I

759 77 5
                                    


اِسترجلا مِن السيّاره ليقِفَ أمامَها ليلًا تحتَ ضوءِ القمر.

.."شُكرًا، لقد كانَ اليومُ رائِعًا بحق"..

هيَ كوّنت جُمله صادقة تحتوي القليلَ مِن مشاعِرها السعيده.

.."طابَتْ ليلتُك"..

ودّعتهُ ليُلوّحَ لها باِبتسامه.

.."ميل"..

سمِعتْ اِختصارَ اِسمها من بينِ شفتيه، هيَ أصبحَتْ تُحبُّ اِسمها فجأه وستعدِلُ عن قرارِها في تغييره.

اِستدارتْ لهُ بعينينِ لامعه، وكأنها هيَ حتى لم تكُن تريدُ الاِستدارة.

اِقتربَ مِنها طابِعًا قُبلةً على جبِينها.

.."طابتْ ليلتُكِ فطيرتي الحُلوه"..

هوَ دائمًا ما يُغازِلُها بكلِماتِهِ المعسوله.

لكن الآن القُبله أثّرت على دواخِلِها بشدّه، حتّى ظواهِرُها قد تمرّدتْ واِحمرّت.

استدارَ قاصِدًا سيّارتِه، بعدما شبّعَ عينيهِ بتلكَ السيماءِ اللطيفه.

لكن أوقفهُ سماعُ اِسمِها الذي خرجَ مِن ثغرِ رجُل، وبالتأكيد هذا ليسَ صوتَ جونغكوك.

عقدَ حاجبيهِ وعادَ مُستديرًا ناحيتهما.

.."متى ستدفعبنَ الإيجار؟!، لقد مرّ يومان بالفعل على الدفع"..

هيَ تمنّت أن تنبعِجَ الأرضَ وتبنلِعُها، مِن أينَ خرجَ هذا الآن.

.."أنا حتمًا سأُحوّلُها لكَ الآن"..

هربَتْ إلى شقتها وهيَ تدعي أنّ الكهل لم يرَ شيئًا، لأنّه سينشِرُ الخبرَ في الحيّ حتمًا.

عادَ الكهلُ وأخبرَ زوجتهُ التي نقلتْ الخبرَ إلى جاراتِها معَ القليلِ مِن البُهارات، ممّا أدّى إلى إصرارِ أمّها على دعوتِهِ للعشاءِ بعدما أخبرتهُم بأنهُ خطيبُ اِبنتها لتحطيمِ رؤوسِهِم، وميل بالطبع هيَ مَن ستطبُخ.

معَ إلحاحِ والِدتها على طبخِ ثلاثِ أكلاتٍ لا تحتوي على الباستا أو مكوّناتِها بأي شكِل مِن الأشكال.

.."هل تأكُلُ دائمًا مِن المطاعِم؟!"..

.."نعم، أكُلُ معَ أصدقائي الدَجاجَ دائمًا"..

أمّها مثّلت باِحتراف تُظهرُ حُزنها.

.."يا إلهي يا بُنيّ، وَجَبَ عليكَ الزواج، لا تقلق إن لم تجِد أحدًا، اِبنتي مُتاحه"..

هوَ شجّ في الماءِ الذي كانَ يبتلِعُه، وهيَ أحرقَت اِصبعها بالخطأ بوضعِهِ على القِدر.

لكنها مثّلت أنها مُنشغِله بالطبخ ولم تسمع حديثهُما.

لكن ذلكَ المسكين لم يجِد مخرجًا.

.."قريبًا يا أمي"..

هوَ حَكّ أنفهُ بإحراج مُنزِلًا رأسه، يخطفُ نظراتٍ للتي تُعطيهِم ظهرها.

.."يا أنا أريدُ تسميةَ أوّلِ طفل"..

وهذا جونغكوك الذي ما يزيدُ المواقِفَ المُحرِجه إلّا إحراجًا.

'لعين'

صرخت بعقلها والحُمره قد اِستولت على وجنتيها.

تودُّ قرصهُ في فخذِهِ كآخرِ مرّه ليصمُت.

.."آسفه، كانَ اليومُ مُحرِجًا بشدّه"..

اِعتذرت مِنهُ بعدَ إصرارِ والِدتها على الخروجِ معه.

.."لابأس، طعامُكِ لذيذ جدًا"..

هوَ لا يعلمُ أنها تطبُخُ هكذا لأوّلِ مرّه.

والمديحُ مِنهُ ومِن عائلتها يجعلُ رأسَها يكبُرُ قليلًا.

.."هل ستذهبينَ للعملِ غدًا؟!، أم للبحثِ عن منزِل؟!"..

هوَ سألها بعدما جلسا على المقعدِ المتواجِد في الساحه.

.."أعتقِد كلاهُما"..

أصبَحَت تُفكّرُ بجدّية، كيفَ يُمكنُها إعادةُ سُمعةِ المُتحف بعدَ اِنتشارِ الأخبار حولَ جريمةِ القتلِ فيها.

.."لا بأس، سنجدُ حلًّا"..

رَبَتَ على كتِفِها ونهض.

.."سآتي غدًا"..

ودّعها بِقُبلة على جبينها أعادتْ إحمرارَ وجنتيها.

'بحقّ وَسامتِه، أليسَ لديهِ عمل؟!'

♥️

DETECTIVE | المُحقّقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن