الفصل الثاني عشر: الوقوع في الفخ

371 16 2
                                    

حل الليل وهي مازالت مقهورة، تريد الإنفراد بنفسها أكثر، لكن بالنسبة له الوقت تأخر، وتعب من اللحاق بها، فتوجه نحوها معترضا طريقها
_ليليا دعينا نعود للمنزل..

ترقرقت الدموع في عينيها، وعجزت عن إخفاء انكسارها فسألته
_ألهذه الدرجة مللت مني؟! هل ندمت لأنك تزوجتني؟
كلماتها جعلته عاجزا أكثر، فأمسك بوجهها بين يديه مجبرا إياها على التحديق فيه
_أقسم لك إنني ضائع، أنا نفسي لا أعرف كيف تفوهت بهذا، هذا ليس أنا، بالتاكيد لم أكن لأفعل ذالك أقسم لك...

حضنته، ورمت برأسها فوق صدره، تهرب منه إليه
_أنا لا أملك سواك، ليس وكأني سأقبل بخسارتك..لن أسمح بهذا، أديب أنت الشيء الوحيد الجيد في حياتي

ضمها أكثر، هو نفسه يحتاج لمثل هذا العناق، قبل فروة رأسها وهمس
_أقسم لك، أنتِ خياري الأول والأخير، أقسم لك أنى عاجز عن التنفس في غيابك..
_أجل، أحبني حتي أخر رمق في حياتك، إجعلني موصومة في قلبك للأبد
_أنت كذالك أقسم لك...
_أنا أثق بك

ثم تبادلا القبل تحت ضوء القمر وعين رئس القرية الحاسدة وزاد عزيمة وإصرارا لتحطيم رغبة أديب، عدوه اللدود، ورسم في دماغه ألف خطة لتدميره.

حملها فوق ظهره كالفتاة الصغيرة تحت صراخها وضحكاتها، بقيا يتجولان، لم يضيع معها أية دقيقة وهو يتغزل بها،  إشتري لها علبة شوكولا، وجلسا فوق كرسي مطل على حديقة، إنطلقت في الأكل بنهم بينما وضع أديب يديه فوق فخذيه وشرد في الأفق أمامه، وعرفت هي فيما يفكر، فوضعت يدها على كتفه لتقويه

_لاتفكر ...إنسي أمر هويتك..سأكون كل شيء بالنسبة لك.. وأنت كذالك ستكون كل شيء بالنسبة لى.
نظر لها، ثم وضع رأسه فوق رجليها، وهي مسحت على شعره
_لاتحمل هم المشاكل، عملك هو تحمل حبنا.

إنفجر ضحكا، ثم عبر عما في صدره
_ماذا لو تقابلنا في ظروف أخرى؟ ماذا لو كنت مستقويا بأسرتي القوية؟
_هكذا لن تحبني، لن تفهم شعور وحدتي، لن تتقبل عائلتك أن تتزوج فتاة رفضك والدها، وحين يقبلون بك، هذا معناه أنك نسخة من أبي، وبالتالي لن أحبك...أرأيت القدر؟

أمسك بكفها وقبله بامتنان كبير، إنها كتلة متنقلة من الأمل والحب، ثم رفعت يدها الأخرى، لتغوص أصابعها بين خصلاته، وانحنت مقبلة جبينه، وبعد مدة السكوت قاطعته متسائلة
_أتريد البحث عن عائلتك؟ ماذا لو كنت متزوج من أخرى تحبها؟

هذه النقطة راودتها فجأة، أيعقل أنهما تسرعا، لكنه عالج الأمر بضحكة ورد عليها
_سأفضل أن أكون فاقدا للذاكرة، لاتقلقي بهذا الشأن.

إبتسمت مطمئنة، ستحارب لأجله العالم فهو هدية القدر لها، وتقابلهما ليس عبثيا، وبادلها أديب الإبتسامة،  وتشاركا النظرات، وبعدها جذبها لحضنه كي ينهال علي شفاهها منظفا ٱياها من بقايا الشكولاته الجانبية، وأخبرها ببساطة
_قبلة بريئة صدقيني.

الحب تضحية ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن