"دعني أفتّشُ عن مفرداتٍ
تكون بحجم شَوقي إليك."_______________________________
" هاهوَ الصَباح السَادِس دونكِ ، والشَمس تُشرق للمره السَادسة وأنا لستُ جواركِ ، أتدرُكين حَجم المُعاناة ! "
قالها مُتنهداً بتكرار أثناء وقوفه في شَرفة المنزل الواسعه رامشاً بخفه وكأنهُ يُرحب بشروق الشَمس بجفنيه
" مَحظوظه رُوما ، جعلتُكَ تتغزل بِها في الخَامسة فجراً "
أغلقَ عينيه بقوة مُنحرجاً من الإلتفات وهمسَ مُغيراً الحديث بجداره " ناوليني الكَوب الذي في يَدك ، الرائحه تَقتُلني "
ضحَكت بخفه وتقدمت نحوهُ لتُعطيه كوب القَهوة السَاخن وتَستند هيَ على سُور الشَرفه ناظره الى الشوارع الخاليه من البَشر الا قليل
إرتشفَ ببطئ من قهوته وسألَ ناظراً لشَعرها المُجدَل خلفها قائلاً " أعلم بأنكِ تُحبين النوم ولا تَستيقظين في مِثل هذهِ الاوقات المُبكره ، ما أيقظكِ ؟ "
رَفعت كتفيها " لَم تَعد أُمي تُيقظني ، فأُحاول الإعتياد على ذَلكَ ، أستيقظُ فجراُ كل يوم لا إرادياً "
إستدارت نَحوه مُتكئه على سِياج الشَرفه لتُقابله عَيناها الواسعتان وتُردف " أضافه إلى أن لديَ إمتحان مُعقد بعض الشيء "
هَمهمَ مُتفهماً وقالَ حاشراً يدهُ الحُره في جيب بِنطاله أثناء نظرهُ لخيوط الشمس المُنبعثه على عينيها " تَعلمين يا إيفلين ، في رُوما لا نَرى الشَمس ، دائماً مُتخفيه خَلف سُحب كَثيفه لذَلكَ تُحرمنا كل صُباح من مَنظر كهذا "
عقدت حاجبيها " أيّ مَنظر ؟ "
ضحكَ مُشيراً إلى عينيها " عيناكِ "
نظَرت إليه بصَمت قَبل أن تَضحك بخفه مُشيحه بنظرها بعيداً عَنه " يا للهَول ! أصبحتَ فصيح اللِسان "
إبتسَم ووضعَ الكَوب على الحَافه ثُم تقدمَ إليه في ظِل تَعجبها منه وأحاطَ بكفيه البَاردتان وجنتيها المُحمره " زين.."
قاطع تَلعثُمها قائلاً بذات الإبتسامه " سَأرحل اليوم ، قد تَعودين من الجامعه ولا تَجديني ، كانت زيارة قصيرة جداً لم أجد بها وقتاً لمُجالستك جيداً والإستماع لاحاديثُكِ بشَكل مُكثف ولكن على الأقل إطمئن قَلبي أنكِ بخير "
أردَف " إيفلين ، قد لا آتي مُجدداً إلى هُنا إلا بعد سنه او إثنتين ، لذا لتقطعي الي عهداً لا يُنكث بأنكِ سَتبقين بخير وستُحافظين على هذهِ الإبتسامه مهما كلفك الأمر ، وتلكَ الدموع لن تَنزل سوى في المُناسبات وللضرورة فَقط "
اومئت ببُطئ قائله " أعدُكَ "
ربتَ على كتفيَها بلُطف ونظرَ حوله بإرتباك ، وأعادَ النَظر الى عَينيها مُجدداً لتقول بتوتر " أهناكَ أمر آخر ؟ "
أنت تقرأ
Alexithymia | اليكسيثيميا
أدب الهواةحَملت تِلكَ الورِقه المُصفره بإشِتياق متَوغل ، مَررتَها على أنفها مُستنشقه عِبقه العَالق بِما تَبقى لدَيها مِنه وبتمتمات مُنكسرة أعادَت قِراءة رِسالتهُ الأخيرة مُجدداً : وبَقيتُ شَريداً لعينيكِ أُطالعها وقَد غَشِيَ عَقلي منْ حُسنها حُباً بحَبتي ا...