...
بني، لما تصلي الفرائض فقط دون النوافل، وهكذا بسرعة؟
إنها أمي مرة أخرى، تزعجني دائمًا بقصة النوافل والسنن وكأنها فرض واجب علي، عليها بشكر الله لأنني أصلي على الأقل! فالقليل من الشباب هنا يتذكرون أنهم مسلمون أصلًا بما أننا نعيش في ديار الكفار، الولايات المتحدة.
ألسنا من سكان الزمان الذي قال عنه الرسول أن المتمسك بدينه فيه كالقابض على جمر من نار
وإضافة لذلك أنني أعيش في معقل الفساد نفسه؟
إنها تزيد الحصار علي بتصرفاتها تلك، تجعلني أرغب بالهرب من كل هذا الإختناق، والكفر، والعياذ بالله!تخيلوا أنها تطلب مني إنبات لحيتي وتطويلها في بلاد تتنمر على المسلمين، ويتهم فيها ذا اللحية بأنه إرهابي، ويتجنب المجتمع التعامل معه، فكيف سأعيش بهذه الطريقة إن ولى الجميع بأوجههم عني وعاملوني كوحش تبخرت من قلبه الإنسانية والرأفة؟
ترجوني لقيام الليل وأنا أكد طوال النهار في السعي من أجل رزقنا! ترغمني على قراءة القرآن الذي يأخذ مني الكثير من الجهد؛ لأني تعلمت قراءة العربية قليلًا منها هي، ولم أتعلمه من الصغر؛ لأني كنت أدرس في مدارسهم التي لا تلقي بالًا للعربية فهي عدوتها اللدودة.
وحتى لأني لا أفرغ من حمولة أوراق الشركة التي أنقلها معي لمنزلي لإنهائها وإلا طردت، وأصلًا من الصعب إيجاد وظائف بديلة ثانية في حالة الطرد، سيكون ذلك بمثابة حكم الإعدام على سبل عيشي.
ولهذا أصبحت أخفي كوني مسلم بين أقراني، في عملي الجديد بعد طردي من آخر واحد، وأصلًا غير مكتوب في أوراقي الشخصية أنني مسلم؛ لأني ولدت لأب أمريكي كان مسلم بالإسم فقط، ولم يتعب نفسه بتدوين ذلك في معلوماتي الشخصية، لم يهمه الأمر، ربما ورثت هذه اللامبالاة منه.
لولا والدتي المتدينة لما كنت أعلم شيئًا عن مسمى الإسلام، أتسائل أحيانًا ماذا إذا كانت نعمة أم نقمة، فأنا لا أطبقها إلا من أجل خاطر أمي، وليس لدي إيمان خاص بها.
وهذه النقطة بالأخص تجعل والدتي جزعة طوال الوقت وخائفة علي من الإنحراف بعد موتها، لكن لماذا؟ على أساس أن ما أفعله الآن يفيدني في شيء، ما فائدة حركات رياضية مع ترنيمات غريبة اللفظ أؤديها دون شعور بإحساس الإيمان الذي تتحدث عنه والدتي؟
لا أبكي مثلها في السجود أو عند الدعاء، لا أطيل في آدائها أصلًا بل أسرع لتخليص نفسي من هذه المهمة، أوهم والدتي بأني صائم لما يحين رمضان، ولكني أبلع الكثير في الخارج دون علمها.
أنت تقرأ
همسات هلال
Духовныеمجموعة قصصية روحانية مكتملة. هنا سنستمتع معًا في الإستماع لحكايات الهلال في حضرة الشهر الكريم، سيروي لنا القصص والحكايات لنعتبر من خطايا المذنبين، ونقتدي بصالحات المؤمنين. هذا هو الكتاب الذي نشرت فيه قصصي الروحانية التي كانت مشاركة في تحدي سلام الرم...