١٧ | ضَريبةُ الإشتياق

2.9K 339 209
                                    

لتُطبع أثآركم على ' ألكسيثيميا ' ولنَسعد جميعاً بتعلقيات لطيفة كأصحابها ..لنُمطر هذا الجُزء المُبهج ❤

___________________________

لدى النِساء غرائِز عَجيبة ، وكرامة تُعلى ولا يُعلى عليها ، تضعفُ فتُغلف ضَعفُها بأطنان من الهُدوء واللا مُبالاة ، وتَقضي الليل غارقة في نَحيبها وترتدي ضحكتُها في اليوم التالي ..

أُوليفيا دائماً ما كانت مثالاً للمرأة الجَسُورة ، التي تُقود قلبّها وعقلها في خطوط مُتساويه ، تنزعُ هزائهما كنزع الجِلد عن الجَسد وتمضي في وحدتها مُحاربه ..

ولكن هزيمتها بزَين لم تَكن عَادية ولم تَمُر مُرور الكِرام بل وُسمت في قلبها وحُفرت بأعماقها .

تنهجُ ساحبة انفاسها من أحشائها بصعوبه ، تَرمشُ بأعيُنها المُتورمه وتذرفُ دموعاً مُتتالية على وجنتيها وقول مرتجفه بخفوت " إما أنّ تَدعني أتناول دوائي او أرحل "

ردَ بهدوء " لن أرحل ..إضافة إلى أنكِ تناولتِ منها خفيةٍ مني لذا عقابُ وخيم ينتظركِ "

تشحرجَت بالبُكاء ودفنت رَأسَها في وسادة الأريكة بقهر وصاحت بصوتٍ مبحوح " دعني أنامُ ..أرجوك "

أقترب إليها وقال بقسوة " أوليفيا لِما تُكابرين ؟ يوجد علاج واحد فَقط لموجة الأرق التي ضربتكِ منذُ عُشرون يوماً ، منذُ صدكِ لزين وهذا العلاج هو زين بحد ذاته "

فتحت عينيها المليئة بالدموع وهمست بضُعف " ألستَ طبيبي النَفسي ..علمني إذاً كيف أنهضُ دون زين "

ثُم عادت مُغلقة عينيها وتحدتثَ باكية " علمني أنا أقفُ دون عُكازي ، وأن أنامُ دون نعيمي ، علمني أن أضحكُ دون بَهجتي ، علمني كيفَ أتداوى ذاتياً دون عِلاجي "

نظرَ نحوها بشَفقة وحُزن ثُم قال بليّن " أوليفيا ..أُدركُ تماماً بأنَ تركَ الشخص بعد التشَبث به أمر مُؤلم للغاية ، ولكن لا تجعلي الأمر يتفَاقم فتؤذي به نفسكِ "

أردفَ بجدية " هذه العَقاقير المُهدئه والمُنومه قد تؤدي أعضائكِ وتتردي وظائف جسدكِ فتُهلكِ "

توقفَت عن النحيب وبقت تذرفُ الدموع ناظرة إلى الخَلاء " حسناً إذاً أتخلى أنا اليوم عن مِهنتي وسأدعوكِ للعشَاء في الخارج ..نوعاً من التَرفيه عن النفس انا ايضاً بحاجه للتغير ولنَكُن أصدقاء لهذا اليوم "

هَزّت رأسها نافيه وهمسَت بذبُول " ستأخذُ في دعوتكَ هذهِ جسدٍ خاوياً بلا روح ..أعتذر إيريك ولكن لا أستطيع الخروج بهذهِ الحاله "

إعتدلت في جلستها ببُطى وتنَهدت بشِدة ناظرة إلى النافذه ليقول " أنتِ تعلمين جيداً بأنكِ يجب ان تكسري قيود هذهِ الحالة المُزرية وتَخرجي بخير مِنها قبل أن تقتُلكِ ! "

Alexithymia | اليكسيثيميا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن