اعتراف داخلى

703 29 2
                                    

وقفنا البارت اللى فات اول ما حنين دخلت البيت وهو بيتحرق وحازم دخل وراها ومعرفش يشوفها وهنشوف ايه اللى هيحصل النهاردة قراءة ممتعة😘😘
*************
حنين: بس انا هدخل
حازم بعصبية حنين....حنين روحتى فين يا مجنونة حنين.....ردى عليا انا مش شايف حاجة
بنبرة كلها خوف وقلق ....حنين حنين....انتى فين
حازم بنبرة كلها حزن وعياط: حنين.... اصحى يحببتى اصحى يا دكتورتى....حنين ابوس ايدك اصحى...لسة عايزة اقولك على حاجات كتير وفى هذه اللحظة الاسعاف وصلت واستطاع رجال الاطفاء السيطرة على الحريق
حنين فى عربية الاسعاف وقد بدا اثار الحريق على يديها وبعض الدخان على وجهها لكن حازم ظل ممسكا بيديها جيدا لم يفلتها لحظة واحدة يتأمل فى رموشها الطويلة وخدودها الحمراء التى لم يتأثر عليها حريق ووجهها الابيض الملائكى الذى يوجد عليه بعض دخان الحريق لكنه لا ينقصها جمالا بل يزيدها والله، يقول فى نفسه متى احببتك الى هذه الدرجة وكيف لقد اقسمت من قبل انه لا يوجد حب ومهما حصل لن انخدع ببراءة اى فتاة ولكن ماذا حدث الان يا حبيبتى ،احببتك!! وكيف لا احبك وبراءتك تكفى لترويض اسد.....احببتك ولن احب بعدك نعم انا احببت طبيبة!!
وهنا وصلت سيارة الإسعاف وقاموا بأسعاف حنين واتصل بعامر ومنار واخبرهم وطمنهم على حنين لكنهم كانوا فى نفس المستشفى مع ام عامر ولذلك لم يذهبوا لحنين الا قليلا لانهم ايضا كانوا مع ام عامر
فى اليوم التالى استقيظ حازم على صوت حنين وهى تبكى بشدة فوجد نفسه لازال يمسك يديها وبشدة لكنه لم يكترث لهذا الاهم لماذا تبكى حبيبتى
حازم: انتى بتعيطى ليه
بمجرد ما سألتها السؤال ده وهى انهارت طلبت منها انها تحكيلى قولتلها بيت وانحرق ده نصيب بس كنت لما اكلم تعيط اكتر مسكت ايديها وشديت عليها وقولتلها ما تخافيش فقالت: الذكرى الوحيدة اللى كانت باقية من امى كانت فى البيت ده صورتى وصورتها الحاجة الوحيدة اللى اول ما اشوفها بستريح قولتلها احكى قلبي سامعك بس من غير عياط سرحت حنين قليلا ثم قالت

" حظي كان اني اتولد بين اسره مفككه  بين اب مهندس ( مروان) وام ليسانس اداب بس مش بتشتغل ( حياة)
بابا مكنش بيحب ماما مش دى المشكلة....المشكلة ان بابا كان حريص انه ينقل  شعور الكره ده ليها.. انا فاكرة كويس اول ما كنت صغيرة انه كان بيقارن بينها وبين نجمات الاعلانات ويسخر من قوامها ومن شعرها مع ان امى كانت جميلة جدا امى كانت دايما ادخل عليها اوضتها الاقيها بتعيط بس هى عمرها ما خلتنى اعيط زيها او حاولت تنقلى الشعور ده لا كمان اول ما ادخل عليها كانت تحضنى جامد اوى كأنها تقول لى انى الوحيدة اللي بحبها كنت بستنى  منها انها تفرغ غضبها فيا مكنتش هزعل بس لا بالعكس كان كل ما بابا يزعل امى كانت بتحضنى اكتر وتقولى خليكى معايا انا مليش غيرك انا فاكرة كويس اول ما كان بابا بيخرج برا كانت بتطبطب عليا وتحكيلى على طفولتها وان امها ماتت وهى صغيرة وزوجه ابيها هى من ربتها واد ايه كانت قاسية عليها كانت بتحكيلى القصص وانا كنت بستمتع جدا بالحكايات دى، بابا كان بيدخن بشراهة وامى قالتله ان السجائر حرام ومضرة لكنة لم يستمع اليها وكان يجرح انوثتها ، كان ابي يعاير امى بوحدتها وان ليس لها احد تلجأ اليه لان ابيها وزوجة ابيها لن يفتحا بابهما فعلمتنى ان مهما حصل لا اعيب اى حد لأنه ليس لديه عائلة لان هذا سيكسر قلبه ابى لم يكن يصلى بينما امى كانت تصلى وتقول لى ان ادعو لأبى امى قالت لى ان الله غفور رحيم ويسامح المخطئ فأحببت الله كان ابى يضرب امى ويذلها وعندما كان يذهب كانت تحضنى بقوة وتقول لى انى مخبأ اسرارها وملجأها الوحيد فكنت اشعر بالمسئولية والحب الذى كانت تعطيه لى اتذكر فى يوم ان ابى جاء الى البيت سوف اتزوج عليكى ولن اطلقكى ولن ارسل لكى نقود فقالت له فى اسى افعل ما تحب حتى هذا الرد صعقنى انا وانا كنت صغيرة لا افهم شئ تسألت لما تفعل ذلك لماذا تستحمل ظلم ابى واهله لماذا تتحمل الضرب والإهانة لماذا تتحمل الشعور الذى يقدمه ابى لها على انها خادمة لا اكثر فسألتها لماذا
قالت لى لاجلك
قلت لا افهم
فقالت لكى لا تعيشى بدون اب تحملت الضرب والإهانة والظلم لكى لا تعيشى بدون حضن يحميكى ويراعيكى تحملت انه يتجوز عليا عشان ما نجرجرك ورانا فى المحاكم استحملت عشان ما يخأذك منى عرفتى ليه يا حنين استحملت
انا فاكرة فى اليوم ده كويس انى قولتلها انا مقدرة تضحياتك بس انا كل اللى شايفاه انى فعلا عايشة من غير اب، اب ما بيدعمنيش، اب اول ما يشوفنى بعمل حاجة جديدة يقولى ما تحاوليش كده كده مسيرك بيت جوزك، اب ما انكسفش انه يشتمك او يضربك قدامى اب عمره ما خدنى فى حضنه ولا قالى بحبك ولا عمره ندهلى بأسمى انا عندى 12 سنة وعمره ما عمل حاجة من الحاجات دى الحقيقة يا امى ان تضحياتك علشانى ما كنتش فى محلها الحقيقة انك كنتى الاب والام والصاحبة وكأن بابا مش موجود فى حياتنا انتى قمتى بدور رائع ولست مقصرة ولن تقصرى فى حقى ابدا
قالت بأسي انا اسفة انى حطيتك فى الموقف ده كان نفسي تنشئ بين ابوين مستقرين وبالفعل لقد تطلقت امى ولم تأخذ منه اى شئ استأجرت امى بيت وبدأت فى الشغل لأنه كان لا ينفق علينا بدأت امى بصنع التورتات للمعارف والمحشى وانواع من الكفته وتقوم ببيعهم..... بكيت وقلت لها لا ما تعمليش كده، قالت فى اصرار الحلال مفيهوش عيب لم تقل يوما انا بتعب علشانك كانت تسهر وتطبخ لهؤلاء دون شكوى كانت دائما مبتسمة راضية
ابى طلق زوجته وعاد ليفضحنا ويتشاجر مع الزباين فبكت فقلت لها لا تبكى انا اكره هذا الرجل فقالت لى اوعى تكرهى ابوكى الاب اب مهما حدث ادعيله وحبيه قالت لى ان الابن عملك المستمر كيف اخذلها وهى ترانى عملها المستمر لم اترك الصلاة يوما لانها قالت لى ان الصلاة روح المؤمن كانت تضاعف مجهودها بالثانوية العامة لأجل الدروس فضاعفت مذاكرتى ايضا هى كانت من تصرف على ليس ابى كما قلت لى يوم التخرج وانا كنت بشتغل وبكمل بعدها
حازم : لا دقيقة واحدة هاقطعك يعنى انتى كنتى بتشتغلى وتذاكرى فى نفس الوقت عشان كده كل ما نقولك تعالى نخرج تتحججى وانا اللى كنت فاكرك متكبرة
- لا يا حازم انا مش متكبرة ولا حاجة انا كان عندى اولويات تانية فاكرين اليوم اللى انتوا قولتولى تعالى نحتفل بعيد ميلادى قولتلكوا لا مش فاضية ساعتها كلكوا زعلتوا بس انا كان عندى حاجة اهم من عيد ميلادى المشؤم كانت امى بتطلبنى كانت عايزانى كانت بتعيط وبتستنجد بيا دخلت لقيتها مغمى عليها ومش بترد عليا غرقانة فى دمها بيقولوا انتحرت بس لاء امى كانت مؤمنة جدا عمرها ما تعمل كده فى اللحظة دى الدنيا وقفت دماغى وقفت ازاى دى امى اللى عمرها ما سابت صلاة وعلى طول بتحمد ربنا معقولة تكون قتلت نفسها الجيران قالو انى قبل ما اجى بابا جه لماما ومعاه واحد عنده اكتر من 60 سنة وجايين يشترونى بالرخيص امى رفضت وصوتت ولاول مرة تزعق فى وش بابا على جثتى بنتى تتباع وتعيش نفس عيشتى بيقولوا انها انتحرت من الصدمة والصورة اللى ولعت دى كانت الحاجة الوحيدة اللى بقيت منها
امى كانت ام مثالية جدا حتى وصيتها ليا قالتلى اوعى تقطعى مع ابوكى ده مهما حصل ابوكى
- حازم: كل ده يا حنين كل ده بيحصل وانتى ساكته مش احنا اصحاب هو ده كلامك احنا مش هنخبى حاجة على بعض وهنحل مشاكل بعض كل ده عشتيه واحنا مش حاسيين بيكى كنتى بتذاكرى وتشتغلى وشايلة هم محدش يقدر يشيله ليه كده يا حنين
حنين: عايزنى اقولك ايه اقولك امى وابويا مطلقين وانا عمرى ما عشت حياة طبيعية زى بقيت الاطفال احكيلك اد ايه انا كنت بنام من كتر الخوف خايفة أبويا يجى يعمل حاجة فينا فى الوقت اللى المفروض انى احس بالامان وهو موجود اقولك ايه ولا ايه فى حاجات مينفعش تتحكى ولا تتقال وبنضطر نحبسها فى قلبنا وكل يوم بتسيب علامات فى قلبنا اكتر واكتر لمجرد انها مش هينفع تتحكى
-حازم: حنين، اوعدينى
حنين: حاضر مش هخبى حاجة عليك تانى
حازم: وحاجة كمان اعتبرينى ابوكى واخوكى يعنى ما تنكسفيش منى ولا تزعلى منى فى يوم انتى عارفانى دبش اتفقنا
لسة حنين هترد لقت دكتور عمر دخل عليهم
حازم بصوت مش مسموع اهو جه الدكتور الملزق
عمر: اهو كويس اوى انتى دلوقتى بخير بس ايه القمر ده دكتورتنا مش هتقوم بالسلامة بقا ولا ايه
حازم: ده من زوقك والله بس تعالى شفها من غير مكياج هتلاقيها عنتر فى نفسه اوى والله، وبعدين دكتورتنا مين يفندم انت لسة عارف انها دكتورة امبارح محسسنى انها بتشتغل معاك فى المستشفى من 20 سنة
حنين: انا شبه عنتر ماشى يا حازم
عمر : مين اللى قال كده ده انتى زى القمر
حازم وقد احكم قبضته وتطاير شرر الغيرة من عينيه فلاحظت حنين فنظرت له نظرة كأنها تقول له نحن فى المستشفى ارجوك لا تفعل فهى تتذكر جيدا عندما كانوا فى الجامعة ماذا حدث للولد الذى قال لها احبك فلم يبقى فى جسده مكان سليم اظن انه الان المريض وليس الدكتور وكيف كان حازم هينطرد من الجامعة بسبب هذا الولد لولا معارف والده فهى الان لا تريد ان تحدث مشكلة وهنا!!
حازم وقد رأى نظرة الرجاء التى فى عين حبيبته فوضع يده فى جيبه لانها فعلا تريد ان تتمرد وتطبع بصمات على هذا الوجه فقال بصوته البارد وكأنه لا يهمه ولكنه فعلا يغلى من داخله ويتوعد لحنين طب يا دكتور لو خلصت كشف على حنين بعد اذنك عشان نتسريح بقا من الارف ده
عمر: الف سلامة عليكى يا حنين
حازم وقد عادت له روح السخرية لان هذا الدكتور الملزق سيغرب عن وجهه الان قائلا له بكل برود الله يسلمك يا دكتورتنا
حنين: هو انت اسمك حنين بترد ليه
حازم: الدكتور ده مش نازلى من زور وعامل من ساعت ما دخل يبص بصات غريبة ومش عاجبانى
حنين بصوت فيه امل تريد ان تستفزه وانت مالك
فقرب منها حازم والغضب والحب واضحين على وجهه وقال................

*****************

يترى مين عمر ده
ويترى حازم هيقول لحنين انه بيحبها ولا الكبرياء والبرود سيسيطر عليه ايضا
يترى حنين هتعد فين بعد ما بيتها اتحرق
هنشوف البارت اللى جاى💜💜

احببته طبيباحيث تعيش القصص. اكتشف الآن