| تمزح ؟ |

88 12 6
                                    

" هَلْ تَقصِدُ أَنَّ القاتِلَ يُلاحِقُها لِيَتخَلصَ مِنْها " قَالَها إكسافير بِقَلَق
رَدَّ عَلَيهِ فاليرو " بِالضَبط ، هُوَ لا يُرِيدُ شُهوداً "

تَكَلمَ ديكارد بِجدِّية " عِندَما رأَتنِي تَعَرضَتْ لإِنهِيارٍ عَصبِي وَفَقَدتْ وَعيَها مُجَدداً "
إكسافير " غَرِيب ، الإِنهِيارُ العَصَبِي يَكونُ ناتِجاً عَنْ ضَغطٍ أَو صَدمَةٍ نَفسِية "
ديكارد " لا يَهُمْ ، سَأَذهَبُ الآن إِليها .. أنتُمْ إنتَظِرونِي هُنا "

.
.
.

كورديليا .POV

عِندَما نَهَضتُ وَجدتُ نَفسِي عَلَى السَّرِير ، أَرَدتُ الصُراخَ وَطَلبَ النَّجدَة ... لكِن مَا بِاليَدِ حِيلَة ... بِالكادِ أستَطيعُ إِصدارَ بَعضِ الأَصوَات .
جاءَ مُجدَداً وَهُوَ يَنظُرُ لِي بِهُدوءٍ مُرعِب ... هَذا مُخيفٌ بِدرجَةِ خَوفِ طِفلٍ مِنْ ذاكَ الشَيءِ المَجهولِ أَسفَلَ الفِراش ...

نَظَرتُ لَهُ بِِتوَترٍ وَخَوف .. حَركَ شَفتَيهِ بِكلِماتٍ لَمْ أفهَمها ... فَنَظرتُ لَهُ وأنا أقولُ بِداخِلي ' أَيمزَح ؟! ' ، حَسناً مِنَ المُفتَرضِ أَنهُ أكثَر شَخصٍ يَعرِفُ أَنني لا أَسمَع ..

كورديليا POV. End

ديكارد .POV

إِنَّها خائِفَة ... أَستَطِيعُ رُؤيَةَ ذلِك بِوُضوح ... فَقُلتُ لَها " لا تَخافِي أنتِ بِأَمانٍ هُنا " ، بَدَتْ مَلامِحُها وَكأَنها تَقول ' حَقاً ' ... صَحِيح نَسيتُ أنَّها لا تَسمَع .

إِقتَرَبتُ مِنها فَبدَأَت بِالإِرتِجافِ قَليلاً ... أشَرتُ لَها بِيدِي أنْ تَهدَأ ..

كانَتْ مُتَعَجِبَةً أَو ربَما مَصدومَة ! ... أنا لَستُ لَطيفاً ، لكِن هِيَ السَّبيلُ الوَحيدُ لِلقاتِل

ديكارد POV. End

أَمسَكَ بِيدِها بِلُطفٍ وَابتَسَم ، أمَّا هِيَ فَلا زالَتْ مَصدومَة ...
سَحَبَها نَحوَ غُرفَةِ الطَّعام ، جَلَسَ وَهِيَ مِنْ بعدِه وَأَشارَ لَها أَنْ تَأكُل .... أَمَّا هِيَ فَكانَتْ تَقولُ فِي نَفسِها ' هَلْ فَقَد عَقلَهُ أَمْ مَاذا ؟! '

.
.

كَانَ يَنظُرُ لَها كَيفَ تَأَكلُ بِظرافَة .. بَدَتْ لَطيفَةً بِنَظرِهِ

عِندَما انتَهتْ أَخذَها إِلى مَكتَبِه ، دخَلَتْ وَهِيَ مُرتَبكَة
جَلَسَتْ عَلَى الأَريكَةِ بِتَوَتُر ... أعطَاها فاليرو دفتَراً وَقَلَماً لِتَكتُبَ مَا تُريدُ قَولَه ، فَنظَرتْ لَهُ نَظرةَ ' كَيفَ عَرَفتْ ؟ ' فَابتَسمَ لَها فاليرو بِهُدوء .

كَتَبَ ديكارد مُقاطِعاً لِحوارِ النَّظَراتِ ذَاك " هَلْ تَعرِفينَ لِمَ أَنتِ هُنا ؟ "
وَلكِنها التَزمَتَ الصَمت .. إِنها تَعرِفُ الإِجابَة .. أَو عَلَى الأَقلِ تَظَنُّ ذلِك !

فكَتبَ مُباشَرة " مَنْ كَانَ القاتِل ؟ "
هَزَّتْ كورديليا رأسَها بِمَعنى " مَاذا ؟! " وَنَظرَتْ لَهُ بِاستِغرابٍ طَغى عَلَى تَوتُرِها
فَكتبَ بِغَضبٍ حَاوَلَ كَبتَه " أجِيبي فَحَسب "
كتَبَت بِسرعَة " وَلكِن أنتَ تَعرِفُه " وَنظرَت لَهُ بَعدها بِنظرَةٍ غامِضَة ...
لَمْ يَستطِع صاحِبُ وَكرِ العَقارِب السيطَرَة عَلَى نَفسِه أكثَر فأَمسَكها مِنْ شَعرِها فَجأَةً وقَالَ بِصراخٍ مَلأَ الغُرفَة " كَفاكِ ألاعِيباً ، لَو كُنتُ أعرِفُهُ لَمَا سَأَلتُك ! "

فَقالَ لَهُ إكسافير بَعدَ أنْ حَمحَمَ بِتَوتُر " إٍنها صَماء "
َنَظَرَ لِلهرةِ التِي تَبكِي وَشعرُها الفاحِمُ بَينَ يَدَيه ...
تَرَكها ثُمَّ كَتَب " تَكلَّمي لَنْ يَحصُلَ أيُّ مَكروهٍ لَكِ "
نَظَرتْ نَحوَ الآخرَينِ بِأنفِها المُحمَر ، إِنها حَتَّى لا تَعرِفُ أسماءَهُمْ ...
أمسَكتْ الدَّفتَر وكَتَبتْ " هَلْ سَتُصدِقُني مَهما قُلتْ لَك ؟! "
فأَومَأَ لَها مِنْ بَينِ أَنفاسِه ...

فَجأةً أمسَكَتْ قِطعَةَ خَزَفٍ مَصنوعَةٍ مِنَ الزُّجاجِ وَوضَعتها أمامَ وَجهِه ، فَظهَر انعِكاسُ وَجهِ ديكارد .

ضِحكَةٌ مُدويةٌ خَرجَتْ مِنْ بَينِ شَفَتيهِ ، قَالَ وَهُوَ يَضحكُ بِهستيرِيَّة " إِنها تَمزَح .. صحِيح ؟! "

حَسناً إِنهُ الآنَ يَرغَبُ بِتحطِيمِ قِطعَةِ الخَزَفِ تِلكَ عَلَى رأَسِها الصَّغيرِ ذَاك .

إكسافير " إهدَأ وتَعالَ مَعِي " ، نَهَضَ ديكارد بِغَضبٍ واتجَهَ نَحوَها ... نَظرَ لَها قَليلاً ثُمَّ خَرجَ صافِعاً البَابَ خَلفَه ...
إبتَسَمَ إكسافير وَخرَج ، تَبِعَهُ فاليرو .. وتَرَكُوا تِلكَ الصغِرَةَ تُكَفكفُ دمُوعَها .

.
.
.

" مَاذا قَصدَتْ بِفِعلَتها تِلك ها ؟! أَجِبنِي ! " صَرخَ ديكارد وَهُوَ يَرمِي المَجلَّةَ التِي أَمامَه عَلَى الأَرضِ بِغَضب ..

رَدَّ عَلَيهِ إكسافير " لا أَعلَم ، لكِن لا يَحِقُ لَكَ أَنْ تَضرِبَها ! "
ردَّ عَلَيهِ الآخَر بِغَضب " إِنَّها تَقولُ بِكلِّ وُضوحٍ أنَّهُ أنا ! هَل هِيَ مَجنونَة أمْ مَاذا ؟ "

" ربَمَا تَستَهزِءُ بِكْ " قَالَ فاليرو بِإبتِسامَةٍ عَريضَة ...
نَظَرَ لَهُ إكسافير نَظرَةَ ' هَلْ أنتَ جاد ؟ '

إلتَفتَ إكسافير إِلى ديكارد وَوضَعَ يَدَه عَلَى كَتِفِ صَديقِهِ وَقَال مُبتَسِماً " دَعها تَرتاحُ اليَومَ وتَكلَّم مَعها غَداً ، ربَما كانَتْ مُرهَقةً وَأَنتَ لَمْ تَنتَبِه فَأَجابَتْ هَذِهِ الإِجابَةَ الغَرِيبَة " ..
زَفَرَ ديكارد الهَواءَ مِنْ رِئَتَيهِ وَقَال " حَسناً مَعكَ حَق "
أنهَى كَلامَهُ بِصعودِهِ نَحوَ مَكتَبِهِ مُجَدداً .

خلف حائط المكتبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن