٢ | الجَاره عَن قُرب

8.1K 637 273
                                    

‏وجهُها
‏كالخُبز
‏كالحُب
‏كالماء
‏كالهواء ..
‏عاديٌّ وبسيطٌ جداً،
‏لكن مَنْ يستطيعُ تجاهلَه؟!

_____________________________

" أُوليِفيا " أعادَ لَفظ إسمُها ببحَتهِ الرُجولية أثناء جُلوسهُ مُقابلتَها على الطاولة الخَشبيِه المكونه من مَقعدين

إستقَرت عَينيهَا عليه بعد أن تَفحَصَت شُقتهُ قائله بغَرابه " ألا يُشارككَ أحدهم ؟ "

كَان من المَعروف بأنَ في تِلكَ المَدينه قِيمة الشُقق البَاهضه فَتتَم مُشاركة الشُقه مع شَخصان أو أكثر ولا يملكُ شُقه إلا ذو دَخل واسِع او مَركز سِياسي هام .

مَرر شَوكته على الطَبق الزُجاجي ناظراً إِليَها بأعيُن لآمعه " أقطُنُ بمُفردي "

صَمتت مُحاولة تَجاهل فُضولها العَابث بدِاخله وقَالت بإستغراب حِين فَشَلت مُحاولاتها " ما طَبيعة عَملُك ؟ "

لَم يَجب بَل عَقدَ حَاجبيه بشَك من أن تَكون جَاسوسه دُست لمُراقبته أو شِيء من هَذا القَبيل بَل قال واضعاً الشَوكه على الطَبق " إِنها لَذيذة ، لم أتناول حلويات المَنزل منذُ زَمن "

تَجاهلهُ للسُؤال أشارَ بتَجنبه للرد مِما جَعلها تُحرج وَتقفُ بجُمود مُتجهه نَحو البَاب بصمت ليَستدير دون التَفوه بحَرف مُتابعاً خَطواتها

همسَ مُغلقاً بابهُ خَلفها " أخشاكِ بطَريقة مُتعطشه لمَعرفتكِ "

كانَ مُضطرباً جُزء منهُ مُتلهف لمَعرفة أبسَط التَفاصيل عَنها وجُزء يردعهُ لكونها مَجهولة وقد تَكون أحد المَدسوسين لمُراقبتَه في بَلد تضُج بالسِياسه ولعَمله في أحد المَرافق الحكوميه !

تَمتمَ مُمرراً أناملهُ على مَقعدها وحَيثُ كانت تماماً
" ما الضَير من حَسناء دُست في فؤادي
أن تَنقلُ جِل أيَامي وأوقَاتي
فأعيشُ في عزتِها يوماً
وتَحت ذلتها ألفَ عاماً "

___

" الوَزير طَلب رؤيتُكَ البَارحه " يُخبرهُ سَعيد أثناء إنشغالهُ بطَبع بعض الرَسائل المُراد توصيلها إلى لَندن

اومئ بِلا إهتِمام صَاباً جِل إهتمامهُ في تَمنيق تِلكَ الرَسائل

أردف سَعيد مُفترضاً " أظنُ بأنهُ سَيطلُبكَ لتَكون كَاتبهُ الخَاص "

مُجدداً لَم يَكثرت لِما يُحاول أن يُوصله سَعيد بَل قَامَ بتَرتيب الرَسائل بعد الإنتهاء مِنها وطَيها بطَريقة مُرتبة وأنهى ذَلكَ بضَرب الخَتم على جميع الرسائل ..

سأل سَعيد مُتمللاً من اجواء العمل " ألن تَعود لكِتابة المَقالات السِياسيه يا زِين ؟ ، الصُحف تَفتقرُ حمَاسها "

Alexithymia | اليكسيثيميا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن