تَجري وَکأَنَّ حَياتَها تعتَمِدُ عَلَى ذَلك ... حَسَناً ، إِنَّها بِالفعلِ كَذلِك !
لا تَرى أيَّ شَيء ، الظّلامُ دامِس فِي منتَصَفِ الليْل ، إِنَّها حَتى لا تَعلَمُ أينَ تَتجِه ... تَخرجُ مِن زُقاقٍ لِتذهَبَ لِآخر ، لعلَّهمْ يَفقِدونَ أثَرَها ... لكِنْ هَيْهات !
هِيَ بالفِعلِ خانَتها قَدَماها ، وَما أسوَءَ هذِهِ الخِيانَة في هذْا الوَقتِ بِالذّات ....
أمسَكَها ذلِكَ الكَلبُ المُطيعُ لسَيدِهِ مِنْ شَعرِها القَصير ، سَمِعَتْ أحَدَهُمْ يُحَدِ ... مَهْلاً مَهْلاً ...
هَل قُلْتُ " سَمِعَتْ " ، أعنِي رَأتْ أحَدَهُمْ يُحدِثُ ذلِكَ الكَلبَ المُطِيع ...أَتَعلَم ؟
كَمْ هُوَ فَظيعٌ أنْ تَرَى تِلكَ البِحارَ دونَ أنْ تَسمَعَ النَّغَماتِ التي تَعزِفُها الأَمْواجُ عَلَى تِلكَ الصُّخور ...
أمَّا الأَفظَعُ فِي هذْا أنَكَ لا تَستَطيعُ حَتى التَّعبِيرَ عَنْ مَدى جَمَالِ المَنظَرِ ، لِأنَّ أَحبالَكَ الصَّوتِيةَ قَرَّرَتِ السُّكُون ... وَالنَّومَ نَوماً أَبَدِياً .لَمْ تَشعُرْ بَعدَها إِلا بِذلِكَ الشَّيءِ يَزْحَفُ مِنْ أَعلَى رَأسِها نُزولاً إلى رَقَبَتِها الشَّاحِبَة ، لَقَد كانَتْ ضَربَةً مُؤلِمَةً بِحَقْ !
حاوَلَتْ التَّعبِيرَ عَنْ أَلَمِها ، وَلكِنْ كَمَا قُلْتُ سابِقًا ، لَقَدْ اخْتارَتْ حِبالُها " نَوماً أَبَدِياً " ..
حَمَلَها الكَلْبُ المُطِيعُ وَأَدخَلَها بِكُتلَةِ المَعدِنِ السَّودَاءِ تِلكَ ... أَعنِي حَتى الإِطَاراتِ وَشِعارِ السَّيارَةِ أَسْوَد ، لا تَلُومُونِي بِوَصْفِي لَها !
دَخَلَتْ كُتلَةُ المَعدِنِ إِلى ذلِكَ القَصْر ، أَنْزَلُوا تِلكَ الرَّاقِدَةَ بِعالَمِ الأَحْلامِ وَوضْعُوها فِي غُرفَةٍ كَمَا أَمَرَ عَمُودُ الإِنارَةِ ... أَقْصِدُ ديكارد ...
مَاذَا ؟! إِنَّهُ طَوِيلٌ جدًا ، ليْسَ خَطَأي لا تَنظُرُوا لِي هكَذا !.
نَزَلَ الدَّرَجَ بِطُولِهِ الفارِعِ وَالنَّظَرَاتِ الحادَةِ التِي يُوَزِعُها عَلَى كلِّ مَنْ يَرَاه ، سُحقاً حَتى أثاثُ المَنزِلِ حَصَلَ عَلَى حِصَتِهِ مِنْ تِلكَ النَّظَراتِ يا رَجُل !
فَتَحَ غُرفَةَ الأَميرَةِ النَّائِمَة ....
.
.يُحَدِقُ بِها بِعَينَينِ الجَحيمُ يَسكُنُ بِهما ، لَمْ يَتَزَحْزَحْ بُؤبُؤ عَينِهِ مِلِّمتْرًا واحِدًا عَنْها مُنْذُ أَكثَرَ مِنْ سَاعَة ، مُتَلَهفٌ لِنُهوضِها ... يَنتَظِرُ أَنْ تَفتَحَ عَينَيها عَلَى أَحَرِّ مِنَ الجَمْر ...
لَحظَة ، لا تَفهَمُوا الأَمْرَ بِشَكلٍ خاطِئ ! هُوَ لا يَكْرَهُها هُوَ فَقَطْ كانَ يَبْحَثُ عَنْ الحَقيقَةِ التِي انتَظَرَها 3 سَنَوات ، الحَقيقَةِ التِي يَمْلِكُها فَقَطْ الشَّاهِدُ الوَحِيدْ !
أنت تقرأ
خلف حائط المكتب
Mystery / Thriller" يبدو أنك لم ترى الغابة من كثرة الأشجار " هل تبحث عن الحقيقة ؟ .... غريب ! ألم تراها في المرآة ؟! { الحب والإنتقام لا يجتمعان ؟! من قال هذا ؟ لقد جربت الأمر بنفسي وكان الأمر سهلاً ، جمعتهما بقفص أسميته التملك } .... # ديكارد { أن تحب شخص مختلاً ليس...