خريف العمر البارت الخامس

19 1 1
                                    

إستأجر هاري سيارة أجرة، و أنطلق مع ليا ألى أطراف المدينة؛ حيث المرتزقة والعصابات، كانا يسيران والجميع ينظر أليهما و كأنهم يُريدون بهما الشر، شعرت ليا بالخوف و قالت لـهاري بتوتر: إنهم مُخيفون!
هاري: لا تقلقي لن يؤذننا، ثم أنا أخبرتكِ أن أذهب بمفردي ولكنكِ أصريتِ على المجئ.
_ ومع ذلك لستُ نادمة، أُحب إستكشاف الأماكن و المغامرات، لكن أين يسكن المرتزقة الذين أخبرتني عنهم؟
_إنهم في الأتجاه الأيمن بعد نهاية هذا الطريق، إقتربنا كثيراً.
_لكن كيف عرفت مكانهم؟ هل تعرفهم؟ قد تكون منهم من يدري؟
_ لا أنا لستُ منهم،  وأكرههم بشدة، لكنني أعرفهم نوعاً ما، فقد أستعان بهم مدير مدرستنا في مهمة قبل سنة تقريباً.
_ هكذا إذن...
بعد دقائق قليلة وصلا الى منزل قديم، رثٍ، طرق هاري الباب، و فتح الباب شابٌ وسيمٌ جميل الملامح، تفاجأت ليا برؤيته؛ لأنها كانت تظن بأن المرتزقة كبار بالعمر، قبيحون، و ذوو ملامح مخيفة، قال الشاب موجهاً كلامه لـهاري : هذا أنتَ ثانية؟ تفضلا بالدخول، و أخذهم الى غرفة تعمها الفوضى، جلسا على أريكة قديمة، وقال: إنتظرا هُنا، سأنادي القائد فوراً، ذهب منادياً شخصاً يدعى جان، حضر المدعو بالقائد وهو ينظر إليهما بإنزعاج بان على ملامحه الوسيمة، جلسَ قبالتهم على كرسي قديم و قال: ما الخدمة التي تريدان أن نقدمها لكما؟
هاري: نريد منكم إحضار نسخة ملف ورقي من الميتم.
جان: ملف ماذا بالضبط؟
_ملف الأطفال الذين أحضروهم للميتم في بداية سنة 1997.
_لماذا تُريدان الملف؟
_إنها قصة طويلة، ولا أعتقد أن من شأنكَ معرفتها، لكننا بحاجة أليه.
_و أنا أعتذر لكما، لا نقبل هكذا مهمات، يمكنكما المغادرة.
ليا: مهلاً، سأعطيك المبلغ الذي تُريده.
جان: قلت بأنني لا أقبل بهذه المهمة، لم نصِل للمال أصلاً.
ليا: لماذا ترفض؟! أليس عملكم أن تفعلوا مايُطلبُ منكم من أجل المال؟! و أعتقد بأن هذه المهمة سهلةٌ بالنسبة لكم.
_بلى، وأسهل مما تتظنين.
_إذاً، ماسبب رفضك؟
_أنا حُرٌ في القبول أو الرفض، ولستُ مجبراً علىٰ التبرير.
هاري: حسناً، أنتَ ترفض، هل جميع أتباعك يرفضون أيضاً؟
_لعلمك فقط، عندما أعترض أنا فلن يجرؤ أيٌّ من اتباعي على العصيان، قلت لا يعني لا..
في هذه اللحظة يدخل الشاب نفسه الذي فتح لهما الباب و يقول لـجان: لم يحالفني الحظ هذهِ المرة، لم أستطع إختراق الحساب يبدو بأنه محميٌ جيداً.
رد جان عليه: سنتحدث لاحقاً في هذا الموضوع "ثم ينظر الى ليا و هاري" قائلاً: لماذا لا تغادران!!
ليا "و هي تنظر ألى الشاب( مارك): أستطيع إختراق أي حساب أو موقع، يمكنني مساعدتك.
تفاجأ مارك بكلامها، و إنتبه عليها و قال في نفسه: فتاة شديدة الجمال و تُجيد الأختراق، ماذا تفعل هنا!!؟
أما هاري فقد كان مصدوماً بكلام ليا، ثم قال مارك: حقاً؟؟
ليا: نعم.
جان محدّثاً مارك: لابد و أنها تكذب.
ليا ترد عليه قائلةً: أنا لا أكذب، فأنا خريجة معهد تقنيات الحاسوب، و لدي خبرة في كل شيء يخص الحواسيب من تطبيقات و برامج وإختراق مواقع.
مارك: رائع، سأحضر حاسوبي المحمول حالاً.
ليا: لكن لدي شرط.
مارك: ماهو شرطكِ؟
ليا: أن تَحضر لي نسخة من ملف ورقيٍّ من الميتم، أو تصور لي صفحاته، وكذلك سأعطيك ماتُريد من المال.
مارك: موافق بدون مال، في حال أخترقتِ الحساب حقاً، سأحضر الحاسوب.
أنزعج جان لأن مارك تجاهل كلامه، بينما هاري همس لـليا قائلاً: لماذا ستساعدينه في الأختراق؟! أنهم مجرد عِصابة و لا تعرفين الحساب الذي سيخترقونه لمن ولماذا؟! ربما سيؤذونه و يبتزونه.
ليا: إن لم أفعل ذلك أنا، سيفعله غيري و الأهم من ذلك عندما أصل للملف سأعرف مكان أخي...
جاء مارك و هو يحمل حاسوبه الشخصي و جلسَ بجانب  ليا، ثم قال: هذا الحساب المطلوب إختراقه، و هذهِ برامج الأختراق التي لدي.
ليا: حسناً، ليس معقداً كما تظن، إنتظرني عدة دقائق فقط...
بدأت ليا بالعمل و كان مارك يراقبها بشغف و هو مسحورٌ بجمالها، فتحت ثغرات في الحساب، وبعد دقائق قليلة أخترقت الحساب بالكامل، و قالت لـمارك: إنتهيت، تم الإختراق، هل تحتاج لشيء آخر؟
مارك: أنتِ أسرع مما توقعت.
ليا: لازلت عند وعدك، صحيح؟؟
مارك: بالتأكيد، تعالي غداً وقت العصر أو الظهر و سيكون بين يديكِ، لكن أخبريني ملف ماذا بالضبط؟؟ "أخبرته ليا بتفاصيل الملف" قال لها: ليس الملف فقط عيناي لكِ أيضاً.. 
إنزعج هاري من كلام مارك وقال له: نريد الملف فقط، عيناك أبقها في وجهك،  ثم وجه كلامه لـليا: لنذهب الأن.
ليا:حسناً، إلى اللقاء، مارك، جان.
مارك: إلى اللقاء ليا..
قال جان لـمارك: أصدقني القول هل ستحضر لهم نسخة من الملف حقاً؟
_نعم، سأذهب بعد منتصف الليل و أتسلل الى الميتم و اقوم بتصوير صفحات الملف، و اقوم بطباعتها و أسلمها للفتاة، لكن الفضول سَيقتلني لماذا تحتاج الملف برأيك؟
_لا أعلم، أنه الملف الذي يحتوي على معلوماتنا و معلومات الأشخاص الذين كانوا معنا في الميتم.
_سأكتب إسمها في البحث على الفيس بوك، ربما أجد معلومات عنها، على أي حال سأذهب الليلة.
_كلا! لن تذهب أنت، سأرسل أحد الرجال، عملك يقتصر على الحاسوب فقط، لا أُريد المزيد من المشاكل بسببك.
_هل تشك بقدراتي كـسارقٍ و متسلل؟!
_نعم.
_جَرحتَ مشاعري، رغم ذلك سأذهب بنفسي، لأنني وعدتها.
_هكذا إذاً.
_نعم (يغمز له).
_غبي.
_ أعلم ذلك، سأكمل عملي على الحاسوب الأن...

خريف العمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن