Part 1

104 8 9
                                    

أشرقت الشمس لتنير تلك الغرفة المظلمة مطلقة اشعتها تسبح بين أنامل تلك القابعة وراء باب غرفتها والدموع تنهال على خديها دون توقف، حاولت جاهدتا التوقف عن ذرف الدموع لكن اليوم هو من اسوء أيام حياتها لان في مثل هذا اليوم فقدت عزيزتنا ساندرا سندها و مأواها في هذه الحياة واليد التي كانت تتمسك بها وتساعدها، لقد فقدت صدره الحنون ورائحته التي تشبه المسك، رجلها و حبيبها الوحيد والدها المرحوم السيد "توماس ميشيل " ذلك الاب الحنون والمحبوب عند الجميع، كل الناس بالمدينة يعلمون بسخائه و طيبوبته و مدى حبه لاسرته الصغيرة كان أب ساندرا يشتغل محاسبا بشركة للإتصالات،و في مثل هذا اليوم توفي أب الأسرة وعمادها بسبب حادث سير خطير أدى إلى وفاته وتيتيم بناته و ترك أسرته يعيشون في ظلام يملئه الحزن و الكآبة
Flach back........
_ أمي يا أمي
قالت ساندرا وهي تنزل من الدرج مهرولة حاملة في يدها محفظتها السوداء و في اليد الأخرى بعض الأوراق وبطاقتها لاجتياز الامتحان النهائي لسنتها الأخيرة بالثانوية و التي تفصلها عن تحقيق هدفها و التسجيل بجامعة الحقوق، التي لطالما كان حلمها أن تصبح محامية مخلصة تدافع عن الأبرياء و المساكين الذين تنتهك حقوقهم بسبب بضع قروش يتقاظونها بعض العه**ة يدعون المحامات وهم في الأصل شياطين قذرة
_ ساندرا حبيبتي على مهلك
قالت سوزان وهي بالمطبخ تحضر الكعك المفضل لأسرتها الصغيرة
_ أنا ذاهبة إلى المدرسة الآن لقد تأخرت كثيرا و اليوم لدي الامتحان النهائي، دعواتك لي أمي الغالية
قبلتها على جبينها و هي تكمل حديثها
_ أما بالنسبة للعجوزتين النائمتين لا تنسي أن توقيظهن من أجل مساعدتك أنت مريضة و ينبغي أن ترتاحي (بالنسبة للمرض الذي تحدتت عنه ساندرا فهو عبارة عن عياء شديد و دوخة مستمرة)
_لا تقلقي ابنتي انا أشعر بتحسن اليوم لهذا إعتني بنفسك صغيرتي و ركزي على هدفك مع السلامة ليوفقك الله
أنهت حديتها و هي تغلق باب المنزل متجهة نحو غرفة الاميرات النائمات أو كما أسمتهما ساندرا العجوزات النائمات
_ ياالله ما هذه الفوضى التي أراها هيااا استيقظن حان وقت الافطار هيااا
صرخت بها الام وهي تفتح نوافذ الغرفة لتتسلل خيوط الشمس داخلها و تزعج الاميرات النائمات
_ يااا أمي فقط خمس دقائق اريد رؤية فارسي انه أتى
قالت ميلا وهي تحاول أن تحجب أشعة الشمس عنها بالغطاء
_ أرأيت يا أمي ابنتك الصغيرة المدللة أصبح لديها فارس يزورها في المنام وهي بكل طلاقة تتكلم دون حياء
وجهت كلامها إلى تلك المشاغبة وهي تقول :
_ هيا قومي من الفراش الآن قبل أن أخبر حبيبك هذا بأن أميرته الجميلة أكثر شخص لسانه سليط ولا تستحي من الأكبر منها
اكملت كلامها وهي تتوجه نحو الحمام لأخد دوش
ميلا بنعاس:
_الكبار ؟؟؟ هل انت لا تبصرين ام ماذا لا تنسي أن عمرك خمسة عشر سنة فقط ولم تبلغي سن الرشد بعد، لذا انت صغيرة أيضا و بالنسبة لماما حبيبتي فأنا أعتبرها متل صديقتي ولا أستحي منها أليس كذلك عزيزتي
قالتها وهي تحاول أن تقلد أباها عندما يغازل أمهم،
سوزان وابتسامة تشق شفتيها
_ بسبب عزيزتي هذه سأسمح لك بخمس دقائق فقط نظفي مكانك و لمي تيابك عن الأرض وأيضا أزيلي الملابس المتسخة من أجل الغسيل
أتممت سوزان كلامها وهي تقبل جبين مدللتها الصغيرة متجهة نحو المطبخ لاتمام عملها

القلوب التائهةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن