خريف العمر البارت الثامن

13 1 1
                                    

ذهب آشيل و قبل أن يصل للمقهى خاصته، نظر من بعيد ليرى أن الشرطة تُحاصر المكان الذي إحتجزوا فيه مارك، ومارك يقف بجانبهم يحدثهم في أمرٍ ما، فما كان منه إلا أن إتصل على آليكس ليستفهم منه عن الوضع: لقد خدعني يا آشيل، لقد إتصل بالشرطة قبل أن يصل، ونظام الـ"GPS" كان مفعلاً في هاتفه، وعن طريقه وصلت الشرطة إليه، وبمجرد أن سمعت صوت سياراتهم هربت مسرعاً حتى أنني نسيتُ أن اتصل عليك و أخبرك.
_ عُد إلى المنزل بسرعة،  وأنا ذاهب لأقتل جان مع تلك الفتاة.
_ أخشى أنها بلغت الشرطة ايضاً.
_ لا،  لأنني اخذت هاتفها عندما وصلت و اقفلته، عد إلى المنزل وسأوافيك بعد قليل.
_ اراك قريباً...
****
في الغرفة التي أحتجز فيها جان مع ليا كانت قدمي ويدي جان مقديتان إلى الخلف، مما إضطره إلى الزحف على بطنه ليصل إلى ليا، نظر إليها نظرة اليائس وقال: لماذا جئتِ؟ سيقتلونكِ.
ليا: لأنه هددني بقتلك.
_و إن يكن؟ هل أنا قريبكِ؟! أنا مجرد مرتزقة أعمل مقابل المال، لا شأن لكِ أنتِ.
_لكنك بسببي في خطر.
_و أنتِ في خطر أيضاً، سيقتلنا نحن الأثنان.
_لا بأس على الأقل لن أشعر بتانيب الضمير.
_هل أنتِ مجنونة؟ ماذا عن أخيكِ الذي تبحثين عنه؟ و أمكِ؟
_أخي أذا كان حقاً أحد أفراد هذه العصابة؛ فأنا لا أريده، و لا أُريد لقائه، هذا ما أدركته بعد أن رأيت آشيل و الشر يتطاير من عينيه، كنت أظن الأمر سهلٌ و بسيط؛ كـأن أجده، و عندما يعلم بأن له عائلة سيترك العصابة و يأتي معي، لكنني أدركتُ بأنني أُفكر بغباء، الأمر أكثر صعوبة وخطر.
_أنتِ فكرتِ بغباء فقط عندما جئتِ إلى هُنا.
_حسناً أنا غبية، فهمتُ ذلك.
_لستِ غبية، أنتِ أفضل و أنبل فتاة قابلتها في حياتي، و طيبة أيضاً، و جميلة جداً...
شعرت ليا بالخجل و قالت له: شكراً لك، أنا لستُ نادمة لأنني جئت، سمعتُ هذه الكلمات كثيراً في حياتي، لكنني شعرت بأنها حقيقية عندما قلتها أنت.
_لقد قلت بداخلي بما أننا سنموت؛ على الأقل لأرفع معنوياتكِ قليلاً .. ضحكت ليا و قالت: أفهم من كلامك بأن عليَّ رفع معنوياتك الآن؟!
_كلا لا أحتاج لذلك، لا أُريدكِ أن تكذبي.
_و لما قد أكذب، سأذكر محاسنك فقط.
_لا محاسن لدي، دعينا من هذا، أتستطيعين تحريك كفكِ وأصابع يديكِ؟
_نعم لماذا؟
_توجد سكين صغيرة في جوربي، هل تستطيعين إخراجها؟
_ماذا ستفعل بها؟
_سأقتلكِ بها بالطبع، حاولي أن تخرجيها لنفك حبالنا و نهرب قبل أن يأتي ذلك الحقير ياذكية.
_حسناً، سأُحاول.
_من الجيد أنه لم يُقيد يديكِ إلى الخلف..
حاولت ليا جاهدة بأن تسحب السكين الصغيرة من جورب جان بأصابعها الناعمة و بتشجيع من جان أخرجتها، و بعد نصف ساعة من المحاولة في قطع حبال يد جان أستطاعت أخيراً تحرير يديه ثم أخذ السكين و قطع الحبال التي تقيدها و حبال قدميه، و وقف و بحث عن نافذة أو أي شيء مفتوح ليهربوا منه لكن دون فائدة، والباب من حديد لا يستطيع تكسيره، شعرَ جان بخيبة أمل كبيرة، ليس لأجل نفسه بل لأجل ليا؛ فقد كان يُريد حمايتها و إبعادها عن الخطر، أما ليا فقد كانت جالسة و ترتجف من البرد بسبب رطوبة المكان والجو، شعرَ جان بالأنزعاج والحزن عندما رأها هكذا، جلسَ بجانبها و قال: لا تخافي و لا تقلقي ستكونين بخير و ستعودين بأمان إلى العاصمة.
_أنا لستُ خائفة، أنا فقط أشعر بالبرد.
_أعذريني لو كنت أرتدي معطفاً لألبسته لكِ كما يفعلون في الأفلام لكنني كما ترين  أرتدي الملابس الصيفية دائماً حتى في فصل الشتاء.
_شكراً لك، لا أحتاج لمعطف.
_فكري معي بطريقة للخروج من هنا قبل أن يأتي ذلك الحقير.
_ها أنا ذا أُفكر.
_لو كان يوجد هنا شيء يقطع الحديد.
_للأسف لا يوجد سوى مفتاح رنش.
_أحتاج هذا للدفاع عن أنفسنا، من حسن الحظ أنه كبير...

خريف العمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن