بعد أُسبوع، إستيقظت والدة ليا في الثامنة صباحاً ولم تجد ليا في غرفتها، بحثت عنها في جميع أنحاء البيت و لم تجد لها أثراً، بدأ قلقها يتفاقم على إبنتها، و قررت الأتصال بالشرطة، أمسكت هاتفها الجوال فوجدت رسالة من ليا "صباح الخير ماما، أنا الأن في القطار الراحل الى المدينة، لا تقلقي عليَّ، عندما أصل ساتصل بكِ، أعدكِ بأنني سأعود و معي أخي؛ ليكون سنداً لنا من بعد بابا، أحبكِ كثيراً.. الساعة 5:12 فجراً.. "
أكملت والداتها قراءة الرسالة و الغضب يملؤها...في القطار كانت ليا مستمتعة بالنظر من النافذة على الطرق الجميلة و هي تفكر فيما ينتظرها عند الوصول إلى المدينة، كانت تنظر بين الحين و الأخر على المسافرين، بعضهم يغط في نوم عميق، وبعضهم ينظرون مثلها من النوافذ، أنها اول مرة تسافر بمفردها، كانت تتخيل بأن والدها يجلس بجانبها و يبتسم، و تحاول رسم ملامح أخيها في مخيلتها، و تتسائل في نفسها: هل هو يشبه أبي؟ وماذا يفعل الأن؟
بعد ساعة، توقف القطار في محطة المدينة، و بدأ الناس بالنزول تباعاً، حملت ليا حقيبتها الصغيرة و حقيبة السفر و نزلت من القطار، و ثم وقفت وهي تنظر من هنا وهناك، و هي تقول إذاً هذه هي المدينة التي ولدَ وعاش بها والدي، بقيت شاردةً تحدّق في كل مكان، حتى جاء أحد اللصوص وسرق حقيبتها الصغيرة التي كانت تضع فيها النقود وهاتفها و الأوراق المهمة، صرخت ليا و ركضت خلفه حتى أصطدم اللص بشاب عابر، ثم أمسكه الشاب بقوة حتى وصلت ليا وشرطة المحطة، أخذت ليا حقيبتها و أعتقلت الشرطة اللص، شكرت ليا الشاب و قالت له: لولاكَ لخسرت أشيائي الثمينة وهاتفي شكراً مرة اُخرى.
_لا شكر على واجب يا آنسة، لكن عليكِ الحذر دائماً فاللصوص في كل مكان هُنا كما تعلمين.
_أنا من العاصمة، هذهِ أول مرة أزور المدينة، لم أتوخى الحذر لأنني رأيت الشرطة في كل مكان.
_أوه حقاً؟ أهلاً و سهلاً أنا من العاصمة أيضاً لكنني إنتقلت للعيش هنا منذ سنين، هل أساعدكِ بشيء؟
_شكراً لك، سأتدبر أمري بنفسي.
_هل لديكِ أقارب هنا لتذهبي إليهم؟
_كلا، سأستأجر فندقاً بينما أجد منزلاً صغيراً أو شقة للأيجار.
_أذاً أسمحي لي أن أدلكِ على فندق قريب.
_حسناً، شكراً لك.
_سأعرفكِ بنفسي: أنا هاري مُدرس لغة فرنسية، كنتُ أسكن في العاصمة، لكنني إنتقلت الى هنا بعد أن تم قبولي في جامعة المدينة، و عندما تخرجت توظفت هنا و أحببتُ البقاء والعيش في المدينة.
_و أنا ليا، تخرجتُ هذا العام من معهد علوم الحاسبات، سررتُ بمعرفتك هاري هل تعيش مع عائلتك هُنا؟
_كلا، أعيش بمفردي و أزور أهلي في العطلة الصيفية، منذ أسبوع تقريباً عُدت من العاصمة، و أنتِ ماسبب مجيئكِ ألى هنا؟
_ إمم السبب...(تصمت)..
_آسف ماكان عليَّ السؤال و نحن تعرفنا قبل قليل.
_لا بأس.
_ها قد وصلنا هذا هو الفندق.
_شكراً لك.
_على الرحب، و هذا رقم هاتفي إتصلي بي أن أحتجتِ لشيء، و أن كنتِ تريدين شقة للإيجار أخبريني.
_حسناً.
_الى اللقاء ليا.
_الى اللقاء.
أنت تقرأ
خريف العمر
Mystery / Thrillerفتاة عشرينية تعلم بأن لديها شقيق أكبر منها لكنه مفقود و قبل موت والداها يخبرها بأن تبحث عنه و هي لا تعرف عنه شيئاً ثم تبدأ رحلتها في مدينة أخرى للبحث عن شقيقها، ماذا سيصادفها؟ هل ستجد أخيها في نهاية المطاف؟