بعد يومين تجلس ليا في غرفتها في الفندق وهي تمسك هاتفها مترددة، أتتصل بهاري ام لا؟ وبعد تفكير طويل قررت أن تتصل به ليساعدها في تأجير شقة لها:
_ مرحباً هاري، أنا ليا.
_ أهلاً ليا، كنتُ أنتظر إتصالك.
_ حسناً، هل تستطيع مساعدتي في تأجير شقة؟ هل تعرف شخصاً يريد أن يؤجر شقة؟
_ إممم، حسناً في بنايتنا يوجد في الطابق الثالث شقة للإيجار مارأيك أن آتي لأصطحابكِ لرؤيتها؟
_ حسناً شكراً لك، سوف أتعبك معي.
_ لا أبداً لاتقولي هذا، نصف ساعة وسأكون عندكِ.
_ وأنا سأكون جاهزة.
مرت النصف ساعة وفعلاً جاء هاري على الموعد تماماً، أصطحب ليا معه وذهبا الى البناية التي يسكن فيها، أخذ مفاتيح الشقة المقصودة من صاحب البناية وذهبا لتراها ليا، أُعجبت بها وقررت أن تستأجرها، ذهب هاري وتحدث مع صاحب الشقة ووافق على تأجيرها لها، وطلب أن تُعطيه الإيجار مقدماً في اليوم التالي، وافقت وبدأت بتنظيف الشقة التي تحوي أثاثاً جاهزاً، وأصر هاري أن يبقى معها ويساعدها في التنظيف، وافقت على مضض وإستمرا ينظفان حتى الليل، أنهيا التنظيف وجلسا على الارائك وقال هاري: آنسة ليا هل تُمانعين إن أصبحنا أصدقاء؟
_ كلا هاري لامانع لدي.
_ حسناً لابد أنكِ جعتِ، سأذهب لشراء طعامٍ للعشاء فأنا أيضاً اتضور جوعاً.
_ حسناً كما تريد، رافقتكَ السلامة.
_ الى اللقاء.
ذهب هاري وبعد نصف ساعة عاد ومعه وجبة دسمة من مطعم معروف، تناولا العشاء وذهب عائداً الى منزله، بعدها إستلقت ليا على سريرها وغطت بنوم عميق، وإستيقظت في الصباح التالي على صوت طرق الباب، كان صاحب البناية، رجلٌ طاعن في السن تبدو عليه الطيبة، قال لها مسلماً: مرحباً يا إبنتي، اتيتُ لأخذ الإيجار كما وعدتيني.
_ أهلاً بك ياعم، أجل صحيح سأحضر النقود حالاً وآتِ، إنتظرني دقائق لو سمحت.
ذهبت وبعد عدة دقائق عادت ومعها المبلغ كاملاً، أعطته لصاحب البناية وغادر، عادت للداخل واستحمت وغيرت ثيابها ثم تناولت الفطور، ومن ثم خرجت بسيارة تكسي إلى أطراف المدينة، أثناء الطريق إتصل بها هاري، بدت منزعجة ثم ردت عليه: مرحباً.
_ أهلاً ليا، هل نمتِ جيداً البارحة؟
_ أجل.
_ إذاً مارأيك أن نخرج إلى متنزه أو مركز تسوق واُعرفكِ على المكان؟
_ لا، شكراً.
_ حسناً إتصلي بي إن أردتِ شيئاً.
_ حسناً، الى اللقاء.
_ الى اللقاء."هــاري" شابٌ في ربيعه السابع والعشرين، ملامحه تميل للهدوء والرزانة، عيناه سوداوان كبيرتان، طويل القامة وجسيم، ذو شخصية بسيطة وهادئة، منذ رؤيته لِـ ليا أحبها وأُغرم بها، وأحب أن يعرف سبب قدومها للمدينة..
أنت تقرأ
خريف العمر
Misterio / Suspensoفتاة عشرينية تعلم بأن لديها شقيق أكبر منها لكنه مفقود و قبل موت والداها يخبرها بأن تبحث عنه و هي لا تعرف عنه شيئاً ثم تبدأ رحلتها في مدينة أخرى للبحث عن شقيقها، ماذا سيصادفها؟ هل ستجد أخيها في نهاية المطاف؟