جبل تارغون

36 4 0
                                    


لمعت عيني زفير و هو يشاهد بلورات من الجليد المتساقط حولهم و التي غطت بكثافتها الكثير من الأشجار
"اتسائل الأن أين نحن !" تحدث نوفا المنهك بعدما تمكن منه القليل من الاحباط
" تماسك ايها المقاتل و قم بجمع شتاتك معا فقد بقى خمسه تحديات كامله! ، ربنا تتسائلون أين أنتم الان لذا انا لن أطيل عليكم"
قامت المخطوطة بتعديل طريقه السرد خاصتها لتجعلها اكثر جديه ثم اكملت

"جبل تارغون.. أنه مناره لكل حالم و مغامر ، تسلقه بل و حتي كذلك نزوله يعتبر شبه مستحيل مع ذاك يسعى الكثير لبلوغ قمته لاكتشاف ما الذي فعلا يقبع هناك ، يقال أن الشخص الذي سيبلغه سيشهد عوالم ، نجوم ، و كواكب، و كائنات، مجريه عريقة لن يستوعبها العقل البشري و ستغير مجري حياته للابد"

" المفتاح اللعين رجاءا" اجاب زفير بابتسامه مقيته

"علو شاهق يتفرع لعده أبعاد ، كياناته الخرافيه تتفنن باتقان الانكاد ، هم سيقفون لصانعهم باحتدام كالمرصاد ، ستبغي المجابهه و لكنك كالمهجور بدون انداد ، فقط احتشادك بالثبات سيتخطي الانقاد و سيوصلك بسلاسه للمراد ... عليك باليقظه فاستسلامك للاحقاد سيدفعك للاصابه بالنفاد "
لوح زفير بيده "حسنا تستطيعين الذهاب الان " ثم وجه نظره تجاه أخيه
" اذا ما الذي سنفعله؟ ما الحل؟ "
حرك نوفا كتفيه كأشاره لعدم معرفته لأجابه
" ربما نحن علينا تسلق ذلك الجبل فقط "
" اجل اجل انت محق فلنفعل ذلك بسرعه! "
تحرك مسرعا تجاه الانحنائات الصخريه و بدأ بدفع جسده متشبثا بالشقوق و الثغرات التي تحيط جبل تارغون و بجانبه نوفا يتحرك بسلاسه اكثر من أخيه كونه غير مغلف بالقلق
.
.
و بالجانب الأخر هي قامت بإخراج خناجر التسلق المثقله يدوياً بمهاره .. هي ليس لديها وقت للتراخي و بالطبع لن تقوم بذلك بالطريقه التقليدية و بسرعه خياليه كانت قد هبطت بالفعل أعلى الجبل
قامت بنفض تكتلات الجليد من ثيابها البيضاء و تحدثت بشرود مخاطبة الجبل
" ما المميز بشانك يا ترى؟"
زرقه تكتسحها شوائب الصقيع لتشوه نقائها
ما البعد الذي ينتهي عنده ذلك البساط الجليدي السميك ؟
شيئًا ما هنا مختلف ، البرود الموحشه تخدر أوصالك بالكامل
تلك الانتفاضة و القشعريره بجسدك تشعرك انك حي ترزق
هي عذاب و نعيم بنفس الوقت.....

.
بثانية أظلمت السماء لتنتشر الظلال من حولها... كويكب غامض يقترب منها بسرعه كالصاورخ الذي هتكت مكابحه ... الحراره تزداد... و اصطدامه بها كان حتمي .. و بغرفه معتدله الاضاءه و بفراش مدثر بالاقمشه المطرزه توسط جسدها من جديد بانهماك ، كانت متعبه "مرحبا شيرايوكي ... " كانت الجمله المتردده بمحياها و قد علمت هويه المتحدث ، ذلك صوتها هي ، هي تحدث نفسها! ، ام نفسها هي التي تحدثها؟ ما الذي يحدث بحق الله؟
اغمضت عينيها تفكر لقد كانت بأعلى جبل تارغون منذ دقائق و الان أين هي؟
تلك حتى ليست بذكرى فهي لما تعيش تلك الأحداث من قبل حتى الان
و لكن ذلك الصوت لم و لن يكن كفيل بجعلها تفتح عيناها لتواجه الضوء
حتى تغير الصوت و تغير المتحدث معه
"ذلك صحيح شيرايوكي ، لن تستطيعي فتحهما ، فلا يوجد أحد حولك انتي ... تموتين بمفردك "
بدا كلام تلك المرأه مزعجا فحاولت ان تضمره و الا تهتم به فهي تعاني بسبب مرضها الان .
هل تعرف ما الذي يحدث عند المرض؟
احشاء ملتهبه و مضطربه ، ربما هي على وشك التهام نفسها او الانفجار هل ذلك ممكن حتى؟
ترقد في فراش الموت تشعر بالانفصال عن العالم ، متعرق بشده و كأنك قد اقتحمت قلب فرن حاميه بل و كأن كل ما توصل إليه العالم من تكنولوجيا ليست بقادره على مساعدتك ، انت الان بمكان مختلف ، منعزل و مشتت تتقلب بين موجات الألم الكاسحه من الصداع النصفي و الغثيان ، لم يعد هناك أي أعضاء تستجيب ، يغلق جهازك التنفسي لوهلات مسببا نوبات فظيعه من الاختناق ثم يعود ليعمل بكفاءة أقل من المعتاد ، حتى النوم لهو مؤلم فلا ينتج عنه أي ايجابيات بإستثناء ازدياد الخمول ، انت عاجز و واهن.... واهن للغايه و ياله من شعور
لتنفث من تحت الاغطيه و من بين أسنانها "اللعنه"

شِيرَايّوكّي | 𝑺𝒉𝒊𝒓𝒂𝒚𝒖𝒌𝒊حيث تعيش القصص. اكتشف الآن