Part Two

5.4K 260 140
                                    

2020/6/23

10:25 مساءا

"__________________________"

في وقت لاحق من هذا اليوم، كان يسير في الممر الفارغ و الهادئ لا شيئ يسمع سوا صوت طرق حذائه الأبيض على الأرض مع كل خطو يخطوها، يداه في جيبيه و ينظر أمامه ليتجه نحو خزانة حمراء صغيرة بين الخزائن الآخر في الممر، فتحها و بحث فيها قليلا حتى وجد ضالته، أخرج منها نقودا ليعيد إغلاقها بالمفتاح و يسير مجددا

نحو الكافتيريا هذه المرة معيدا يداه في جيبي معطفه

جلس على كرسي في طاولة بعيدة قليلا عن المعتاد، و أمامه طعامه ليبدأ بتناوله، متنعما بالهدوء حوله و كيف لا يكون؟ فأغلب الطلاب في صفوفهم الآن

و كان ليكون هو كذلك أيضا؛ لولا أن أستاذ الرياضيات الخاص بهم غائب اليوم، طلاب صفه كانوا فرحين و هو من ضمنهم، لأنه يكره الرياضيات أولا هو دائما يشعر بالنعاس فيه و أيضا لأنه كاد يموت جوعا ثانيا، لأنه لم يأكل شيئا منذ فطور البارحة و غداء اليوم فوته كذلك و لم يشرب سوا الماء فيه لأنه لم يكن جائعا، لذلك قرر الاستفادة من الفرصة المتاحة له و إشباع معدته الخاوية

بعد أن قام بالهروب من فصله، من المراقب الحقير بالنسبة له فالأخير هدده بكونه سيخبر المدير عن تصرفه، لكنه لم يهتم بل دفعه من كتفه و أكمل طريقه

"أنظروا من هنا"

لعن حظه العاهر و نبذه، ما إن سمع صوت آخر شخص يتمنى رؤيته من خلفه يتخلل مسامعه

"لقد علمت أنه أنت فمن سواك يرتدي معطف بلون كهذا في المدرسة، صحيح أيتها الأميرة الوردية"

تنهد و هو يستمع لسخريته منه أليس لديه درس الآن ما الذي يفعله هنا؟
تمنى لو أنه يبتعد عنه فحسب لكن ليس كل ما نتمناه يتحقق!

سحب نامجون الكرسي و جلس عليه أمام جين و هو يشكر حظه الذي جعله يلتقي به، ربما قراره لا حظه لكن للحظ نصيب كذلك

نامجون تهرب من حصة الفيزياء من دون أدنى سبب، فقط فكر بالأمر و نفذه، و لكن لأن يونغي و هوسوك هما يونغي و هوسوك فرفضا مشاركته قبل أن تحضر الأستاذة فوضعهم سيكون مريبا و أيضا لأنه يجب على أحد منهم البقاء في الصف كي يسجل الملاحظات، هو يعلم أن هوسوك يخاف أن يتم امساكهم فلذلك رفض أما يونغي لأنه لا يود ترك هوسوك بمفرده فرفض كذلك

و عندما كان متجها نحو المكتبة حاملا زجاجة كولا لمح جين يعبر الحديقة متجها نحو الكافتيريا لذلك لحق به

الوضع كان هادئا فجين تجاهل وجود نامجون أمامه و أكمل طعامه بصمت، و الأصغر لم يحب أن الأكبر يتعامل معه كأنه شبح، لذلك نطق كاسرا الصمت:

"لماذا تتناول الكثير من الطعام هل أنت خنزير؟"

جين تجاهل سخرية الآخر منه و حشر ملعقة ممتلئة الأرز في فمه، أمامه في الصينية يوجد شطيرة لحم و وعاء أرز و بعض الكيمتشي، و عصير عنب أيضا، هو كثير لا ينكر هذا لكن ما شأن الآخر به!

"لنرى أمامك الكثير من الطعام كالخنزير و تتناوله كواحد، أ انت خنزير بالصدفة؟"

قهقه نامجون عليه بعد إكمال كلامه، أما سوكجين فشرب من العصير بعدها مرر طرف لسانه على حواف أسنانه و هو يراقب الآخر يضحك عليه، ليتحدث بعد أن نظر للأخر داخل عينيه

"و كيف تشبهني بنفسك هل تريد مني إحضار مرآة ترى نفسك فيها تقارن ذاتك بي؟"

نامجون صدم من رد جين، فهو عادة يتجاهله و لا ينطق بحرف مهما فعل او قال له

أبتسم بجانبية و أردف
"كيف أقارن نفسي بخنزير، هل تراني حيوانا مثلك؟ "

" أتعلم لقد رأيت حيوانات تتصرف أفضل من البشر بمئة مرة حتى أنه يعد خزيا لها أن تشبه بعض البشر بها، فهناك حيوان واحد لا يشابه عشر من البشر الذين يملكون أدمغة تفكر و ألسنة تنطق"

ليقف بعد أن نطق بكلماته تلك و يغادر فهو أنهى كل طعامه بالفعل، نامجون ليس غبيا كي لا يفهم أن أسمه بين طيات هذه الحروف

تنهد و هو يبتسم مراقب ظهر جين و هو يبتعد عنه، ابتسامة فخورة على ثغره كون الآخر بدأ بالرد على سخريته

"يا اللهي كم بدى جميلا و هو يلقي بكلامه اللاذع نحوي، نظراته تلك اللعنة يبدو آخاذا حتى و هو غاضب"
انتحب يتمتم بكلامته تلك مسندا رأسه على باطن كفه يراقب الآخر يخرج من الكافتيريا

كلامه ذاك لم يقصد به أن يؤذي الآخر و أن لا يجعله يأكل أي شخص يكون إن فعل هذا بمعشوقه؟

هو فقط أراد فتح محادثة مع الآخر متمنيا أن يرد عليه و أن لا يصمت كالعادة، هو لم يضع آمالا، لكن جين رد عليه و هذا جعل قلبه يخفق بقوة ضد أضلعه

كم هو مبعثر لكيانه هذا الفتى صاحب أعين القهوة!

________________________________

رأيكم بالبارت؟

See in The Next chapter~

💜

MY LOVE حيث تعيش القصص. اكتشف الآن