الفصل التاسع

34K 1.2K 46
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم ❤

خرج الطبيب وترك معاذ بداخل صدمته ينظر لأخته بتوهان ودون ان يشعر سقطت دموعه فهو سيفقدها مثلما فقدوا أسرتهم وهم صغار يكره شعور الفقد فهو اصعب بكثير من اي شعور آخر بهذا العالم يقتلك وأنت حي فتشعر أن لا معني لحياتك وأنت تتذكر في كل لحظة هذا الشخص الذي فقدته .

خرج معاذ  من الغرفة وهو يغلق الباب لم يتحمل أن  يبقي معاها عقله يجعله يتخيل أشياء تفوق تحمله .. قطع شروده صوت جاسمين وعلياء التي تذكرت كارمن وما حدث معاها وقالت  لجاسمين أنه يجب الأطمئنان عليها  حتي لا يبقي معاذ معاها بمفرده
تحدث جاسمين  ببعض القلق قائلة ..
"طمني يا معاذ كارمن كويسة الدكتور قالك اي ؟! "

جلس معاذ علي اقرب مقعد وهو يضع وجه بين يديه وتتساقط دموعه بخوف سيفقد شقيقته سيخسر سبب سعادته بتلك الحياة !

نظرت علياء وجاسمين لبعضهم البعض بدهشة وخوف لماذا يبكي هل حدث شيء لكارمن !!

سألته علياء تلك المرة وهي تجلس أمامه وتحاول أن تجعله يتطلع إليها وبعد محاولات كثيرة نظر لهم معاذ وعينيه تحولت للون الأحمر ومزالت الدموع عالقة بهم 

"حصل اي يا معاذ كارمن جرالها حاجة بتعيط ليه فهمنا أنا وجاسمين أعصابنا مش متحملة اي توتر تاني ! "

أجاب عليها معاذ  كطفل صغير يشكي لوالدته عن سبب حزنه ...
"الدكتور قال أنه هيعملها شوية فحوصات وأشعة عشان شاكك أنها ممكن يكون عندها كانسر  !  أنا خايف يا علياء كارمن هضيع مني هخسرها زي ما خسرت أهلي زمان "

دفن معاذ رأسه بين يديه وهو يبكي سنده الوحيد بهذه الحياة من المحتمل أن تكون مصابه بهذا المرض الخبيث برغم ضعفها وهشاشتها وبرائتها إلا أنها مصدر قوته وسعادته صغيرته التي كبرت بين يديه وتحمل من أجلها الكثير 
ربتت جاسمين علي كتفه وهي تبتسم  تحاول تخفيف  خوفه فهو لم يتأكد بعد من مرضها ورغم هذا  أصبح يبكي مثل الأطفال  هي لا تسخر منه تعلم جيداً خوفه علي شقيقته وحبه الكبير لها ولكنه يجب أن يتفائل ولو قليلاً  الطبيب فقط أخبره أنه سيقوم ببعض الفحوصات ليتأكد  إذن  هناك إحتمال ولو صغير أنها ليست مصابة بهذا المرض 

"أهدي يا معاذ الدكتور قال أنه مش متأكد من أن المرض دا عندها  تفائل خير إن شاء الله هتكون كويسة ويكون دا مجرد إرهاق  ! "

نظر ت لها علياء وهي تخبرها دون أن تتحدث أنها ستهاتف آيات ومن ثم غادرت تاركة جاسمين مع معاذ تحاول إخباره أن كارمن ستكون بخير وأن كانت مصابة بهذا المرض الخبيث ستشفي فقد يجب أن  يتحلي ببعض القوي حتي لا  يشعرها بالخوف  .

كانت تقف علياء  بأحدي  زوايا الممر  وهي تهاتف آيات التي لم تجيب إلا بعد فترة طويلة فهي كانت بداخل ثبات عميق حصلت عليه بعد معاناة طويلة في التفكير .. أجابت عليها آيات وأثار النوم  مزالت مسيطرة عليها فهي شبه نائمة الآن ..

بنات المخابرات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن