My Kid

25 0 0
                                    

مهما حدث، ستظل دومًا طفلي

غرفة مظلمة يحفها الهدوء من جميع الجهات، ليس وكأن بها شاب بالغ يبكي كالطفل بصمت في زاويتها، يبكي لخوفه، كاره لذاته، ولحقيقة أنه ليس نادم، هو بالتأكيد آسف لما حدث، ولما على وشك الحدوث، آسف نعم، نادم لا والجحيم.

يقطع هذا الصمت المقيت الطرق المفزع على الباب، ومن ثم الفتح بهمجية ولامبالاة، لماذا طرقوا إذا كانوا سيدخلون بدون إذن على أي حال؟!

سيد ماكس حان الوقت

يعدل ربطة عنقة وكم يتمنى بإحكامها حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة، وينتهي من هذا العذاب، ولكن لا، يجب عليه إنقاذ نفسه، لأنه لن يأتي أحد لإنقاذه بالتأكيد

هل نسيتم بأنني مازلت على قيد الحياة أم ماذا؟!، لقد جننتم حقًا لظنكم ولو للحظة بأن أي عاهر منكم سيتمكن من رفع يده على طفلي من دون أن أقتلعها له بيداي

استعد فستسافر اليوم مساءًا، ولن تعود حتى أئذن لك، مفهوم؟!

أنا أسف

ولما تعتذر واللعنة

لجعلك تمرين بكل هذا بسببي، ولعلمي بأنكي تكرهي وجودي الآن وتشمئزي من أنفاسي، حتى أنكي لا تطيقين النظر لوجهي
لذا فسأنفز كل ما تريدين، حتى إذا عنا ذلك عدم رؤيتي لكى مرة ثانية، وكل ما أطلبه في المقابل أن تحاولي مسامحتي أرجوكي

ماكس إرفع وجهك، وإنظر إلي

هل تعتقد أن بعض التأوهات، الدفعات، والقليل من السائل، سيجعلني أشمئز منك؟، هه، هذا حقًا مثير للسخرية

وكأن تسأل أم هل كرهتيني يا أمي عندما تبولت على نفسي حينما كنت رضيع؟!، أو هل إشمئززتي مني عندما كنت صبي أعود من اللعب مليء بالأوساخ والإصابات؟!

لا أعلم هل هناك علة بك حقًا أو العلة بي أنا؟!، أم هل هناك علة من الأساس؟!، ولا أهتم، حسنًا؟!

لقد أحببت من قبل حتى خروجك من أحشائي، وعندما حملتك بين أذرعي وقريبًا من قلبي للمرة الأولى،عهدت بحمايتك من كل شيء، مني، من نفسك، ومن العالم أجمع

أنا أمك وأنت طفلي، وهذه حقيقة، ولا شيء سيغيرها مهما طال العمر وكثرت الأسباب

يالك من أحمق يا صغيري، لتظن بأنني سأتخلص منك، محال أن أتخلى عنك، ولكنك لو فكرت قليلًا ستتذكر بأننا تحدثنا عن موضوع سفرك هذا قبل مدة ليست ببعيدة، فهناك بعض الأمور التي يجب الإهتمام بها، وأنا لا أستطيع السفر حاليًا لكثرت الأعمال الساقطة على رأسي، لذا طلبت منك هذا كخدمة، وبقولي بأنك لن تعود حتى أئذن لك، وهذا بسبب أنني سأحتاج للمزيد من الوقت لأخرس أفواه الكلاب الجائعة التي بالخارج، لتتمكن من العيش بحرية وبطريقتك للأبد

أنا هنا ماكس دائمًا وأبدًا

أنا أحبك أمي

وأنا أعشقك يا صغيري

والآن أخبرني لماذا شحبت عندما أخبرتك بضرورة سفرك، هل كانت لأنك ظننت بأنك ستبتعد عني للأبد أم حزنت لإعتقادك بأنك لن ترى ذلك الأسمر مرة أخرى؟!

رسالة إلى طفلي الذي لم يخلق بعد
ولك وعدي يا عشق قلبي بأن أحبك وأحميك من العالم ومن نفسي، ولأفقد روحي في سبيلك، ولأجعل السماء تمطر حزنًا على ما سيلاقيه كل من يقف في طريق سعادتك

RAAZ

🎉 لقد انتهيت من قراءة Mother! | OneShot 🎉
Mother! | OneShotحيث تعيش القصص. اكتشف الآن