1

99 5 6
                                    

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
.
.
.

.أن تعاقب على ذنب أنت لم تقترفه،هكذا كانت حياة بطلة روايتنا،حيث أن اللون الاسود لم يكفتي بشعرها وعينيها،بل كان لها النصيب الأكبر في حياتها،بالرغم من برائتها من كل شيء،إلا أن ذنب والدها لم يُفارقها حتى يومنا هذا.
(هذا صحيح إنها أبنته)
(لكن لماذا لم يُلقوا القبض عليها أيضاً؟قد تكون أفكارها مثل والدها)
(هيه ياأبنة القاتل)
(أنا فعلاً لا أستطيع أن اجلس معها بنفس المكان)
(إنها تُثير إشمئزازي)
(آآه اتمنى أن عائلات الضحاياء تأخذ بثأرهم منها)
(إنها ليست سوى عالة على المجتمع)
(أتسائل ماذا سيفعلون بها؟)
(لا أعتقد أن هناك شخصاً ما سيعتني بها بعد هذه الأحداث)
.
كانت كل هذه الكلمات تترد بأذنيها دائماً،وهاهي الان ستذهب لأخذ نصيبها منها،كالعاده.

.
.
قاطع شرود عقلها رساله وصلتها منه،كان يقول لها بأن تعتني بنفسها،واعتذر عن قدومه اليوم،بالتأكيد أن لديه مناوبات الليله.
.
تنهدت بهدوء وأكملت سيرها بعد أن أوصلت ردها بأنها ستفعل ذلك.
.
وصلت إلى بوابة المدرسه،ولم يكن الطريق يخلوا من الهمسات،و النظرات الغريبه،لا بأس لقد أعتادت على أي حال.
.
دخلت إلى صفها ونظرت إلى مقعدها،المقعد الأمامي فارغ،المقعد الخلفي فارغ،كما أن اللذي بجانبها كذلك.
.
تنهدت للمره الالف،وأخذت طريقها إلى مقعدها،حسناً،اليوم أيضاً لم يخلوا من الملاحظات والمضايقات على طاولتها ومقعدها،كانت أوراق الملاحظات الصغيره تملاء المقعد والطاولة،بعبارات أقل مايقال عنها،بأنها قاسيه بدأت بجمعها وهي تقرائها بهدوء،"أقتلي نفسك"،"إذهبي إلى الجحيم"،"قاتله"...إلخ.
.
قامت بجمعها جميعها ورمتها في القمامه،كان هذا الشيء بالنسبه لها كالروتين اليومي،(تذهب إلى المدرسه
تجمع الملاحظات وترميها بالقمامه.
يتم التنمر عليها.
ثم تعود إلى المنزل.
إما قد سُرق مالها الخاص.
أو تم التنمر عليها من مجموعة أغبياء يظنون بأنهم بشر).
.
عادت إلى مقعدها وجلست بهدوء،لم تمكث لحظات حتى دخل المعلم وخلفه طالب،يبدو بأنه جديد،ضرب المعلم بعصاه على الطاولة جاذب إنتباه الطلاب إليه وقال:أستمعوا إلي،أنه طالب جديد هنا،عرّف بنفسك مارك.
قال بعد أن وضع يده على كتف مارك
مارك:أنا مارك لي،لقد أنتقلت من فترة قصيره من كندا،أتمنى أن تعتنوا بي جيداً.
.
أنتهى لتتعالى أصوات الطلاب،بكونه أجنبى وأصوات الفتيات بكونه بالغ الوسامه.
.
المعلم وقد جال بنظره حول الفصل وقال:أختر لك مقعداً مارك.
.
بعد تعريفي بنفسي أمامهم،طلب مني المعلم أن أختار أحد المقاعد،وأثناء ذهابي إلى أحد المقاعد،لم تغب عن ناظري نظرات الطلاب ونظرات المعلم،حتى أنه قال شيئاً بهمس،لقد ظن بأني لم أستطع سماعه،لكنني سمعته بوضح جداً،لقد قال:

"بأنه يتمنى أن لا أقتل".
لماذا قال ذلك؟،قررت تجاهله وأكملت طريقي إلى المقعد،لكن هناك ماجعلني أركز نظري عليه بدلاً من تركيزي على هالة المكان هنا،فتاة ذات شعر أسود طويل،ذات غُرة إلى مابعد حاجبيها بقليل،ذات بشره بيضاء شاحبه،وعينين سوداوان،وأخيراً شامتُها التي اخذت مكانها يمين شفتيها العلياء.
لقد جذبت أنظاري إليها،كان أقل مايقال عنها بأنها جميله،كان نظري مركز عليها حتى وصلت إلى مقعدي.
وياللحظ كانت هي تنظر إلى أيضاً.
لكن للأسف لم يطل نعيمي اللذي كنت فيه فترة طويله،حيث انني حالما جلست قد أشاحت بنظرها عني وبدأ المعلم الدرس
"اللعنه عليك ياذا الكرش الكبير"
~end pov~
                       .                    
أنتهت فترة الحصص الأولى،ولم يكد مارك ان يرتاح قليلاً حتى تجمعوا عليه الطلاب وبدأوا بطرح أسألتهم اللامتناهيه،بحيث لم يكن يستطيع رؤية المقعد اللذي بجانبه،مقعد تلك الجميله كما سماها،كان يجاوب على الطلاب وهو يحاول لمحها على الاقل،وعندما أستطاع ياللأسف لك تكن موجوده،لقد ذهبت مما جعل مارك يبدأ الشتم بداخله
"اللعنه عليكم جميعاً".
.
إنها الحصه الأخيره الان،معظم الطلاب ليسوا موجودين بالفصل،هو لم يحظى بفرصة للحديث معها حتى الآن،وفوق هذا عليه أن يلحق مافاته من الدروس حتى،اللعنه لماذا عليه ام ينتقل بمنتصف الفصل الدراسي.
فكّر وهو مُنهمك بإكمال دفتره
.
لكن شتت إنتباهه مجموعه من الطلاب المتجمعين عند الباب،كان أحدهم يحمل مجموعة دفاتر بيديه،يبدوا بأن عليه الدور بجمعها اليوم،لكن مابه هكذا يبدوا وبأنه على وشك البكاء،والطلاب من حوله يحاولون تشجيعه على ماسيقدم عليه،نظر مارك إلى حيث ينظرون الطلاب،كانوا ينظرون إليها،لم يكد مارك أن يستوعب ماحدث حتى وقفت من مقعدها وهي تهمس"هل علي أن استمتع قليلاً".
تقدمت إلى حيث الطلاب واقفين وقالت
"ضعه فوق طاولتي بعد أن تنتهي"
قالت بعد أن وضعت دفتر ملاحظاتها فوق الدفاتر الأخرى
.
نظر مارك بأستغراب إلى الفتى اللذي قال بتوتر وخوف،بان على وجهه
"حسناً سأعيده،انا حقاً سأتأكد من إعادته صدقيني"
.
أعاد مارك نظره إليها عندما وضعت يدها فوق الفتى تربت عليه وهي تقول
" فتىً مطيع"
وذهبت،هي فقط فعلت ذلك،وجعلت من المجموعه تلك تصاب بالهلع،مابالها بحق،قرر مارك الذهاب إلى مجموعة الطلاب تلك وسؤالهم.
"عفواً ولكن مالذي يحدث هنا؟"
نظر إليه أحد الطلاب وقال:
"لكن ألا تعرفها؟"
"لا"
أجاب مارك.
"أنها أبنة قاتل متسلسل،ألم تكن تعرف؟"
أجابه احد الطلاب.
"لذلك أحذر الاحتكاك معها أنتبه ياصديقي"
تكلم صاحب الدفاتر بهلع ثم أخذ طريقه إلى خارج الصف.
"واو"
فكر مارك بينه وبين نفسه بهذه الكلمه ثم عاد أدراجه إلى مقعده لأكمال دروسه.
.
.
مر شهر مُنذ قدوم مارك للمدرسه،ولم يحظى حتى الآن بفُرصة للكلام معها،وكُل الذي عرفه بهذه الفتره أسمها،كانت تنطبق عليها مقولة،
(أسمٌ على مسمى)
كان أسمها:مي سون... كيم مي سون.
.
أبتسم بينما كان يُفكر بينه وبين نفسه بها وبمعنى أسمها.
قاطع شرُودِه،صوت صديقه وهو يقول:
"هيه مارك،أين وصلت؟"
"يالها من محظوظه،من تُفكر بها"
      'تكلمت إحدى الفتيات بهيام'      
تعالت أصوات ضحكاتهم من حوله بعد كلام الفتاه،أما هو فقد أكتفى بأبتسامة وإلتفاته نحو مقعدها الفارغ.
.
لم يدُم فراغ مقعدها طويلاً،وسرعان ماأصبحت عليه أمام نظرات مارك،ألتفتت تنظر إليه بأستغراب،وسرعان ماأستوعب هو موقفه واشاح بنظره بعيداً،وياللتعاسه المُعلم هنا بالفعل.
.
كيف لم ينتبه إلى فراغ مُحيطه عن أصدقائه،لقد تشتتوا بُسرعة كبيره ماهذا؟
.
حسناً أنه مُعلم الفن،من بهذه المدرسه لا تُحبه؟هو حقاً سبب لجنون الطالبات بهذه المدرسه،حتى أنهُن يشتركن بنشاطته حتى لو كُن فاشلات بالرسم،ياللقرف....ولكن لحظه،هل هي أيضاً تُحبه؟لماذا توترت هي الآن؟ حتى أنها تُحضر أدواتها فعلاً،أخخخخ لم ينقُصني سوى هذا.   
'فكّر مارك'
.
     ~مي سونpov~         
دخل المعلم سونغهوا للصف،بأبتسامته الدائمه،بطاقته المُنعشه،هو أحد اسباب أستمراري في هذه المدرسه فعلاً،دائماً ماكان عكس المعلمين الأخرين،لم يحدُث بيننا أي كلام أبداً،لكن طريقة حديثه وأبتسامته،كلامه الإيجابي،نظرته الحنونه إليّ،هو ابداً لم يجعلني أشعر بأنني قد أرتكبت خطأ ما،هو عادلٌ جداً.
.
قاطع تأمُلي مُعلمي المفضل عندما قال
"حسناً ياطلاب،لدينا مُسابقه بعد أسبوع من الان،سنعقد معرضاً وسنختار افضل لوحه بين اللوحات الأخرى،لذلك أنا أعتمد عليكم يارفاق،علينا الفوز بهذه المسابقه حسناً."
.
أجابه جميع الطلاب بصوت واحد نعم،بينما انا أكتفيت بأبتسامه وهز رأسي موافقةً لهم،من يعرف ماذا سيفعلون إذا رفعت صوتي هههه.
تكلم المعلم من جديد:
" حسناً مارأيكم بأخذ الحصه اليوم بالهواء الطلق؟"
.
من سيضيع هذه الفرصه يامُعلمي،لنذهب الان،هيا.
.
هم حتى لم يدعوه يُكمل كلامه،لقد خرجوا سريعاً،ولا ننسى معلمي الوسيم وهو يأمُرهم بأن يتوخوا الحذر ويلتزموا بالهدوء،وهو يركض خلفهم،و سُرعان ماتبعتهم انا أيضاً.
.

أمسِكِ بيديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن