الفصل السابع عشر

26.6K 921 189
                                    

اقترب حازم من طائف بجدية قائلا
"طائف لازم نتأكد طارق مات ولا لاء عشان لو مات  آيات لازم تهرب قبل ما التحقيق يبدأ لأنها فعلا بقت في وش المدفع وهتجيبنا كلنا في رجليها "

اعترضت علياء بغضب قائلة
"مستحيل ، آيات لو هربت تبقي بتأكد التهمة عليها "

أبتسم حازم بسخرية مجيبا
" وفاكرة لو فضلت هيطبطوا عليها دي قضية قتل يا سيادة المقدم !! "

نظر طائف بغضب لآيات فلم يتوقع أن تكون بذلك الغباء ولقد خالفت توقعاته خلال تلك الساعات الماضية .
مرت نصف ساعة منذ اعتراف آيات بتحريض شخص للتخلص من طارق ، والآن طائف يتحقق أن تم قتله فعلاً وتحققت الكارثة أم حدثت معجزة ومازال علي قيد الحياة .. !
كانت علياء تدور حول نفسها للحظات ثم تعود لتعنف آيات غير مراعية لحالتها الصحية في تلك اللحظة وجاسمين منذ إنكارها لموت شقيقة آيات لم تحاول التعقيب علي باقي الحديث فهي مازالت لا تصدق ما يحدث معهم كيف آلت بهم الحياة إلي تلك النقطة ظنت أن الماضي قد دفن معهم منذ خروجهم من ذلك الميتم ، لكن الأمر الجيد أن أحدهم لديه عائلة في نهاية المطاف !

اجفل الجميع من صرخة طائف المحتدة أثناء تحدثه في الهاتف ....
"طارق لسه عايش ! ، المقدم آيات ليه عملت اي ؟! "
انتظر طائف لحظات يستمع للطرف الآخر بترقب
"يا باشا الأمن قبضوا علي المجرم اللي حاول يقتل طارق والراجل أعترف أن واحدة ست هي اللي دفعت ليه فلوس عشان يعمل كدا وطارق قدم شهادته أن آيات هددته اكتر من مرة بالقتل ، ودلوقتي الدنيا مقلوبة علي المقدم آيات عشان يتحقق معاها علي ذمة القضية ! "
فور أنتهاء الرجل من التحدث حدق طائف في ملامح آيات المجهدة برغم هدوئها الظاهر ولكن الخوف الذي ينبض في قلبه يخبره أنه علي وشك فقدانها خلال تلك الأحداث الصعبة .. زفر الهواء بضيق مغلقا الهاتف دون نطق كلمة واحدة ونظراته مازالت معلقة علي آيات المتسكينة دون تحرك ودون سابق انذار اقترب منها متحدثاً بقسوة
"هتخرجي من هنا وهنتجوز حالا ! "
ارتسمت معالم الدهشة علي ملامح آيات قبل أن تنفجر ضاحكة مجيبة عليه بسخرية
"مش ملاحظ أن كل كارثة بتحصل لازم تجيب سيرة الجواز نفسك بتتفتح علي المصايب يعني يا سيادة المقدم ؟! "
أبتسم طائف ابتسامة لا تمت للمرح بصلة بل هي ابتسامة متهكمة مليئة بالألم
" كان علي عيني اطلب أيدك للجواز بالشكل الهزلي دا بس حكم القوي بقي لازم تخرجي من القضية دي من غير ما تتأثري لأن طارق لسه عايش وللأسف مكنش عنده اي مانع يرمي شعلة النار علي القش وقال انك كنت بتتوعدي ليه بالقتل وعشان نثبت أن الشكوك دي كدب لازم نتجوز ! "

تدخلت علياء قائلة
"دا تهريج اللي بيحصل دا ، جوازك منها مش هيحل حاجة بالعكس الأمور هتتعقد آيات طول المهمة كانت متواجدة وحققت مع طارق اكتر من مرة وكان في شهود علي كدا ولو اتجوزتها وقولت أنها كانت مختفية في فترة القبض علي طارق هتورطها أكتر "

بنات المخابرات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن