الفصل الرابع عشر: هل أعرفك؟!

398 16 2
                                    

تجرد من إحساسه بما حوله، تجرد من حاسة سمعه أيضا، لامزيد من الضجيج، يكفيه إضطرباته الداخلية، ولاح شبح إبتسامة على شفتيه الدامية لما تذكر ليليا، حبيبته، الغبية تشك دوما في حبه، أو تمثل كذالك، لكنها تستحق كل الحب، ألم تتمسك به حين شعر أنه نكرة وفي أقصي مراحل ضعفه؟ يعرف خططها منذ البداية، تحججها بكرة السلة وابتسامتها التي تفضحها دوما.

أخذ شهيقا ثم زفيرا، وبعدها جال ببصره في المكان، القبو يبدو عاديا، ليس مهيئا لتعذيب الناس، بل لتخزين الحبوب والطعام، لذالك هو مليء بفتحات كبيرة للتهوئة وبالتالي فمن السهل عليه أن يخرج بمجرد تحرير نفسه، هو مربوط بسلاسل، تصدر صريرا مزعجا حتي بمجرد النفخ عليها،معني هذا أنها خفيفة وقديمة ويسهل قطعها، الأمور ظاهريا معقدة وباطنيا سهلة. لازالت لديه مشكلة جروحه، لكن الأزمة حلت لأنه وجد عباءة رئيس القرية،هكذا سيحميها من التعفن.

إنتقل من التفكير للتنفيذ، وبالرغم من الألم المتزايد بسبب التعذيب، فهو حرك يده عكس السلسة، وقطعها، تمكن من ذالك بسهولة تامة، وفعل المثل مع يده الأخرى.

مسح معصميه كي يخفف عن نفسه أثار القيود، سارع بارتداء العباءة، ذهب لدلو الماء وغسل وجهه ليفيق قليلا، ثم توجه نحو هدفه.

لم تتوقف معدتها عن الألم، كل جزء من جسدها يصرخ طلبا للراحة، وعقلها يطالب بوجود أديب حولها، جلست في الفراش بعدما إستفرغت للمرة الثامنة، ربما هذه أخر مرة، لأنها لم تتقيأ شيئا عدا بعض العصارات الهاضمة، إنتابها الدوار، وتوقفت في مكانها، لتسارع نحوها الفتاة الصغيرة. تقودها الفراش، وتساءلت بتعب
_من أنتِ؟ أين هو أديب؟

أنزلت الصغيرة بصرها، لايمكنها التحدث ستعاقب، كما أنها تشعر بالشفقة عليها، تريد بشدة مساعدتها، لكنها وحيدة وعاحزة مثلها، فمسحت على شعرها بحنية مرددة
_لابأس ياسيدتي، فترة وستمر.

لم تكن في وعيها، ظلت تردد إسمه بحيرة، هذا ليس منزلهم، وهنا لايوجد رائحته، وطبعا، لم تألف هذا المكان.

إزدت ريقها بخوف، تشعر بالجفاف، والقلق، السيء في الأمر، أنها لم تتذكر سبب قودمها، لكنها توقعته رئيس القرية، فبحثت ببصرها عن شيء تستر به جسدها من ثياب منزلها، ووجدت عباءة سوداء تركتها الحكيمة بعمد كي تأخذها، فسارعت بارتداءها، ثم إلتفتت لأزمة الفتاة، تبدو صغيرة وبريئة ومجبرة أيضا، لذالك لاذنب لها، فابتسمت إليها وقالت
_سنعقد إتفاقا.
_إتفاق!!
_أجل، تظاهرى أنني ضربتك وعنفتك، وفقدت وعيك كي أهرب أنا، لاخيار لي غير ذالك.
_بلي يوجد خيار، بعد نصف ساعة ينتهي دوامي، سنخرج معا، لن يعرفك العمال، وبعدها اهربي.
_ماذا لو كشفوك؟
_لن يحصل، لأنهم لايعرفون من تخرج ومن تدخل هناك العديد من العاملات غيرى.

الحب تضحية ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن