خريف العمر البارت التاسع والأخير

27 1 1
                                    

وضعنه على السرير، و أحضرت المرأة العجوز مطهر جروح و بدأت بتعقيم جرحه العميق، و من ثم بدأت بخياطته، كان جان يتألم رغم أنه فاقد الوعي، كانت كلما أدخلت إبرة خياطة الجرح  في جرحه يفتح عينيه و يصرخ، و ليا كانت تبكي بصمت في زاوية الغرفة، أكملت المرأة خياطة الجرح و قالت لـليا: لا تقلقي سيكون بخير، لكن أخبريني كيف وجدته ؟
ليا: وجدتُ ماذا؟
_شقيقكِ.
_لم أجده بعد.
_إذاً من هذا؟
_إنه أحد المرتزقة كان يساعدني في البحث عن أخي.
_لكنه يشبه شقيقك، عندما فتح عينيه تذكرت عينا الصغير قبل 24 عام.
_هل أنتِ متأكدة؟
_للوهلة الأولى عندما فتح عينيه ظننته شقيقكِ.
_لكن لا توجد حبة خال على يده.
_كلتا يداه مشوهتان، ربما التشوه أخفاها.
_لكنه لم يخبرني بأن في يده حبة خال.
_ربما ليس هو حقاً،  تشابه في العيون ليس إلا.
_لكنكِ أخبرتيني سابقاً بأنكِ لا تذكرين لون عينيه.
_صحيح، لكنني عندما نظرت إليه عندما فتح عينيه قبل قليل، شعرت بأنه هو تذكرت الطفل و لون عيونه و نظراته.
_لابد وأنه حقاً أخي، فمنذ المرة الأولى التي رأيته بها شعرت و كأنني أعرفه منذ وقت طويل أو لنقل شعرتُ أنه شخص مقرب.
_ربما ليس هو.
_سيدتي إيمكنكِ أن تشيري إلى الجزء في يده الذي كانت فيه حبة الخال.
_بالطبع، أنها هنا (تُشير إلى عضده) كانت كبيرة و بارزة.
_أنها في عضده وليست في يده.
_أنها هنا هذه هي يده.
_لماذا لم تخبريني منذ البداية بأنها في عضده؟!
_هي يده، لستُ خبيرة في أجزاء الجسم و اليد، أسأليه عندما يصحو، سأذهب للنوم.
_بكل تأكيد، شكراً لكِ أتعبتكِ معي و أقلقت راحتكِ في هذا  الليل.
_على الرحب...

تسارعت نبضات قلب ليا و هي تنظر إلى جان و تقول بداخلها: أتمنى أن يكون أخي حقاً..
في هذه الأثناء رنَ هاتف جان، المتصل: مارك. أجابته ليا و طمأنته عن جان و أخبرته بأن يغط في نوم عميق و عندما يصحوا ستخبره ليكلمه... ثم تذكرت هاتفها أخرجته و فتحته ووجدت الكثير من الرسائل من هاري، و رسائل تُشير بأنه أتصل عليها كثيراً... أرسلت له رسالة محتواها: أنا بخير لا تقلق، سأعود غداً... بعد لحظات أتصلَ هاري، أجابته وتحدثت معه قليلاً وأخبرته بأنها مُتعبة و ستنام، ثم عادت وجلست بجانب سرير جان و هي تنتظره بأن يصحوا حتى غلبها النوم، و في وقت الفجر صحت على حركة جان فقد نهض من سريره، فتحت عينيها و قالت له: إلى أين تذهب؟ هل أنتَ بخير؟
_أنا بخير، ذاهب إلى الحمام..
و بعد قليل عاد جان من الحمام و سألته: هل كانت لديك حبة خال في عضدك؟
_نعم، لماذا تسألين؟
_أين هي؟
_هل أنتِ مجنونة؟  تسألين ماتُريدين في أي وقت!؟
_أجبني فقط لماذا لا توجد حبة خال في عضدك؟
_عندما أحترق جسدي ودخلت للمستشفى للعلاج، طلبت من الطبيب أن يُزيلها، لأنني أكرهها منذ وقت طويل...
تتساقط دموع ليا رغماً عنها و تحضن جان و تقول: أنا لا اُصدق؛ أخيراً وجدتكَ يا أخي.
جان: مالذي تتفوهين به؟ أنتِ مجنونة بالفعل.
_لستُ مجنونة أنت أخي حقاً، أخبرتني القابلة بذلك.
_القابلة!! و ما أدراها بقصة شقيقكِ؟!
_سأخبرك...
أخبرته ليا بكل شيء لكنه لم يقتنع بأنه أخوها، أخبرها قائلاً: لابد وأن هذه المرأة عجوز خرفة.
لكن ليا كانت مُصرة، و قالت له: أسمح لي بأن آخذ عينة من شعر رأسك لنتأكد.
جان: خذي شعري كله؛ فقط دعيني أنام، سيحل الصباح و أنا لم آخذ كفايتي من النوم.
ليا: على فكرة أنت شقيقي حقاً، حتى أنك تشبه والدي لاحظت ذلك الأن.
_أوه هل والدكِ اللعين كان جميلاً لهذا الحد؟
_لا تقل عن والدنا لعين.
_والدكِ أنتِ فقط، أنا لستُ شقيقك و لا أُريد أن تكون لي أخت مثلكِ.
_لماذا؟ هل أنا سيئة؟
_كلا، أنتِ مزعجة فقط، سأنام فأنا رجل مُصاب بأطلاق ناري و جرحي مَخِيط بدون مخدر، و أنتِ تزعجيني بسبب كلام عجوز خرفة.
_معك حق أخي، نم بهناء و اتمنى أن تستيقظ و أنت بحال أفضل.
_تباً...(يغطي وجهه و ينام.)...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 12, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

خريف العمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن