تناول وجبة العشاء رفقتهم بحجة انها تشعر بالتعب وتريد النوم
_أختي ماذا فعلت في قضية ذلك القذر جون...
_وأنا مثلك لا علم لي.... السيد نيكولاس هو من تكلف بالأمر وعلى ما يبدوا أن ذلك المعتوه لن يعيدها ثانية..
_سيكون من الأحسن له ان لا يعيدها لأنني هذه المرة سأتفنن في قتله ولن يرتاح قلبي حتى أراه ميتا.....
_ميلا هل جننتي... لا تعيدي مثل هذا الكلام أمامي مرة أخرى لاأريد ساماعك تتحدثين عن القتل او الموت بعد الآن......
أردفت بها ساندرا بصراخ وغضب لان سيرة الموت أصبحت تخيفها وتذكرها في موت والدها ومرض أمها وأيضا مرضها الذي أخفته عنهم ، ساندرا تعاني من ضيق في التنفس وعندما تتأتر او تغضب او تشتم رائحة الحريق تختنق ،وقد يتسبب هذا الخنق في يوم من الايام إلى وفاتها
_آسفة أختي...... لقد تفوهت بها من باب الغضب فقط
_حسنا لكن هذه المرة الأخيرة انا أحذرك..... وأيضا غدا سأذهب للبحث عن عمل جديد لا تدعي جوري بمفردها وإذ حدث شيء اتصل بي فورا
أومئت لها ميلا ،ثم قبلت خدها وفرت إلى غرفتها، أما ساندرا فوقفت تطل من نافذة غرفتها وهي تضم يديها إلى صدرها وتتمعن في القمر الذي أضاء غرفتها المظلمة كان تفكيرها فقط على نيكولاس الذي ساعدها وهل سمع كلامها وعرف بسرها الذي ظلت تخفيه طول هذا الوقت
*****************************
كان نيكولاس ينظر إلى القمر أيضا وبيده صورة لساندرا لقد قرأ ملف معلوماتها وعلم بسبب وفاة والدها وعدد أخواتها ومسكنها وأيضا عملها، لكن الشيء الذي شغل باله وهو مرض أمها لانه وجد بالملف ان والدة ساندرا السيدة سوزان ميشيل قد دخلت المصحة العقلية منذ وفات زوجها، لكن الحقيقة التي سمعها من ساندرا اليوم كانت انها مريضة بالمرض الخبيث ولازالت بغيبوبة وليست مريضة عقليا كما أخبرت أخواتها
_لما أخفيتي عنهم أمر كهذا...... لما تخفين الحقيقة لماااااا.........
حمل صورتها لتقابل عينيه الزرقاويتين مباشرة، ظل يتمعن ملامحها شعرها الطويل و عينيها الرماديتين و ابتسامتها التي تذيب القلب كانت تبدوا سعيدة لان الصورة أخدت لها قبل وفاة والدها ،أصبح قلبه ينبض من جديد وهو يتفحص صورتها، وضع يده على صدره يتحسس دقاته وعينيه لازالت مركزة على صورتها ليقول بهدوء
_ لقد أصبح قلبي تائه بسببك ياساندرا ميشيل... تاه منذ الوهلة الأولى التي نظرت فيها إلى عينيك الغاضبة والحزينة معا........ تاه بسبب رائحتك التي تشبه عطر أمي،هذه الرائحة الوحيدة التي تجعلني أشعر بالدفئ الذي فقدته بعد وفاتها..... ماذا فعلت لنيكولاس السميث الرجل القوي الذي لا تتجرأ أي عاهرة عن الاقتراب منه .... أنت أحييتي هذا القلب الميت من جديد ... لهذا تحملي العواقب يا ملكة قلبي ،انت ستصبحين ملكي عن قريب وهذا وعد نيكولاس السميث شخصيا......
*****************************
في الصباح إستيقظت ساندرا على صوت المنبه، أخدت حمام دافي ثم جففت شعرها الطويل وتركته ينعم بحرية في الهواء، ارتدت ملابس بسيطة عبارة عن فستان يصل إلى ركبتيها في اللون الأزرق الفاتح الذي انعكس على لون عيونها ليزيد من لمعانها، وحذاء في اللون الذهبي، حملت حقيبتها وتوجهت إلى المطبخ لتجد جورج رفقة أخته ماري ينتظرونها على مائدة الافطار
_صباح الخير....... آسفة بخصوص الأمس كنت أشعر بالتعب
_لاداعي لذلك أختي ... كيف حالك اليوم؟
_أشعر بتحسن ..... ماري أن سأذهب للبحث عن عمل جديد اليوم.....
_لكن لما وانت لازلت تشتغلين بالمقهى.... هل طردك السيد مانويل؟!
_بلى لكن لم أعد أشعر بالراحة في العمل عنده.. المهم سأذهب الآن شهية طيبة
انصرفت ساندرا للبحث عن عمل جديد لها بعدما تناولت القليل من الكعك مع حليب الموز، وفي طريقها إلى إحدى الشركات تعرضت لها سيارة سوداء من نوع ميرسديس ليترجل منها رجل ضخم يشبه الحراس الشخصيين ببذلته الرياضية السوداء ونظراته السوداء أيضا، أخدت تتراجع بخطوات مسرعة إلى الوراء وقلبها كاد ان يتوقف بسبب الرعب الذي حل عليها في هذه اللحظة ،أصبح جسمها يرتجف وهي ترى ذلك الوحش يتقدم إليها للامساك بها، وبالفعل أخد دراعها بين قبظته لتصرخ في وجهه ساندرا
_من أاانت ؟ ماالذي تريدونه مني..... أترك دراعي أيها الوحش اللعين.....
_من الأفضل لك يا آنسة أن تغلقي فمك القذر قبل أن أكسره بقبضتي......
لم تعد لساندرا القدره على الحديث مجددا بسبب صوته المرعب وتهديده الذي دب الرعب في قلبها أكثر، أركبها بسيارته غصبا عنها بعدما تأكد من فقدانها للوعي بسبب المخدر الذي اشتمته ليتوجه بها إلى مكان سيده
******************************
في إحدى المنازل المهجورة خارج المدينة دلف إحدى الرجال وهو يحمل بين يديه فتاة غائبة عن الوعي
أقعدها على إحدى الكراسي وأحكم يديها ورجليها بالحبل وفمها و عينيها بقطعة الثوب أمام أنظار ذلك الوحش الذي أطلق ابتسامته الشريرة، نهض عن كرسيه وتوقف أمامها وبدأ ينظر إلى كل مكان من جسمها بنظرات خبيثة ثم مرر يديه القذرة على وجنتيها وهو يقول:
_مرحبا بك ياصغيرة في عالم الشياطين..... أحضر لي دلو ماء بارد لقد حان وقت الاستيقاظ
حمل أحد رجاله الدلو ليفرغه عليها، انتفظت بسرعة وبدأت تحاول فك يديها لكن بدون جدوى لتصرخ عاليا
_من أنتم يا حقرة.....أين أنا بحق الجحيم.... دعوني أرحل هيااااا.....
_ لما أنت مسرعة إلى هذه الدرجة.... انها فقط البداية يا جميلة... لم نريك شيء بعد..
_من أنت.... ماذا تريد مني........
ازاح قطعة الثوب عن عينيها، لتتصنم مكانها عند رؤيته بدأ جسمها يرتجف وهي تراه يقترب من وجهها وابتسامته المقرفة تعلوا ثغره.
******************************
_أبي علينا الذهاب لقد تأخرنا.........ألكس هل أنت أيضا تريد الذهاب..
_إلى أين؟!
_ لزيارة صديقتي جوري والاطمئنان على صحتها
_حقا... حسنا اذا لا يوجد شيء أقوم به بمفردي في هذا القصر الضخم حتى وليام ذهب إلى العمل لهذا سأرافقكم.... هل صديقتك جميلة؟
كانت سترد عليه لكن جيمس قطع حديثهم بدخوله
_آنسة إلينا السيارة جاهزة.....
_ألكس سيرافقنا أيضا لانه يريد التعرف على صديقتي جوري...
انقبض قلب جيمس حينما ذكرت إلينا جوري وان ألكس يريد التعرف عليها، أومئ لها وغادر في انتظارهم أمام السيارة، أصبحت يديه ترتجفان بسبب التوتر وقلبه أخدت دقاته تتسارع
_لما هي يا جيمس........ هل فعلا وقعت في حبها....مستحيييل.. لالالا....
_جيمس... هل أنت بخير ؟!.... يمكننا الذهاب الآن.
صعد جيمس إلى السيارة ليتوجه بهم إلى بيت جوري وهو لا يعلم كيف سيتحمل رؤيتها بقرب ألكس او اي ابن آدم آخر..
*****************************
في منزل ساندرا كانت ميلا وجوري وجورج بمفردهم ماري ذهبت إلى العمل، وساندرا لم تعد بعد، تكلفت ميلا بتنظيف البيت وإطعام أختها و مساعدتها على تغير ملابسها، أما جورج فكان جالسا في غرفته يتصل بأحد ما لكن دون جدوى يبدوا ان الهاتف مغلق
_لما لا تجيب عن اتصالاتي... أين أنت يا سيلين أين؟
قطع تفكيره جرس الباب يبدوا أن أحدهم جاء لزيارتهم لان ساندرا و ماري لديهم المفاتيح، كان يريد أن يفتح الباب لكن ميلا سبقته وفتحت الباب قبله، تصنمت مكانها وهي ترى ألكس أمامها رفقة رجل وفتاة في عمر أختها
_من هناااك... ميلااا......البارت انتهى🤗👋
كيف كان؟ عجبكم
في حماس للبارت القادم؟!
لا تنسو ⭐إذا أعجبكم البارت ❤️🌸
أنت تقرأ
القلوب التائهة
Randomففتح الطبيب الغرفة التي كان بها توماس الذي لايزال على قيد الحياة لكن حالته كانت مزرية، جسده متصل بالكثير من الآلات الطبية، و جسمه ممتلئ بالجروح و الكدمات الزرقاء، عند رأيتها له أسرعة مهرولة إليه، فجتت على ركبتيها، و أخدت يديه المجروحة بين كفيها وبد...