*المقدمة*

669 23 1
                                    

دخلت البيت بعد أن اشترت بعض المستلزمات من السوبر ماركت بهالتها الباردة ووجدت الستة يحتفلون ويصرخون ويهنئون صاحبهم وهو يبتسم لهم والفرحة ظاهرة على وجهه نست كل شئ وأخذت تتأمل إبتسامته التي لطالما عشقتها وما زالت فاقت من عالمها عندما نكزتها صديقتها وهى تنظر لها بحزن وتهمس لها في أذنها "كوني قوية" تعجبت ولكن سرعان ما فهمت ما تقصده عندما صرخ جيمين قائلا"ومتى موعد الخطبة؟" خطبة؟!...خطبة من؟؟!!...أتمنى ألا يكون ما في بالي صحيح أخذت تدعو داخلها وتوجهت لهم وسألتهم عن ما كانوا يتكلمون تقدم منها ونظر لها وقال لها والإبتسامة تشق وجهه تاي:إنها خطبتي... سأخطب سونجي. نظرت له بدون ملامح تخفي صدمتها داخلها ورسمت إبتسامة مزيفة محاولة أن تجعلها حقيقية بقدر المستطاع وقالت بفرحة مزيفة وهى تحاول حبس دموعها: ألف مبروك أنا سعيدة جدا لك اتمنى لك السعادة دائما عزيزي. ولكنها لم تستطيع كبح دموعها أكثر وأخذت دموعها تهطل نظر لها بقلق وقال لها: لما تبكين؟ قالت له : إنها دموع الفرح وأخيرا سأراك عريس وأحمل اطفالك والعب معهم وحاولت أن تمزح لتخفي حزنها ولا تنكشف وسوف أراك والدا مسؤلا وتنشغل عن العاب الفيديو ضحك وقال: وأنا سأعلم أطفالي أن ينادوك عمتي. ضيقت عيناها وقالت بحدة : وأنا سأقطع لسانك قبلها. ضحك بقوة وبعدها صرخ جيمين وجونغكوك: هيااااا لنحتفل...... وأخذوا يحتفلون ويغنون ويرقصون لصاحبهم ولا يشعرون بقلبها الذي يحترق ولا بابتسامتها المزيفة إلا صديقتها التي تناظرها بحزن... لم تعد تتحمل.... قلبها يؤلمها ولا تستطيع الإستمرار في هذه المسرحية تريد أن تنهار أن تبكي أن تصرخ تريد إخراج مشاعرها المجروحة أن تظهر ضعفها هى في النهاية أنثى قد تبان قوية وباردة ولا تملك مشاعر ولكنها تبقى أنثى ولديها مشاعر إنها في النهاية إنسانة ضعيفة في داخلها.....ليست كل بسمة في وجوهنا تكون صادقة.. ليست كل مشاعرنا نستطيع الكشف عنها...أحيانا ندوس على أنفسنا من أجل غيرنا لسعادتهم ولكنهم لا يشعرون ولا يفهمون ولا يقدرون وأحيانا لا يستحقون.. قامت بنفس الإبتسامة على ثغرها ومثلت التثاؤب وصعدت لتنام أوقفها صوته تاي:" أين ذاهبة؟" ردت دون الإلتفات :"إني أشعر بالنعاس تصبح على خير". وصعدت غرفتها وأول ما اغلقت الباب نزعت قناع الفرحة والإبتسامة والقوة المزيفين وإنهارت على الأرض تبكي.. تبكي على حظها وحبها من طرف واحد... على حب عمرها الذي لن يكون ملكها... على مشاعرها التي لا تستطيع إظهارها وعليها حبسها لسعادة الكل....على وحدتها رغم وجود الناس من حولها... على عدم وجود من يحتويها وتظهر له ضعفها ويعانقها ويمسح دموعها... على عدم وجود من يواسيها ويخبرها أن كل شئ سيكون بخير... أخذت تبكي وتبكي ولحسن حظها لم يسمعها أحد بسبب صوت الموسيقى في الأسفل.. تعبت من البكاء وقامت ووقفت أمام المرآة وأخدت تسأل إنعكاسها: لما يجب ألا أفرح؟... لما أنا وحيدة؟....هل أنا سيئة؟.... لما لم يحبني؟...هل أنا لست جميلة؟....لما أكون معهم في محنتهم وإحتياجهم وعندما أحتاج أحد لا أجد؟!....لما أنا تعيسة؟.....لما لا يشعرون بي وبقلبي؟...أيجب أن اتكلم ليشعروا بي وبآلامي؟... ولكني كنت أفهمهم دون الحاجة للكلام... من عيونهم... لما لا يفعلون المثل؟..لما عليا أن أضحي دون أن يشعروا بي... لما علي أن اخبئ مشاعري؟.... لما لا أستطيع أن أعبر عن حزني وضعفي واحتياجي و......وحبي؟؟!!!....لما يجب أن أبين إني الفتاة القوية الباردة التي لا تشعر؟.... لما لا أستطيع أن أكون أناااااا؟؟؟!!!!وأنهت كلامها بصراخ وكسرت زجاج المرآة. وأخذت تبكي فهذه هى الوسيلة الوحيدة للتعبير عن حزنها و تخفيف آلام قلبها المجروح .... وأخذ الدم ينزل منها وينقط على أرض الغرفة ولكنها لم تكن تشعر بالألم فلا يوجد ألم أقوى من ألم قلبها المنكسر الآن . أخذت تبكي ولم تشعر بالوقت ولا أحد يشعر بها غير الذي كان يقف خلف الباب وكان يسمع كل كلمة قالتها.

حب مؤلمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن