١٩ | في عناقِ السَماء

6.3K 377 182
                                    


- الجُزء ما قبلَ الأخير -

" وتَدري أنّها امرأةٌ،
وربِّ الشعرِ ما تُنسى "

_______________________________

كُل شيء يُمكن تَجاوزهُ ، وكُل شيء يُمكن أن نتهاونَ ويُستهان بِه ..إلا خَبرَ الموت !

تِلكَ اللحظة الراسِخه التي تتلقى بِها رحيل قلباً وليسَ جسداً ، تلكَ الدقائق التي تصفعُكَ مراراً لهول الخَبر ومرارتهُ

وفي تلكَ الغُضون تتسابَق إليكَ جميع الكلمات التي لم تُقال ، والقُبلات التي لم تُعطى وحتى الإبتسامات التي لم تَرتُسَم ..

خبرَ الموت كالطلقة في مُنتصف الجَبين ، تُقسم القَلب إلى نصفين ولا يُشفى بعدها مُحب

الوزير أدريان والأب أدريان روحان مُختلفة بجسد واحد ، لم يَكن لأوليفيا يوماً بالرَجل القاسِ بل كان بمثابَة الرجل العظيم والذي يخشى عليها من الطُيور المُحلقة

كان خبر مَقتل الوزير أدريان قد وصلَ فوراً إلى أوليفيا مِما جعلَ العِبئ يخفُ عن عاتق زين ..

وقفَ أمام باب شُقتها النِصف مُغلق ليمسح عينيه المُمتلئه بالدموع بكُم سُترته الصوفيه السوداء

دخل ببُطئ مُتثاقلاً ، بجَسد مُرتجف يحاول الثبات لمُواساة شخص ثَقُلَ بالأحزان رُغم يقينه التَام بأنَ المُواساة لمثل هذا الحُزن لا تجدي نِفعاً

وهو أكثر دراية بالمعنى العميق لفُقدان الأب ، عادت دموعه تسري على وجنتيه بعد أن قام بمسحهُما فور تَذكره جسد أبيه الذي كان يستلقِ أمامه بِلا روح قبل سنوات عِدة

وقفَ أمامها تماماً حيثُ كانت تجلس على أرضية غُرفة المعيشة الخشبية بثوبها الأبيض القصير رُغم شِدة البرودة

جثَى على رُكبتيه أمامها ..وبدموع جاهدَ لحبسها حملقَ في وجهه السّاكن الذي يذرف الدموع بتتالي دون توقف " أوليفيا "

نظرت إليه ليرتجفَ فؤاده لنظرة الحُزن التي غافت عينيها لتهمس بخفوت " جفَ مائي "

وضعَ كفه على وجنتها لتُصبح سَداً لدموعها فأكملت " اطفئ هذا القَلب أنواره ، وطُويتُ بالسّواد يازين "

جذبها لتقع بين أحضانه باكية ، ويعلوّ صوت بُكائها الحاد ويتضاعف ماء عيونها ضِعفاً

مسحَ على شعرها بحنوٌ ولُطف بالغ لتتشبث بملابسه كأنهُ آخر من تبقى على الأرض ليفتح فمه مُتحدثاً محاولاً صيغ كلماته بصعوبة " لا أعلم ما قد يُمكنني قوله لكِ في مثل هذا الموقف رُغم مروري به مُسبقاً وعيشه بكل حذافير الحُزن ، ولعلَ أسوء ما قد يُمكنني فعله هو المُواساة التي لن تُعيد لكِ ما خَسرتيه ولن تنتزع هذا الحُزن عنكِ "

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 19, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Alexithymia | اليكسيثيميا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن